عام >عام
الرئيس محمود عباس: انطباعاتنا عن إدارة ترامب البداية من الصفر
مبعوث الرئيس الأميركي التقى قادة المستوطنين
الرئيس محمود عباس: انطباعاتنا عن إدارة ترامب البداية من الصفر ‎الجمعة 17 03 2017 08:15
الرئيس محمود عباس: انطباعاتنا عن إدارة ترامب البداية من الصفر
الرئيس محمود عباس مترئساً اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح"

هيثم زعيتر

كثرت التأويلات والتفسيرات حول دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة البيت الأبيض، وإيفاد الرئيس الأميركي موفده الخاص جيسون غرينبلات للقاء الرئيس الفلسطيني، محمِّلاً إياه شروطاً ومقترحات مطلوبة من الجانب الفلسطيني.
لكن منذ أنْ تلقّى الرئيس "أبو مازن" الاتصال الهاتفي من الرئيس الأميركي (10 الجاري) أحدث ذلك صدمة لدى الكثيرين، خاصة ممَّنْ كان يروّج في الساحة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي وإقليمياً ودولياً، أنّ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، يعني "حشر" الرئيس عباس في الزاوية، وممارسة ضغوط لانتزاع تنازلات لمصلحة الكيان الإسرائيلي، الذي رأى أنّ الفرصة مؤاتية ليستغل اليمين المتطرّف بقيادة بنيامين نتنياهو الظروف ويزيد من استباحة الأراضي وهدم البيوت وبناء المستوطنات والاعتداءات والاعتقالات والتهويد.
وشدّد الرئيس عباس على أنّ "كافة مشاكل الإرهاب والتطرّف في العالم سببها أنّ القضية الفلسطينية لم تُحل بعد"، مشيراً إلى أنّ "العرب سينظرون ما قد تقدّمه أميركا من قرارات واقتراحات بخصوص السلام والحل النهائي".
وأوضح أنّ "القمة العربية في الأردن، وكالعادة على رأس جدول أعمالها، القضية الفلسطينية، وفي كل اجتماع عربي، الموضوع الفلسطيني على رأس جدول أعمال العرب، لأنّهم جميعاً يصرخون بأنّ هذه القضية قضيتهم الأولى، ولا بدّ من دعمها".
الرئيس الفلسطيني كان يتحدّث خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، مع رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك ملادن ايفانيتش في رام الله.
وكشف الرئيس عباس في حديث صحفي عن أنّ "مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط لم يحمل أي مقترحات أو يقترح أفكاراً، بل كان مستمعاً جيداً، حيث شرحت له كل ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، ورؤيتنا لحل الدولتين، وما يعطّل الحلول، مثل مشاريع الاستيطان ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فضلاً عن القضايا العالقة بيننا وبين الإسرائيليين، وقد طرح بعض الأسئلة عليّ وعلى القادة الذين اجتمع معهم، ووجد إجابات واضحة حولها، وبإمكانه تكوين صورة واضحة لنقلها إلى الرئيس ترامب، واقتراح الحلول المناسبة، وعندما نلتقي بالرئيس الأميركي ستكون هناك أجوبة على ما سمع منا".
وأبدى الرئيس عباس اعتقاده بأنّ "الرئيس ترامب يحاول جادّاً حل القضية الفلسطينية وليس تصفيتها، وهذه انطباعاتنا عنه، وعن الإدارة الأميركية الجديدة، حيث سيبدأون معنا من البداية، وقد شرحنا للرئيس والإدارة، أنّه ما لم تحل القضية الفلسطينية، ستبقى منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، وإذا حُلّت القضية الفلسطينية، ستُحل كافة المشاكل في المنطقة، وأوضحت له أنّنا ضد الإرهاب بكافة أشكاله".
وترأس الرئيس عباس مساء أمس في مقر المقاطعة، اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح".
إلى ذلك، واصل غرينبلات زيارته إلى المنطقة، حيث اجتمع ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرّة الثانية خلال أسبوع، وذلك لاستكمال المحادثات التي يجريها حول النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وأكد نتنياهو أنّه يرغب ببناء تجمّع سكّاني جديد لسكان بؤرة عمونا الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية المحتلة، التي أُخليت الشهر الماضي بموجب أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية، وستكون أوّل مستوطنة جديدة برعاية الحكومة الإسرائيلية منذ 20 عاماً.
وكان لافتاً اللقاء الاستثنائي الذي عقده مبعوث الرئيس ترامب مع قادة مستوطنين إسرائيليين في القدس، وذلك للمرّة الأولى، تمايزاً عمّا اعتمدته الإدارات الأميركية المتعاقبة.
وإذ كان قادة المستوطنين قد عقدوا لقاءات سابقة مع مسؤولين أميركيين وأوروبيين، إلا أنّ هذا الاجتماع هو الرسمي الأوّل.
وأعلن مجلس "يشع" الاستيطاني عن أنّ اللقاء الذي شارك فيه زعيمان من الحركة الاستيطانية، قد يكون أعلى اجتماع رسمي يجريه.
وكان غرينبلات التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان.
ومن المنتظر أنْ يلتقي المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لعملية السلام مع اقتصاديين ورجال أعمال وأمنيين فلسطينيين.

المصدر : اللواء