عام >عام
"مؤتمر سفراء فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية" في المنامة.. رؤية واضحة لرسل القضية إلى الحكومات والشعوب والعالم
"مؤتمر سفراء فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية" في المنامة.. رؤية واضحة لرسل القضية إلى الحكومات والشعوب والعالم ‎الأربعاء 26 04 2017 08:12
"مؤتمر سفراء فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية" في المنامة.. رؤية واضحة لرسل القضية إلى الحكومات والشعوب والعالم
الرئيس محمود عباس في افتتاح "مؤتمر سفراء فلسطين" في المنامة

هيثم زعيتر

تخطو الدبلوماسية الفلسطينية، بتراكم الإنجازات التي تحققها على أكثر من صعيد، حيث أصبح المحتل الإسرائيلي يتوجس من نتائجها.
وفي إطار تفعيل دور الدبلوماسية الفلسطينية، عقد مؤتمر "سفراء دولة فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية" في عاصمة مملكة البحرين، المنامة، والذي شكل حدثاً هاماً في مسار العلاقات الدبلوماسية الفلسطينية مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم، نظراً إلى أهمية توقيت انعقاده في لحظة دقيقة وحساسة تمر بها القضية الفلسطينية في ظل المتغيّرات التي تشهدها المنطقة والعالم.
إفتتح أعمال المؤتمر الذي عُقد في "فندق السوفتيل" في المنامة على مدي يومين، عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، وشارك فيه 60 سفيراً فلسطينياً في دول عربية وإسلامية.
وأكد الرئيس الفلسطيني على "أهمية عقد هذا المؤتمر في هذه اللحظة الدقيقة، في ظروف ساخنة وصعبة، وليس مستحيلة"، مشدداً على دور السفراء بالقول: "أنتم رُسل قضية فلسطين إلى الحكومات التي تمثلوننا لديها، ولشعوب الأرض التي تقيمون فيها، مهمتكم عظيمة وكبيرة، فتنقلون عدالة قضيتكم بمشاعر وأحاسيس ومعكم الجاليات الفلسطينية من أجل نقل الصورة الكاملة إلى شعوب الدول التي تقيمون فيها، ونحن نواصل العمل الدبلوماسي من أجل تحقيق الهدف، إقامة الدولة الفلسطينية التي لا تحقق بالضربة القاضية، بل خطوة خطوة".
ووضع الرئيس "أبو مازن" سفراء فلسطين في تطورات قضية العرب والمسلمين المركزية، محدداً خارطة طريق للتحرك الدبلوماسي والسياسي للقيادة الفلسطينية "من أجل تحقيق سلام عادل ودائم على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
فيما شدّد وزير خارجية فلسطين رياض المالكي على "أهمية الدبلوماسي الفلسطيني، وسُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة فلسطين ودول العالم".
من جهته، أكّد وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على "عدالة القضية الفلسطينية، وأهمية توحيد الجهود من أجل ترسيخ مكانتها الدولية، وتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية، كما إعترف بها العالم، وأعلن عنها في المبادرة العربية للسلام".
وقدم مدير عام "الصندوق القومي الفلسطيني" الدكتور رمزي خوري عرضاً لواقع الصندوق والرؤية المالية الفلسطينية.
وأشار قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية محمود الهباش، خلال لقائه السفراء إلى "ضرورة متابعة التطورات المتعلقة بمدينة القدس وسبل دعمها عربياً وإسلامياً من أجل مواجهة ما تتعرض له من حملات تهدف إلى تهويدها، وطمس هويتها العربية والإسلامية".
وشدّد الهباش على "أهمية متابعة وتنشيط الالتزام العربي والإسلامي لدعم القدس، وتعزيز صمود أهلها من خلال شد الرحال إليها وحمايتها مما يخطط لها، لتبقى مدينة فلسطينية عربية إسلامية وعاصمة لفلسطين".
وعرض السفراء في مداخلاتهم للأوضاع في البلدان المعتمدين لديها، والعلاقات الثنائية معها، وسبل تعزيزها، فضلاً عن تقديم التطورات الخاصة بمجمل عملية الارتقاء بالعمل الدبلوماسي الفلسطيني بمختلف أشكاله، مع التركيز على الدبلوماسية العامة، وحجز التأييد للقضية الفلسطينية هي أمل الوصول إلى إحقاق الحقوق المشروعة غير القابلة للتعرّف للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وفي ختام المؤتمر صدر بيان توجه بالشكر إلى "عاهل مملكة البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة وحكومته على التسهيلات التي قدمت لإنجاح أعمال المؤتمر، وجهود مملكة البحرين الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
وكان الرئيس عباس قد زار الملك حمد في قصر الصخير، حيث قلّده القلادة الكبرى لدولة فلسطين تقديراً لدوره ومكانته العربية والدولية، وتثميناً لمواقفه الأخوية المبدأية في دعم قضايا الأمة العربية، وفي المقدمة القضية الفلسطينية.
كما قلّد عاهل البحرين، الرئيس الفلسطيني القلادة الخليفية، قبل أن يولم على شرفه.
وزار الرئيس عباس صرّح الميثاق الوطني في البحرين.
كذلك زار الرئيس عباس رئيس وزراء مملكة البحرين الأمير خليفة  بن سلمان آل خليفة في قصر القضيبية، بصفته الرئيس الأعلى لجامعة القدس المفتوحة، منحه الدكتوراه الفخرية.
والتقى عباس السفراء العرب المعتمدين في البحرين، ووفداً من "جمعية أصدقاء القدس" في البحرين، وآخر من مجلس إدارة "جمعية البحرين للتسامح والتعايش في الأديان" ومن "الجالية الفلسطينية" في البحرين.
وكانت لفتة خاصة من الرئيس عباس، بمنح سفير فلسطين لدى مملكة البحرين طه محمّد عبد القادر (خالد عارف) ميدالية الاستحقاق والتميز الذهبية، تقديراً لمسيرته الوطنية والنضالية، وجهوده المخلصة من أجل رفعة وطنه وشعبه، وتثميناً لجهوده في مجال تطوير العلاقات الأخوية مع مملكة البحرين.
وكان بارزاً دور السفير عارف بالتنسيق مع الديوان الملكي ووزارة الخارجية في البحرين والرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية، لضمان المؤتمر وتسهيل مشاركة الوفود، وبرنامج زيارة الرئيس، وأعمال المؤتمر الذي حظي بإشادة وتنويه الجانبين الفلسطيني والبحريني.
وأكد السفير عارف على "عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين، والثقة التي يؤكدها الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كل مناسبة، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى والنائب الأوّل لرئيس مجلس الوزراء، على الدعم والاهتمام الذي توليه قيادة مملكة البحرين لقضيتنا العادلة، وإلى المراسم الملكية على جهودهم التي تميّزت بمستوى رفيع في إنجاح وتنظيم زيارة الرئيس "أبو مازن" بالتواصل الدائم مع السفارة لتوفير أفضل السبل لإنجاح الزيارة بما يليق بمملكة البحرين وملكها وفلسطين ورئيسها".
وتوجه أيضاً بالشكر إلى "وزارة الخارجية في مملكة البحرين ممثلة بوزيرها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وكافة منسوبي الوزارة للجهود الكبيرة التي بذلوها، والتواصل الدائم والمتابعة والحرص والاهتمام لإنجاح المؤتمر"، كما عملت سفارة فلسطين لدى مملكة البحرين بالتواصل مع وزارة خارجية دولة فلسطين، فالشكر إلى وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي وإلى طاقم الوزارة وسفراء فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية".
ونوّه بدور "الرئيس "أبو مازن" بالنضال في شتى المجالات من أجل تجسيد إقامة الدولة الفلسطينية، التي إعترف بها العالم على أرض الواقع، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها قضيتنا العادلة، حيث خرج هذا المؤتمر برؤية واضحة للعمل الدبلوماسي الفلسطيني، وحققت انجازاً من الإنجازات المتراكمة لشعبنا بوسائل نضاله في الوطن والشتات".
ونوّه السفير عارف بدور "سفراء فلسطين الذين يخوضون معركة الحرية والاستقلال في كافة المحافل، مسترشدين بتعليمات الرئيس "أبو مازن" وتوجيهاته وتوجيهات وزير الخارجية، مستمسكين جميعاً بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبالقرار الفلسطيني المستقل استمراراً لمسيرة من سبقونا من السفراء على الدرب، فمنهم من قضى شهيداً أو جريحاً، ومنهم من لا يزال يتابع رسالته الوطنية على كافة الصعد نحو الحرية والاستقلال".
رافق الرئيس "أبو مازن" في زيارته وفد ضم: وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، قاضي القضاة ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، مدير عام "الصندوق القومي الفلسطيني" الدكتور رمزي خوري، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي، ياسر محمود عباس وسفير فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف.

الرئيس محمود عباس خلال منح سفير فلسطين لدى البحرين خالد عارف ميدالية الاستحقاق والتميز الذهبية

 

الحضور خلال افتتاح مؤتمر "سفراء دولة فلسطين لدى الدول العربية والإسلامية" في المنامة

 

المصدر : اللواء