عام >عام
الرئيس الأميركي يلتقي الرئيس عباس اليوم بعد زيارة "حائط البراق" دون مرافقة إسرائيلية
ترامب: لدينا فرصة نادرة لاستقرار المنطقة وهزيمة الإرهاب
الرئيس الأميركي يلتقي الرئيس عباس اليوم بعد زيارة "حائط البراق" دون مرافقة إسرائيلية ‎الثلاثاء 23 05 2017 09:18
الرئيس الأميركي يلتقي الرئيس عباس اليوم بعد زيارة "حائط البراق" دون مرافقة إسرائيلية
الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام حائط البراق (المبكى) بالقدس الشرقية معتمراً القلنسوة اليهودية

هيثم زعيتر

أرخى "إعلان الرياض" الصادر عن "القمة الإسلامية العربية - الأميركية"، بظلاله على أهمية حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية انطلاقاً من "مبادرة السلام العربية"، ما يعني تجسيد الدولة الفلسطينية على أرض الواقع على حدود الرابع من حزيران 1967، عشية الذكرى الخمسين لاحتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الشكر والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على النجاح الباهر الذي تحقق في القمم الثلاث التي عقدت في المملكة.
وإشادة الرئيس الفلسطيني بدور المملكة والعاهل السعودي، بسبق استقباله للرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيت لحم اليوم (الثلاثاء)، حيث تكتسب الزيارة أهمية مميزة لها أبعادها ودلالاتها، خاصة بالاعتراف الأميركي الضمني بالدولة الفلسطينية، الذي يتكرّس بهذه الزيارة وقبلها استقبال الرئيس عباس في البيت الأبيض، وتوزيع فيديو عن الزيارة ظهرت فيها حدود الكيان الإسرائيلي دون الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري المحتل.
ومن المرتقب أن يتحدث الرئيس عباس مع الرئيس ترامب عن الدولة الفلسطينية وضرورة تحقيقها، لأن ذلك يُشكّل مدخلاً إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ويسحب ذرائع الكثير من الدول والأطراف التي تستثمر القضية الفلسطينية على أكثر من صعيد، ويساهم في مواجهة الإرهاب الذي يتضرر منه الفلسطينيون والمسلمون والعرب.
كما من المتوقع أن يُثير الرئيس الفلسطيني مع نظيره الأميركي، قضية الأسرى في سجون الاحتلال المضربين عن الطعام لليوم الـ36 على التوالي، من أجل الضغط على الكيان الإسرائيلي لتحقيق مطالبهم المحقة، حيث سيسلمه مذكرة قدّمها ذوو الأسرى تتناول أوضاع أبنائهم.
وأمس سُجّل للمرة الأولى منذ "انتفاضة الحجارة (6 كانون الأوّل 1987) إضراب شمل كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة منذ العام 1948 دعماً للأسرى.
وحاول جنود الاحتلال توتير الأجواء، خاصة على معبر قلنديا بين القدس المحتلة ورام الله، بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الدخانية بإتجاه المتظاهرين الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 18 بجراح وحالات اختناق.
وزار أمس الرئيس ترامب الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد أسابيع عدّة عاش خلالها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على أعصابه، خشية من إصرار الرئيس ترامب على حل سياسي مع الفلسطينيين، خاصة أن حكومته "هشة" و"تقف على شوار"، وأيضاً لعدم إعلان الرئيس الأميركي عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الشرقية.
 وخضع الرئيس الأميركي لضغط الوزراء الإسرائيليين بمصافحاتهم خلال استقباله في "مطار بن غوريون" في تل أبيب، بعدما كانوا رفضوا المشاركة وأن يكونوا مجرّد (ديكور) بعد رفضه مصافحتهم ضمن برنامج الاستقبال.
وكان لافتاً الزيارة التي قام بها الرئيس ترامب إلى "حائط البراق" في القدس القديمة (الذي يُطلق عليه اليهود حائط المبكى)، معتمراً قلنوسة يهودية تقليدية سواء اللون، واضعاً يده اليمنى على الحائط، ودسَّ ورقة بين حجارته، عادة تتضمن صلوات أو أمنيات، قبل أن يدوّن بضع عبارات على سجل الزوار الكبار اختصرت بـ"كان شرفاً عظيماً.. سلام".
الزيارة الأولى لرئيس أميركي إلى الحائط جرت دون أن يرافقه فيها أي مسؤول إسرائيلي، بل اصطحبه الحاخام المسؤول عن الحائط شموئيل رابينو فيتز.
وأشار الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نتنياهو بعد لقائهما إلى أنه "تأثرت للغاية بزيارتي إلى حائط المبكى، وتعجز الكلمات عن وصف هذه التجربة، وسأتذكر إلى الأبد هذا الانطباع".
وقد آثار تعليق منسوب إلى مسؤول أميركي خلال التحضير لزيارة الرئيس ترامب للمدينة إلى مسؤولين إسرائيليين "إن حائط المبكى جزء من الضفة الغربية المحتلة".
وأكد الرئيس الأميركي "تجدّد الجهود الرامية إلى تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مشيراً إلى أنه "لقد سمعت انه أحد أصعب الاتفاقات على الإطلاق، لكن لدي شعور بأننا سنصل إلى هناك في نهاية المطاف، كما آمل".
وشدّد على أنه "لا يمكن السماح لإيران بحيازة سلاح نووي"، مؤكداً إننا "سنواصل محاربة الإرهاب الرهيب والأيديولوجيات والأفكار التي تقف خلفه وتغذيه، ولدينا فرصة نادرة الآن لارساء الاستقرار في هذه المنطقة وهزيمة الإرهاب، وضرورة العمل معاً لبناء مستقبل يكمن لدولة المنطقة أن تعيش بسلام".
وكان ترامب قد وصل إلى "مطار بن غوريون" في تل أبيب، حيث كان في استقباله رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ونتنياهو.
وأكد نتنياهو أن "إسرائيل ملتزمة مثل الرئيس الأميركي بعملية السلام، ويد إسرائيل بالسلام ممدودة لجميع جيرانها بما في ذلك الفلسطينيين".
واتخذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة، حيث نشرت أكثر من 10 آلاف شرطي مع تحليق مُكثّف لطيران مروحي ومن دون طيّار ومناطيد مراقبة.
وأدت الإجراءات إلى شل الحركة في البلدة القديمة من القدس وإقفال المحال لأبوابها، وإخلاء شرطة الاحتلال بعض الأهالي من المنازل المحيطة بحائط البراق.
وتوجهت عقيلة الرئيس الأميركي ميلانيا وابنة ترامب ايفانكا (التي تشغل منصب مستشارة في البيت الأبيض والتي اعتنقت اليهودية قبل زواجها من جاريد كوشنير)، معاً إلى القسم المخصص للنساء في الحائط. 
وبعد أن صلت إيفانكا، التي ارتدت ملابس سوداء اللون، قامت بمسح دموعها من التأثر. 
وكان زوجها كوشنير حاضراً ضمن وفد ترامب في زيارته.
ويشرف على المكان اليهود المتشددون، الذين يصرون على الفصل بين النساء والرجال أثناء الصلاة.
كما زار الرئيس ترامب وميلانيا وبحماية أمنية مشددة، كنيسة القيامة، وفيها ضريح يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر.

المصدر : اللواء