فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
مجلات المخيمات الفلسطينية في لبنان: الدعم المادي عائقاً
مجلات المخيمات الفلسطينية في لبنان: الدعم المادي عائقاً ‎السبت 20 02 2016 13:21
مجلات المخيمات الفلسطينية في لبنان: الدعم المادي عائقاً
ماهر الحاج ومجلة زواريب (العربي الجديد)

خليل العلي

رغم وجود عدد كبير من المثقفين والمتعلمين في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلا أنها تفتقر لإصدار مجلات فنيّة ثقافيّة اجتماعيّة في المخيمات، والنصيب الأكبر فيها يبقى للمجلات السياسيّة التي هي لسان حال كل تنظيم أو حزب فلسطيني موجود في كل المخيم.

في مخيم برج البراجنة في بيروت، بادر الرسام الكاريكاتيري ماهر الحاج إلى إصدار أول مجلة داخل المخيمات، وأطلق عليها اسم "زواريب" نسبةً إلى أزقة المخيم، وهي مجلة تعنى بفن الكوميكس والكاريكاتير، والتي تقدم المعاناة الفلسطينيّة في مخيمات لبنان في قالب كوميدي ساخر.

يقول ماهر الحاج: "المجلة تروي حكايات ومأساة الشعب الفلسطيني في المخيمات ضمن إطار كرتوني كوميدي كاريكاتيري بطريقة مبتكرة وجديدة على الساحة الفلسطينية، ووجدتها إحدى الطرق لمعالجة مشكلات المخيمات وطرحها أمام الناس كي تظهر الحقيقة المرّة التي يعيشها أبناء المخيمات في لبنان". ويُضيف في حديث لـ"العربي الجديد": "من خلال المجلة أحاول طرح المشكلات العالقة في المخيمات من كهرباء ومياه وبنى تحتيّة وبيوت آيلة للسقوط ومشكلات أمنية وسياسية تزيد من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات".

كما أن المجلة تحكي قصص الأبطال والمبدعين والفنانين من أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات لتظهر الوجه الحقيقي الناصع للشعب الفلسطيني. ويلفت الحاج إلى أنه عندما أصدر المجلة كان ينوي أن تصدر كل شهرين، إلا أنه بعد الإصدار الأول لم يجد من يقدم له الدعم المادي لطباعة المجلة، ولم يهتم أحد من الجهات المعنية الفلسطينية بالموضوع، ما اضطره إلى التوقف عن إصدار المجلة رغم أن موادها موجودة وجاهزة للطبع.

أمّا في المخيّمات الأخرى، فقد أصدر مجموعة من الشباب الفلسطيني في 12 مخيماً بلبنان مجلة "قلم رصاص"، وهي مجلّة تصدر بنسختها الورقيّة، وموقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى صفحة المجلة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

ويقول حسين مصطفى مراسل المجلة في مخيم البداوي، شمال لبنان: "نسعى من خلال هذه التجربة إلى تعزيز الهويّة الفلسطينيّة، كما تشجيع الشباب على الكتابة والمشاركة للإضاءة على مشاكلهم والتعبير عن آرائهم، وطرح القضايا والحلول من زاوية موضوعية مهنيّة، ونبذ التطرف بأنواعه كافة "المجتمعي، السياسي، الديني" على أن تشكّل هذه التجربة نقلة نوعية في الإعلام المخيماتي". وقد صدر عددان من المجلة الورقية والعدد الثالث قيد الطباعة.

ويُراهن فريق العمل على الصحافة الورقيّة في زمن الصحافة الإلكترونيّة بهدف تشجيع القراءة في المخيمات وتسهيلها لتكون متوفرة للجميع، في متابعة لمبادرات سابقة شهدتها بعض المخيمات، كالقراءة في المقاهي وتوزيع الكتب، وقد تم توزيع 4500 نسخة مجانية في 12 مخيماً فلسطينياً في لبنان.

ولكنّ المشكلة التي تواجه القيمين على المجلة هي نفسها التي تواجه مجلة "زواريب" أي الدعم المادي، رغم أن مجلة "قلم رصاص" حصلت على دعم من إحدى المؤسسات الدولية ولكن يكفي لإصدار أربعة أعداد فقط، وهي تصدر كل شهرين، لذلك بدأوا التفكير بتأمين تمويل من مشروع خاص لاستمرارية إصدار المجلة.
 

المصدر : االعربي الجديد