كان الهمّ الأوّل بالنسبة إلى "فراس" هو الحصول على عملٍ يكسب منه قوته اليومي ويوفرّ العيش الكريم لوالدته وأخوته الصغار. بحث في أكثر من منطقة قبل أن يُخبره ابن بلده "محمّد" أنّ سكان إحدى البنايات في منطقة فاريا يبحثون عن شاب ليعمل لديهم بصفة ناطور.

إنطلق "فراس" متحمسّا في سيارة "المرشد" لعقد اللقاء مع مسؤول البناية متمنيّاً الحصول على تلك الوظيفة. وفي طريق فرعي توقّف السائق، ليطلب من "الناطور الصغير" الترجّل من السيّارة. وفي الشارع المظلم شهر سكينه ووجّهه نحو خاصرة "فراس" طالباً منه القيام بأفعال منافية للحشمة معه.

كانت سرعة الفتى المصدوم بما كابده مواطنه أسرع من البرق. دقائق معدودة من الركض كانت كافية لوصوله إلى دكان صغير أخبر صاحبه بما حصل معه، قبل أن يرشده إلى أحد المخافر ليتقدّم بشكوى ضد الفاعل.

أحيلت القضية إلى النيابة العامة في جبل لبنان فتبيّن أنّ المدعى عليه "محمّد.ع" (45 عاماً) الذي يُقيم في لبنان بصورة غير مشروعة، وقد أقدم على استدراج القاصر "فراس.خ" (16 عاماً) إلى منطقة غير مأهولة بحجّة تأمين عملٍ له كناطور بناية في منطقة فاريّا. وهناك حاول بواسطة العنف والتهديد بسكين ممنوع على إرغامه على ممارسة أفعال منافية للحشمة، إلّا أنّ "الناطور الصغير" تمكن من الفرار قبل أن يُحقّق الفاعل غايته ولجأ إلى أحد المحلات التجارية بعدما ركض مسافة طويلة.

وقد أوقفت الأجهزة الأمنية الفاعل وهو سوري التابعيّة، بعدما دلّ القاصر على هويته ولدى إخضاع الموقوف للتحقيق نفى ما أسند إليه، فيما طلب قاضي التحقيق في جبل لبنان إنزال عقوبة الأشغال المؤقتة بالمدعى عليه سنداً للمادة 507 على 201 (عقوبتها تصل إلى 4 سنوات).