فلسطينيات >داخل فلسطين
بعد غياب 10 سنوات الرئيس عباس يزور غزة
بعد غياب 10 سنوات الرئيس عباس يزور غزة ‎الخميس 21 09 2017 10:46
بعد غياب 10 سنوات الرئيس عباس يزور غزة

جنوبيات

كشف عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عن موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على زيارة قطاع غزة، لأول مرة منذ أحداث الانقسام الفلسطيني الداخلي وما تبعه من سيطرة حركة حماس على القطاع صيف 2007.

وقال القيادي الفتحاوي: إن "حركة فتح عقدت، الاثنين، اجتماعاً هاماً في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول؛ لبحث ملفات فلسطينية داخلية هامة، وعلى رأسها تطورات المصالحة الداخلية وما جرى في القاهرة".

وأوضح أن حركة "فتح" أعربت عن ارتياحها وتفاؤلها الكبيرين نتيجة اللقاءات المنفصلة، التي جرت بالقاهرة بين وفدي "حماس" و"فتح" مع جهاز المخابرات المصرية، خاصة بعد إعلان "حماس" حل اللجنة الإدارية التي شكلتها في غزة مارس الماضي.

وعليه؛ يشير القيادي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أنه "قررت حركة فتح أن تُرسل وفداً خماسياً رفيع المستوى من قيادة الحركة إلى غزة للقاء "حماس" وباقي الفصائل؛ لمناقشة ملفات هامة تتعلق بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة".

وذكر أن الوفد الفتحاوي الخماسي ستكون له مهمة أخرى غير معلنة رسمياً، تتمثل في إجراء لقاءات أمنية مع حركة "حماس" لتأمين الزيارة الأولى للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى قطاع غزة منذ أحداث الانقسام عام 2007.

ورفض القيادي تحديد موعد الزيارة، مؤكداً أن الرئيس عباس أبلغ مقربين منه بأنه يوافق على زيارة القطاع.

ولفت النظر إلى أن زيارة الرئيس عباس لغزة تحتاج إلى ترتيبات أمنية خاصة، وستتم بعد نضج بعض ملفات المصالحة التي لا تزال عالقة، ونجاح الزيارة المرتقبة لوفد حركة "فتح" لوزراء حكومة التوافق الوطني لغزة، المقررة الأسبوع المقبل على أبعد تقدير.

وأشار القيادي الفتحاوي إلى أن تحقيق المصالحة الفلسطينية بات قريباً للغاية، وكل الاتصالات والمشاورات الأخيرة بين "فتح" و"حماس" التي تمت برعاية مصرية، تؤكد أن صفحة الانقسام ستطوى قريباً، وسيجري إعلان ذلك رسمياً من غزة بحضور الرئيس عباس وقادة "حماس".

الجدير ذكره أن الرئيس "أبو مازن" لم يزر قطاع غزة منذ أحداث الانقسام الداخلي عام 2007، وبعض قيادات حركة "فتح" تتذرع بأن الوضع الأمني في غزة لا يسمح بتلك الزيارة، مع تفاقم الخلافات القائمة بين حركتي "فتح" و"حماس" وطول سنوات الانقسام الداخلي، والحديث المتكرر عن اتهام "حماس" بمحاولة اغتيال الرئيس عباس.

حماس ترحب

بدورها أعربت حركة "حماس" عن ترحيبها بزيارة الرئيس محمود عباس لغزة، مؤكدةً أن "القطاع جزء من الوطن لا يمكن فصله، وزيارة الرئيس الفلسطيني أبو مازن ستكون في إطارها الطبيعي لدعم المصالحة وتحركاتها الجديدة، خاصة بعد لقاءات القاهرة الأخيرة".

وأكد القيادي في "حماس"، نايف الرجوب، أن المصالحة الفلسطينية بحاجة لخطوات عملية وملموسة على أرض الواقع، وقد تكون زيارة الرئيس عباس لغزة تدعم اتجاه تحقيق الوحدة الوطنية، وتكون تتويجاً للمشاورات واللقاءات.

لكن القيادي في حركة "حماس" أكد وجود خطوات عاجلة على الرئيس عباس اتخاذها قبل زيارة غزة، كرد على خطوة "حماس" بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها في القطاع، ومنها رفع كل العقوبات المالية والاقتصادية الخطيرة والكبيرة التي فرضها على سكان القطاع طوال الشهور السبعة الماضية.

وذكر أن تلك الخطوة المنتظرة من الرئيس "أبو مازن" التي بات يترقبها الجميع، ستؤكد مدى صدق نواياه تجاه ملف المصالحة الداخلية، وستكون ذات أهمية كبيرة في نظر كل الفلسطينيين وخاصة أهل غزة.

وتمثلت العقوبات التي فرضها عباس على غزة، بذريعة تشكيل "حماس" لجنة إدارية لحكم القطاع"، خصم 30 -50% من رواتب موظفي غزة؛ وإحالة جميع موظفي سلطة الطاقة بغزة إلى التقاعد المبكر؛ وإحالة أكثر من 6 آلاف موظف حكومي في القطاع المدني أغلبهم صحة وتعليم إلى التقاعد المبكر؛ ورفض دفع ثمن كميات الكهرباء الموردة إلى القطاع من إسرائيل والطلب رسمياً بتقليصها؛ وإحالة آلاف العسكريين للتقاعد المبكر؛ وتقليص التحويلات الطبية لمرضى غزة إلى الخارج؛ وقطع رواتب المئات من قيادات وأعضاء حركة فتح في قطاع غزة، بتهمة "التجنح".

من جانبه رأى الكاتب والمحلل السياسي، أكرم عطا الله، أن الحديث الذي يدور عن زيارة الرئيس عباس لغزة، بعد توجه وفد من حركة "فتح" والحكومة للقطاع، سيؤكد للجميع أن حركتي "فتح" و"حماس" قطعا شوطاً كبيراً في ملف المصالحة.

وأكد عطا الله، أن زيارة الرئيس أبو مازن لغزة واردة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، ولكن يجب أن يسبقها حوار وطني شامل يضع حلولاً عملية ومتفقاً عليها لكل القضايا الخلافية الشائكة، التي تسببت في السابق بإفشال كل محاولات تحقيق الوحدة.

ولفت المحلل السياسي النظر إلى أن قرار عباس بزيارة غزة فيه تحد كبير للجانب الإسرائيلي والإدارة الاميركية، وقد تترتب عليها خطوات تصعيدية ضد السلطة الفلسطينية، والرئيس عباس على وجه الخصوص.

وبعد طول انقطاع، هاتف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، الاثنين الرئيس عباس على أثر التطورات الأخيرة في ملف المصالحة التي جرت برعاية مصرية.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (وفا) أن الاتصال يأتي في ظل "أجواء المصالحة بعد إعلان حماس حل اللجنة الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها في قطاع غزة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية".

وأضافت الوكالة أن عباس "عبر عن ارتياحه لأجواء المصالحة التي سادت عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال الجهود المصرية".

وكانت حركة "حماس" أعلنت، الأحد الماضي، عن حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وذلك عقب جلسات حوار قادتها مصر مع قيادات من حركتي فتح وحماس في العاصمة القاهرة.

المصدر : الخليج اونلاين