عام >عام
في شهر المراة كلمات من القلب ! بقلم اقبال شرف الدين
في شهر المراة كلمات من القلب
في شهر المراة كلمات من القلب !  بقلم اقبال شرف الدين ‎الثلاثاء 15 03 2016 18:19
في شهر المراة كلمات من القلب !  بقلم اقبال شرف الدين


بقلم اقبال شرف الدين

لم اجد ما ابدأ به كتابتي عن المرأة وما تمثله من حضور آسر وشفاف ، في عالم ذكوري مثقل بفظاظته وحروبه الدموية ، سوى قول الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان " هذه الارض امرأة .... في الاخاديد وفي الارحام ... سر الخصب واحد "
هذه التوأمة الرمزية العالية بين المراة و الارض ، ليست من باب المصادفات وحدها ولا هي بنت خيال الشاعرة فحسب ، ولكنها تتغذى من غير قاسم مشترك ووجه للشبه ، فالمراة ارض
ثانية ، و الارض امراة اخرى ، كلتاهما تعطيان بلا حدود وتعيشان مخاضيهما بلا حدود ، وفي كل ثانية تمر، هناك ولادة ، وموت ، وقيامة ، وهناك ربيع يتهيأ للانبثاق ودم يتهيأ للتفتح ، ومن حق الشاعر الفرنسي اراغون ، ان يرى في المرأة مستقبل العالم ، لانه في كنف الانوثة وحدها يتربى الشعر وتولد الرافة ، ويزهر الحنان وتبحث البشرية عن افق للفرح والسعادة ، يختلف تمام الاختلاف عما نعيشه في عالمنا الراهن ....
في هذه اللحظة التي اكتب بها ، ثمة امهات كثيرات في غير بلد عربي مجاور ، يقفن على اطلال منازل اصبحت اثراً بعد عين ، ويشيعن الى المثوى الاخير ابناءً واطفالا وآباء ً واخوة ً واخوات ٍ .. كانوا قبل يوم ٍ واحد ٍ على الارجح ، يحلمون مثلنا بمستقبل زاهر ٍ ، مليء ٍ بالوعود قبل ان تعصف بهم قذيفة ٌ غادرة .. او سكاكين ٌ ظلاميةُ مسنونة ٌ على سندان ِ الحقد ِ والكراهية ، والتخلف.....
ثمة ُ امهاتٌ يهمن على وجوههن في عراء العالم واطفال ٌ بلا اسرة وثيرة ، فقدو بعد الخبز ، كتبَ القراءة ومقاعد َ الدراسة ، وبريق العيون المسمرة على الامل و الرجاء ...
رغم كل الاوجاع و الالام والكوارث المحيطة ، فان النساء سيتكفلن بكل ما اوتين من جلد ٍ وصبرٍ وقدرة ٍ على التكيف باخلاء الحياة من شقائها وبفتح النوافذ على هواء ، اقل تلوثاً وعلى وطن ٍ خالٍ من نفاياته العضوية والسياسية والطائفية ....
 
على ان ذلك لن يتحقق دون ان تسترد المراة حقها من اللغة ، والمواطنة والمساواة مع الرجل في السياسة والحكم و التشريع وتقرير المصير الوطني ...
وكلما زاد حضور المراة ارتفع منسوب الجمال .. واتسعت مساحة الزرقة ، وغدت الاحلام اقرب الى متناول البشر من ذي قبل ...