فلسطينيات >داخل فلسطين
الكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد: سكان غزة أبطال.. وحياة المقدسيين “جحيم”
الكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد: سكان غزة أبطال.. وحياة المقدسيين “جحيم” ‎الثلاثاء 16 01 2018 07:51
الكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد: سكان غزة أبطال.. وحياة المقدسيين “جحيم”
الكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد


وصف الكاتب الإسرائيلي ميكو بيليد، سكان قطاع غزة الفلسطيني، بـ”الأبطال”، لأنهم يجابهون القصف العنيف الذي يتعرضون له باستخدام أحدث أنواع الأسلحة الإسرائيلية.

جاءت تصريحات بيليد، الداعم للحقوق الفلسطينية، في كلمة خلال مشاركته بمؤتمر أقيم بجامعة باهتشة شهير بإسطنبول، أمس الإثنين، حمل عنوان “القدس بعيون نجل الجنرال”.

وأوضح بيليد أنّ حكومة تل أبيب، تقصف بأحدث أنواع الأسلحة نحو مليوني شخص محاصر في قطاع غزة الفلسطيني.

وأضاف قائلاً: “إن كان هناك منظمة إرهابية فهي الجيش الإسرائيلي نفسه، وعندما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنّ إسرائيل هي دولة إرهابية، كان محقاً جداً، وبينما يخشى الكثيرون من قادة العالم قول هذه الحقيقة، فإنّ أردوغان ظهر وقالها بكل شجاعة”.

وأشار بيليد أنه كان متوقعاً أن يُحدِث إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي) القدس عاصمة لإسرائيل، ثورة لدى المسلمين وخاصة الذين يعيشون في الدول الغربية، إلّا أنّ دبلوماسية الرئيس أردوغان نجحت في الرد المناسب على قرار ترامب المخالف للقوانين الدولية”.

وسرد الكاتب مسيرة حياته كمواطن إسرائيلي قائلاً: “نشأت، كغيري من الإسرائيليين، وأنا أجهل تماماً الوجود الفلسطيني ومعاناة الفلسطينيين، وصوّروا لي الفلسطينيين على أنهم ميّالين للعنف، ويكرهون الإسرائيليين”.

واستطرد قائلاً: “استغرب لماذا ينظر الزائر للمنطقة بإعجاب للإسرائيلي، بينما ينظر باشمئزاز إلى الفلسطيني”

وتابع “وظلم الحكومة الإسرائيلية يظهر جلياً في توزيع المياه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فعلى الرغم من أن الفلسطينيين يشكلون أكثر من 50 في المئة من السكان، إلّا أنهم لا يستفيدون إلّا من 3 في المئة من المياه المتوفرة”.

وأوضح الكاتب الإسرائيلي أنه خلال مرحلة تأسيس دولة لليهود، بعددهم القليل، استخدم توصيف “المجتمعات غير اليهودية” للسكان الذين من غير اليهود ويشكلون الغالبية، فهذا التوصيف بات نقطة تحول في التفكير بمجتمع ليس هامًا للغاية، وتجاهل حقوق الفلسطينيين.

ولفت إلى أن 80 في المئة من فلسطين كانت تحت الاحتلال، أثناء تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، مشيرًا إلى تحويل إسم تلك الأراضي إلى إسرائيل، وإطلاق المحتل اسم إسرائيل على فلسطين.

وأوضح أنه ترعرع في الجزء الغربي من مدينة القدس دون أن يعلم بأن قسماً آخر من المدينة فلسطيني.

وقال في ذات الصدد “أمي التي ولدت في القدس وترعرعرت هناك دائمًا تعيد الماضي وتخبرني بعدم وجود إسرائيل قبل 1948، وأن الصهاينة جاؤوا وأخلوا الجزء الغربي منها، وطردوا الفلسطينيين من منازلهم وأعطوها للإسرائيليين، حتى أنهم عرضوا عليها منزلًا ولكنها رفضت وفضلت الحياة في شقة صغيرة”.

وأكد أن إسرائيل لم تترك أي فلسطيني في القدس الغربية، وبدأت في 1967 عملية دمار وتطهير عرقي في القدس الشرقية، وأضاف “تغير عدد السكان الفلسطينيين هنا بسرعة”.

وشدد على أنه في حال عدم التدخل حاليًا، فإن الأجيال القادمة لن تعرف بوجود العرب من عدمه في المدينة، مؤكدًا ضرورة التدخل من أجل إنقاذ تاريخ القدس المجيد.

واعتبر أن الحياة باتت كالجحيم بالنسبة للفلسطينيين في المدينة، في ظل وجود جنود في كل مكان ودائمًا، إضافة إلى مشهد رؤية الجنود وهم في وضعية الاستعداد بسبب التدابير الأمنية في بعض الأماكن.

وأردف “من هيئة انتظار أولئك الجنود يمكنكم معرفة أن سبب وقوفهم هدفه الضغط على الفلسطينيين، حيث يوقفون الشبان الفلسطينيين ويستجوبونهم، ويعتقلونهم، ويتحرشون بهم”.

وأضاف “فكل هذه الأمور هي لخلق الضغط على الفلسطينيين، يسعون من وراء ذلك إلى إيصال فكرة أنهم من هذه الأرض وأن الفلسطينيين هم الغرباء، والآن بفضل الرئيس الأمريكي بات هناك مشروعية لم تكن سابقًا”.

ورأى أن “إسرائيل لم ترغب أبدًا في تقاسم الأرض، وهو ما أظهرته بشكل واضح في القدس، فهناك قرارات بهدم 15 ألف منزل في القدس الشرقية، فالسكان (الفلسطينون) أودعوا جميع مدخراتهم في تلك المنازل، والجرافات تأتي على مدار 24 ساعة، وتهدم في تلك المنازل، والذريعة عدم وجود رخصة بناء”.

وفي هذا الصدد، أشار بيليد إلى أن العديد من اليهود يقومون بعمليات توسعة لمنازلهم من دون إذن، وعند إحالة الأمر إلى المحاكم فإن نظر القضية يمتد لسنوات، وقال: “لم أشاهد أبدًا الجرافات تهدم منازل إسرائيليين غير مرخصة”.

كما وشدد على وجود إذن لدى القناصة الإسرائيليين على مفترقات الطرق لاستهداف الفلسطينيين. مبينًا أن الفلسطينيين اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب المجارز التي ارتكبها اليهود في المساجد بمدينة الخليل.

وأردف بالقول “تم إغلاق جميع المحال، ولم يسمح بسير السيارات غير المسجلة بإسرائيل، لكل هذه الأسباب، لا يمكن التعبير عن كل هذا إلا بعبارة (تطهير عرقي).. إذا كان هناك تنظيم إرهابي فهو الجيش الإسرائيلي”.

وقال بيليد إن 98 في المئة من مياه قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك البشري، والمنطقة تفتقر لفرص الوصول إلى المستلزمات الطبية الأساسية.

ولفت إلى أن الفلسطينيين يتعرضون للانتقادات لحفرهم الأنفاق، إلا أن الأدوية والمواد الغذائية يتم إدخالها عبر تلك الأنفاق.

وأكد أن الظروف التي يعيش فيها مليوني إنسان في غزة أسوأ من السجون. مشيرًا إلى أن إسرائيل تقصف الفلسطينيين منذ 1950 بزعم أنهم “إرهابيين”.

وأضاف أن مليوني إنسان يتعرضون للقصف بأحدث المعدات العسكرية في العالم، وأن قنبلة واحدة من القنابل التي تزن طناً تكفي لإلحاق الضرر بكامل المدينة.

وأردف أن كل تلك القنابل يتم إلقاؤها على مدنيين عزل لا يملكون جيشا، متسائلًا: هل هؤلاء إرهابيون؟ إنهم أبطال لأنهم يجابهون تلك الأسلحة المدهشة.

ونوه بأن إسرائيل تعتقل سنويًا ما بين 500 إلى 700 طفل، يخضعون للمحاكمة في محاكم إسرائيلية، مشيراً إلى أن إسرائيل مددت مجدداً فترة اعتقال الطفلة الفلسطينية عهد التميمي (16 عامًا) 48 ساعة.

المصدر : وكالات