فلسطينيات >داخل فلسطين
المعجزات الإلهية للمقاومين
المعجزات الإلهية للمقاومين ‎السبت 20 01 2018 19:15
المعجزات الإلهية للمقاومين


في بيت فاضل ومكون من 12 فرد إنولدت بمخيم الصمود جنين ، إنولدت وقلبي معلق بالمساجد ، بتذكر لما كنت أروح على المسجد كانوا يطردوني المصليين أروح على البيت وأرسم مسجد على السطح وأصلي فيه ، كنت بسيط وهادي بس ألعابي غريبة ؛ لعبي كله غريب عن الأولاد ، كنت أعمل دبابات بالطينة وألعب ألعاب حروب وطخ ، كبرت بجنين ودرست لحد الجامعة ، وأول سنة بالجامعة قررت أنا وصديقي سامي حنيف نعمل كمين للصهاينة ، بعد صلاة الفجر جهزنا علب مولوتوف وبارود وبنزين وإستنينا الباص وبالفعل مرق زي ما بدنا وولعنا ، بس المفاجأة كانت إنه الرصاص كان عبارة عن مطر فوق روسنا ، سامي إنطخ ، وأنا بمعجزة ما صابني اشي حملت سامي وشردت وسامي كان مستشهد ، خبيت جثته عشان الإحتلال ما يوخذها ورجعت عالبيت نمت بهدوء وكأنه ما في اشي ، بس ثاني يوم 18/4/1978 تحاصر المنزل وإعتقلوني وصابتهم الدهشة من المنفذ ، كان عمري 19سنة ، إتهموني بإنشاء خلية مسلحة والعمل ضدهم ، حكموني 10 سنين وذقت كل أنواع التعذيب ، قضيت 10 سنين وطلعت بعدها إشتغلت في لجنة الزكاة وأشرفت على الأيتام ، ما كنت أذوق الأكل قبلهم ولا أفرح قبلهم كانوا هالأيتام عيلتي ، المهم تزوجت بنت حلال من قرية الزبابدة من آل التركمان والله رزقنا أول طفل سميناه صهيب ، صار في مجزرة بالحرم الابراهيمي من الصهاينة وصار بعدها رد وانقتل جنديين صهاينة ، اعتقلوني واتهموني ورا هالعملية وتحقيق وضرب وقتل إبعاد برا فلسطين نشفوا ريقي بس ما أخذوا مني اشي ، 4 سنوات إعتقال ادراي وتحيق وما أخذوا مني اشي ، طلعت سنة 1998 لقيت المعاهدات والاتفاقيات والتنسيق الأمني متغلغل بفلسطين ، والمقاوم محصور ومخنوق ، زوجتي شافت أثار الضرب ع جسمي والسلاك والسياخ معلمة ع ظهري سألتني : 
إنت اللي بتعمل فيهم هيك ومنشف ريقهم ؟
جاوبتها : إنتي بتصدقيهم يا ختام !

كنت هادي وكتوم ، المخابرات الصهيونية بتعرف إني ورا كل هالعمليات بس ما في أي دليل ضدي ، سنة 2000 المخابرات الصهيونية مسكت مقاوم من القسام ومن كثر التعذيب إعترف علي وإعترف على محمود المدني وإنكشفت ، حاصروا البيت مئات الجنود وطيارات ومدرعات ، أم صهيب حاولت تمنعني أهرب بس كنت عارف إنه مش رح أطلع إلا ميت شردت وإختفيت بلمح البصر ، فتشوا البيت وما لقيوني ومن هون بلشت حياتي ، بطلت أنفذ أنا صرت أخطط وأدرب المقاومين على تجهيز العبوات الناسفة والألغام وبلشت زلزلة الكيان ، بيوم من الأيام زرعت قنبلة ومن السرعة ما كانت 100% جاهزة وما انفجرت زي ما هو مخطط الها ، رحت أشوفها وبس إوصلتها تفجرت ورمتني 10 متر بالجو ووقعت تحت شجرة بدون رجلين وحتى بدون إيدي اليمين ، تقطعوا رجلي الثنتين وإنقطعت إيدي اليمين ، جمال أبو الهيجا وابراهيم جبر بس شافوني إنصدموا ،كنت ميت إبراهيم صرخ إستشهد نصر !!
فتحت عيوني وحكيتله إهدأ بصوت واطي وبتعب ووجع ، ما عرفوا شو يعملوا من الصدمة ، كانت معجزة إنه هاي الحالة تعيش ، حكتلهم هاتوا لوح زينكو واحملوني عليه وخذوني ع مستشفى ، وخليتهم يحفروا جنبي محل ما خبيت المسدس وخليتهم يوخذوه ، وبالفعل نقلوني على المستشفى وقعدت 6 شهور تحت حراسة مقاومين مخيفة ، نجيت من محاولة إغتيال بالمستشفى ونقلوني ع مكان أأمن وبلشت كعقل مدبر ، أوجه المقاومين وإجتماعات وتخطيط بدون رجلين ولا ايد !
تحاصر البيت اللي أنا فيه وهدوا سقف البيت علي والكل عرف إنه أنا إستشهدت بس ثاني يوم كانت المعجزة الإلهية الثانية !
سقف البيت نزل علي بشكل مثلث وما أذى الا طرف رجلي المقطوعة ، وجسمي الصغير ساعدني إنه هالمعجزة تكون للمرة الثانية بعد ما انفجرت العبوة ، حسيت انه في رسالة ربانية أنا انخلقت عشانها وما صار موعد الشهادة ، عمليات هزت الكيان هز بكل مكان وكنت أنا وراها لحد ما أجى اليوم اللي تحاصر فيه البيت كمان مرة ، جنود كثير ومعهم دبابات وجرافات ، طلبت من المقاومين يحملوني ويحطوني على كنباية بنص البيت مقابل الباب وهمه ينسحبوا أنا بدي أغطي عليهم ، رفضوا بس أنا أصريت عليهم وأجبرتهم وبالفعل غطيت عليهم وبلشت معركة بيني وبينهم ، بإيدي الشمال الكلاشن وهمه بدباباتهم ، انسحبوا المقاومين بسلام وضليت أنا وجه لوجه بمشهد نادر الحدوث ، هدوا المنزل علي  وتنفس الكيان إنه تم قتل "نصر خالد جرار" اللي كان عبارة عن يحيى عياش بسبع أرواح ، هيك خلصت قصة حقيقة لرجل مقاوم فلسطيني حقيقي مش خيالي ، أولادي 4 شفت منهم 3 والرابع إنولد بعد استشهادي بشهر ، منهم أحمد نصر جرار اللي انتشرت صورته إمبارح انه شهيد بجنين ، وحاليا ما حد بعرف وين هو ، وماشي على درب أبوه بالكتمان والمقاومة ، وهيك أولاد جنين ما بموتوا ولو ماتوا بنولد غيرهم بقصص بتستاهل تكون أفلام عالمية !
وهيك إنتصر نصر 

المصدر : جنوبيات- محمدفخري التلاوي