لبنانيات >أخبار لبنانية
الرئيس عون واللبنانية الاولى وبري حضروا قداس عيد مار مارون
الرئيس عون واللبنانية الاولى وبري حضروا قداس عيد مار مارون ‎الجمعة 9 02 2018 20:54
الرئيس عون واللبنانية الاولى وبري حضروا قداس عيد مار مارون

جنوبيات

 

لمناسبة عيد القديس مارون مؤسس الطائفة المارونية، شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعقيلته السيدة ناديا الشامي عون ورئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، في القداس الالهي الذي اقيم في العاشرة قبل ظهر اليوم في كنيسة القديس مارون في الجميزة، وترأسه هذا العام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي،فيما اعتذر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن عدم الحضور بسبب سفره الى خارج لبنان.
وكان الرئيس عون وصل واللبنانية الاولى الى الكنيسة، فأدت له التحية كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، فيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني ولحن التعظيم. وعرض الرئيس عون كتيبة التشريفات، وكان في استقباله رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق الشيخ وديع الخازن الذي رافقه الى مدخل الكنيسة حيث رحب به البطريرك الراع، وراعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر ودخل الجميع وسط التراتيلالى الكنيسة التي غصت بالشخصيات الرسمية والسياسية والديبلوماسية والثقافية، وتعالى التصفيق ترحيبا بالرئيس عون والسيدة الاولى.
وعاون البطريرك الراعي في الصلاة، الى المطران مطر، النائب العام لابرشية بيروت المونسنيور جوزف مرهج، وكاهن الرعية الخوري ريشار ابي صالح، فيما حضر بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريركالأرمنالكاثوليكغريغوريوسبيدروسالعشرون، مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة، رئيس الطائفة اللاتينية في لبنان المطران سيزار اسايان، وعدد من المطارنة والاساقفة من الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية والارمنية والروم الكاثوليك والقبطية.
وحضر القداس ايضا الرئيس امين الجميل وعقيلته السيدة جويس، الرئيس ميشال سليمان. كذلك، حضر رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، ورئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، ونائب رئيس مجلس النواب السابق ميشال معلولي، ونائب رئيس مجلس الوزراء السابقسمير مقبل، والوزراء: جبران باسيل، غسان حاصباني، نقولا التويني، غطاس خوري، بيار رفول، يعقوب الصراف، سيزار ابي خليل، طارق الخطيب، بيار ابي عاصي، رائد خوري، ميشال فرعون، جان اوغاسبيان وعناية عز الدين، عدد من الوزراء السابقين والنواب الحاليين والسابقين، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس، وافراد السلك من سفراء عرب واجانب، عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية، وعدد كبير من المدراء العامين ومن نقباء المهن الحرة والقضاة والمحافظين ورؤساء البلديات، ورئيس الرابطة المارونية النقيب انطوان اقليموس، وحشد من المؤمنين.

وقبيل بدء القداس الاحتفالي، القى المطران مطر كلمة رحّب فيها بالرئيس عون واللبنانية الاولى والرئيس بري والحضور، وقال:
"نرحِّبُ بكم يا فخامةَ الرَّئيس وأنتم تُشرِّفونَنا بِحضُورِكُم في هذه الكنيسةِ الَّتي رُفِعَت على اسمِ مارون النَّاسكِ في قلبِ عَاصمتِنا بيروتَ، وَتَتقدَّمُون المُصلِّينَ بينَ حَنايَاهَا وفي عيدِ شَفيعِهَا وَشفيعِ طائفتِنَا المارونيَّةِ المُباركةِ. ويُسعِدُنَا أَن يكونَ إلى جانِبِكُم دولةُ رئيس مجلس النوَّاب الأستاذ نبيه برِّي الَّذَي نُوَجِّهُ لهُ شُكرَنَا الخالصَ لِتَلبيتِهِ هذه الدَّعوةِ، وَلِحضُورِهِ المُحَبَّبِ معنا وَمُشاركتِهِ إيَّانا فرحة العيدِ.
وهَلْ نُرحِّبُ بكم يا صاحبَ الغبطةِ وأنتم الَّذينَ تُرحِّبونَ بنا جميعًا في أَيِّ مَعبدٍ من معابِدِنا على مَدَى العالَمِ كلِّه. فَغبطتُكُم هُو الرَّأسُ والأبُ لِكَنيستِنَا المقدَّسةِ، تَقُودُونَها بِهَدْيِ الرُّوحِ وإِلهامِهِ إلى المَرَاعِي الخَصيبةِ، وَتُجنِّبونَهَا العواصفَ وَالأَنواءَ الَّتي تَهبُّ رِيَاحُهَا على العالَمِ آخذِينَ بِيَدِهَا إلى شَاطئِ الأَمنِ والوحدةِ والسَّلامِ. فالمُتوجَّبُ علينا هُو شُكرُ غبطتَكُم على تَلطُّفِكُم بِتَرؤُّسِ هذا الاحتفالِ التَّقليديِّ الَّذي تُقِيمُهُ أَبرشيَّةُ بيروتَ العاصمة منذُ حَوَالَي قرنٍ من الزَّمن أَيْ منذُ إِعلانِ دولةِ لُبنانَ الكبيرِ والَّذي يَحضرُهُ مَشكورينَ أَركانُ الدَّولةِ والمجتمعِ والسُّفراءُ المُعتَمَدُون لدَيهَا والقناصلُ ورؤساءُ الكنائسِ في المدينةِ بكلِّ أَطيافِها.
إنَّ هذا القدَّاسَ الَّذي نُصلِّي فيه كلَّ عامٍ على نيَّةِ دَولتِنَا منذُ نَشأتِهَا والَّذي استَمرَّ في مُوَاكبةِ الجمهوريَّةِ مع استقلالِهَا النَّاجِز، وتابعَ مُوَاكبتَهُ لها أيضًا في أَزمانِ محنتِهَا الأخيرةِ وبعدَ إِعادةِ السَّلامِ إلى رُبُوعِهَا وتَجديدِ أهلِها تَوافُقِهِم فيها ومن أَجلِهَا، لَهُو خيرُ دليلٍ على أنَّ بِلادَنَا الَّتي أَرادَت في الأَساسِ أَن تَبنِي على أَرضِهَا دَولةً مدنيَّةً متكاملةً، تَحرصُ في الوقتِ عَينِهِ على الانفتاحِ المستمرِّ على القِيَمِ الدِّينيَّةِ والأخلاقيَّةِ الَّتي يُؤمِنُ بها شَعبُهَا. وهذا ما يُشِيرُ إليه دُستُورُها الَّذي يَنصُّ على تَأدِيَةِ الإجلالِ للهِ وعلى احترامِ كلِّ الدِّياناتِ والمعتقداتِ الَّتي يَعتنقُها أَهلُها. وَلَئنْ كانَ البابا القدِّيس يوحنَّا بولس الثَّاني قد وَصَفَ لُبنانَ بِأنَّهُ أَكثرُ من بلدٍ، وأنَّه رِسَالةٌ لِلشَّرقِ والغَربِ معًا، فذلك لأنَّ ما يُقدِّمُهُ هذا الوطنُ إلى أهلِ الشَّرقِ هو أُنموذجُ الدَّولةِ المدنيَّةِ الَّتي تَهتَدِي بِالقِيَمِ الدِّينيَّةِ لِمُوَاطنِيهَا، ولأنَّ ما تُقدِّمُهُ لأهلِ الغربِ أيضًا هو احترامُ خصوصيَّاتِ الأَديانِ وَشعائرِهَا وتَأمينُ الحقوقِ المتساويةِ لها ضمنَ الحِفَاظِ على الحرِّيَّةِ الدِّينيَّةِ والإنسانيَّةِ للمواطنين بكلِّ أَبعادِهَا. لكنْ ما يرمزُ إليه بخاصَّةٍ هذا القدَّاسُ الَّذي ينتظرُهُ جميعُ اللبنانيِّينَ هو إِرادتُنَا الوطنيَّةُ بِالعَيشِ معًا كَأخوةٍ مُتحابِّينَ وَمُتعاونينَ. فنحنُ لسنا مُلتَقًى لِجماعاتٍ تَسعَى إلى توازناتٍ فيما بينها وَتُحاولُ كلٌّ منها أَن تُوَازِيَ حصَّتَها بحصَّةِ الآخرين. بَلْ نحنُ على تَنَوُّعِنَا شَعبٌ مُوحَّدٌ في وطنٍ واحدٍ هُو مَرجَعُنا جميعًا. والعلاقةُ فيما بَينَنَا هي علاقةُ مَودَّةٍ ورِضًى بالآخر وَاغتناءٍ بِتُراثِهِ. وإذا ما وَقَعَ بينَنَا خلافٌ مِن أَيِّ نوعٍ كان. فيجب أن يبقى رغمَ كلِّ شيءٍ خِلافًا بينَ أخوةٍ، يَحكُمُهُ سَقفُ هذه الأخوَّةِ فلا يطالُ هذا السَّقف ولا يُتَعدَّى، لأنَّه يَحمِي الجميعَ ويَبقَى ضمانةً لِبَيتِنَا الواحدِ وَلِسَاكنِيهِ على السَّواءِ.
وفيما نُكرِّرُ معكم يا صاحبَ الغبطةِ والنِّيافةِ شُكرَنَا لِفَخامةِ الرَّئيس على حُضُورِهِ العزيزِ، وَلِدَولة رئيس مجلس النوَّاب الكريمَ، نُرحِّبُ أَجملَ تَرحيبٍ بِأَصحابِ الغبطةِ والسِّيادةِ، وسعادة ممثِّل الكرسيِّ الرَّسوليِّ، وَأَصحابِ الفخامة والدَّولة والمعالي والسَّعادة وبسفراءِ الدُّوَلِ وقَنَاصلِهَا وبالسُّلطاتِ القضائيَّةِ والقياداتِ العسكريَّةِ والهيئاتِ الحزبيَّةِ والمراجعِ المدنيَّةِ كافَّةً وبجميعِ المؤمنينَ الَّذين أَتَوا من قريبٍ أَو بعيدٍ لِيُشَاركُونَا الصَّلاةَ وَتغمرَنَا وإيَّاكُم بَهجةُ العيدِ.
وَإِذْ نضرعُ إلى الله مِن أجل كنيستِنَا وأَبنائِهَا في العالَمِ أَجمع، لتبقى شاهدةً لإيمانِها، ومُتمسِّكةً بتراثِ الآباءِ والأجدادِ ومنفتحةً على الدُّنيا بالمحبَّةِ والوفاءِ، ومن أجلِ وطنِنَا العزيزِ لُبنانَ لِيَنهضَ إلى الحياةِ من جديدٍ وإلى الإسهامِ في صُنعِ التَّاريخِ، نَسألُ شفاعةَ النَّاسكِ القدِّيس مار مارون لِيُلهمَنَا أَن نكونَ على مِثَالِهِ مِمَّن يُضحُّونَ بِذَواتِهم في سبيلِ أَوطانِهِم وليس بأَوطانِهِم في سبيلِ ذَوَاتِهِم. وإنَّنا مع جميعِ أَبناءِ الوطنِ نتطلَّعُ إليكم يا فخامةَ الرَّئيس بأملٍ كبيرٍ غيرِ محدُودٍ وإلى دَولةِ رئيس مجلس النوَّاب ودَولة رئيس مجلس الوزراء، في السَّعي الَّذي تقُومُونَ به معًا من أجلِ تثبيتِ الوفاقِ الوَطنيِّ الشَّامِل في البلادِ ومن أجلِ إِحياءِ كلِّ مُؤسَّساتِ الدَّولةِ وَتفعيلِهَا على غيرِ صعيدٍ، فتصبحَ هذه المرحلةُ من حياتِنَا الوطنيَّةِ مرحلةً تأسيسيَّةً جديدةً، صانِعةً لِلفرقِ ومُحقِّقةً للمُعجزاتِ وَمُتَوِّجةً لِتَضحياتِ الآباءِ والأجدادِ لِيَبقَى لنا ولِلشَّرقِ والعالَمِ، لُبنانُ الرِّسالةُ، لُبنانُ المحبَّةُ ولُبنانُ الحضارةُ. أيَّدَكُم اللهُ بِنعمتِهِ وشَملَكم بِعَفوِهِ وَرِضاه وَسكبَ عليكم وعلى جميعِ اللُّبنانيِّينَ وعلى الكنيسةِ المُعيِّدةِ لِمارونَ النَّاسكِ في كلِّ مكانٍ فَيضًا سخيًّا من نِعَمِهِ وبَرَكاتِهِ. "

وبعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي العظة.

وبعد القداس والصلوات التي رفعت على نية لبنان والسلام، توجه الرئيس عون والبطريرك الراعي والمطران مطر والبطريرك يونان والوزير السابق الخازن الى صالون الكنيسة حيث تقبلوا التهاني بالعيد.