فلسطينيات >داخل فلسطين
لهذا استخدم الاحتلال القوة القاتلة ضد مسيرة العودة
لهذا استخدم الاحتلال القوة القاتلة ضد مسيرة العودة ‎الثلاثاء 3 04 2018 22:33
لهذا استخدم الاحتلال القوة القاتلة ضد مسيرة العودة


حدث مختصان فلسطينيان، عن الأسباب التي وقفت خلف استخدام جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وجنود وحدة القنص لديه، كل هذه "القوة القاتلة" في تعامله مع مسيرة العودة السلمية.

واعلنت وزارة الصحة عن استشهاد 18 فلسطينيا وجرح نحو 1500 آخرين في قطاع غزة من بينهم أكثر من 800 بالرصاص الحي، جراء إطلاق قناصة الاحتلال النار على المعتصمين السلميين بشكل مباشر، وفق توثيق "عربي21" لما حدث في مخيمات مسيرة العودة الخمس المنتشرة على الخط العازل الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام 48.

وأرجع المختص في الشأن "الإسرائيلي" والفلسطيني، مأمون أبو عامر، استخدام قوات الاحتلال لهذه "القوة القاتلة والمفرطة التي أدت لمذبحة في صفوف المتظاهرين السلميين المدنيين، عقب استهدافهم بالرصاص الحي بشكل مباشر من قبل قناصة الاحتلال الرصاص، إلى عدة أسباب".

ورأى في حديثه أن السبب الأول يتمثل في "الطبيعة العدوانية التي تغلف قوات الاحتلال، علاوة على العقلية العنصرية التي تنظر من زاوية احتكار لدور الضحية، وعليه فلا يحق في نظرهم لأي أحد أن يحتج على السلوك "الإسرائيلي"، لأنهم هم ضحية الآخر".

وأوضح أبو عامر أن السبب الثاني، أنه "مع تزايد أعداد المشاركين في المسيرات، شعرت قوات الاحتلال بحالة من الخوف والرعب الشديدين، مع سيناريو مرعب عبر نجاح المتظاهرين السلميين من اجتياز الحدود بهذه الأعداد الضخمة، ولا سيما أن شباب غزة وأطفالها لديهم الاستعداد والجرأة للقيام بهذه المهمة، وتكرار عمليات التسلل مؤخرا لداخل الخط العازل تدل على هذا".

 

تنافس سياسي

وأضاف: "ومعنى ذلك أن قوات الاحتلال ستضطر إلى المواجهة في داخل المستوطنات القريبة من الحدود، وبالتالي حاولوا فرض جدار من الخوف على الجمهور السلمي المشارك، لمنعه من التقدم نحو السلك الذي يفصلهم عن قراهم ومدنهم التي طرد منها آباؤهم وأجدادهم على يد العصابات الصهيونية".

وأكد المختص، أن "قوات الاحتلال عملت على ترسيخ قواعد اشتباك جديدة على السلك العازل، لفرض حالة من الخوف على المشاركين، لما يعتقد جيش الاحتلال أنه سيواجه في قادم الأيام خاصة في ذكرى النكبة السبعين، والذي أعلن عنه أنه يوم الذروة، وهذا هو السبب الثالث".

وعن السبب الرابع، ذكر أن "الاحتلال يعتقد أنه سيكون معفيا من المحاسبة على أي جريمة يرتكبها بسبب الغطاء والدعم الأمريكي الكبير له؛ وهنا من أمن العقاب أساء الأدب".

ورجح أن من أهم الأسباب التي تقف خلف هذه "السلوك الإجرامي" وهو السبب الخامس، "التنافس السياسي "الإسرائيلي" الداخلي، وذلك من أجل إثبات من هو الأكثر تشددا في مواجهة الشعب الفلسطيني، لتؤكد هذه الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو للجمهور "الإسرائيلي" أنها مستعدة للتصدي لأي محاولة للمس بأمن "إسرائيل" مهما كلفها ذلك من ثمن".

وانطلقت فعاليات مسيرة العودة الشعبية السلمية يوم الجمعة الماضي بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، في 30 آذار/مارس، وتستمر حتى 15 أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى النكبة الفلسطينية.

 

حق العودة مرعب

من جانبه، لفت الخبير السياسي عبد الستار قاسم، الانتباه إلى سبب إضافي "خطير ومهم" لاستخدام الاحتلال هذه "القوة القاتلة" ضد الفلسطينيين، وهو أن "الحديث عن حق العودة بالنسبة لـ"إسرائيل" أمر مرعب، وهو أسوأ شيء يمكن أن تسمعه".

وأرجع في حديثه  هذا الموقف "الإسرائيلي" من الحديث عن هذا الحق، لأن "المطالبة بحق العودة قضية رابحة بالتأكيد"، موضحا أن "كل القوانين والمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة وكافة الأديان، تقول بحق اللاجئ بالعودة إلى بيته وممتلكاته".

وأكد قاسم، أن "هذا الحق لا تستطيع "إسرائيل" أن تنازعه في الساحة الدولية"، مضيفا: "من أجل ذلك اخترع الأمريكان فكرة "حل الدولتين"؛ كي تشغلنا بفكرة الدولة على حساب قضية اللاجئين وحقهم في العودة".

وأضاف: "لهذا وجدنا "إسرائيل" تقوم بحملة كبيرة؛ إعلامية وسياسية ودعائية ضد مسيرات العودة قبل انطلاقها، ويوم الحدث اتبعت السياسة التقليدية لديها وهي؛ دب الرعب في قلوب الخصم كي لا يعود ثانية إلى التحدي، ولهذا كانت قاسية جدا في مواجهة المدنيين الفلسطينيين، وأيدتها في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية".

وأشار الخبير السياسي، إلى أن "استخدام هذه القوة المفرطة يحمل رسالة "إسرائيلية" لقطاع غزة مفادها؛ أن التشديد على غزة قائم ومستمر"، منوها أن "إسرائيل قامت بهذا العمل لتثبت للفلسطينيين، أنه لا عزوة لهم، ولا يوجد من يقف معكم، بينما "إسرائيل" مع كل جرائمها هناك من يدعمها ويدافع عنها

المصدر : وكالات