فلسطينيات >داخل فلسطين
ماذا عن "جرحى العودة"؟
ماذا عن "جرحى العودة"؟ ‎الثلاثاء 3 04 2018 22:38
ماذا عن "جرحى العودة"؟

إيمان عامر

 

منذ اليوم الأول لانطلاق فعاليات مسيرة العودة الكبرى على الحدود الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، باغت جنود العدو المشاركين بالمسيرة بإطلاق النيران والغاز المسيل للدموع، رغم أن الحدث انطلق سلمياً ولم يتخلله أي من أنواع النضال المسلّح أو رشق الحجارة بالحدّ الأدنى.
 الحشد الجماهيري الشعبوي أثار قلق المستوى السياسي والعسكري في الأوساط الصهيونية، إذ تحدث الإعلام العبري وصحفيون "إسرائيليون" للمرة الأولى عن فشل صهيوني سياسي في إدارة ملف المسيرة ومواجهتها. الصحفي جدعون ليفي، قال :"إن الجيش الاسرائيلي الذي يطلق النار من الدبابات ومن قبل القناصين على متظاهرين ليسوا مسلحين خلف الجدار ولا يهددون حياة الجنود، ويتفاخر بقتل فلاح في أرضه، هو جيش يقوم بمذبحة ويستحق أن يسمى بجيش الذبح الإسرائيلي"، فيما حّذّر آخرون من تطور الأحداث واختراق عشرات الآلاف من الغزيّين السياج الفاصل وصولاً إلى الأراضي المحتلة.

هذا الخوف ترجمته قوة الردع الصهيونية الفاشية أمام المدنيين. إذ ركز قنّاصة العدو على الشبّان بالدرجة الأولى، مستهدفين المناطق الأكثر خطورة في الجسم،  فمعظم الإصابات بالرأس الفك، الظهر، والأقدام، بهدف صدّ المشاركين عن التقدم باتجاه السياج، وإفشال المسيرة. وقد سجّل القطاع الصحي بغزة في اليوم الأول أكثر من 1500 إصابة، مقابل 17 شهيداً معظمهم ارتقوا فور إصابتهم.

الطواقم الطبية رغم جاهزيتها للتعامل مع الإصابات إلا أن الكم الهائل فاق قدرتها، ما دعاها لإنشاء نقاط طبية لعمل الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين وعلاج الحالات البسيطة، ولكن الكثير من الإصابات استعصى عليها التعامل معها، ولا زالت في أوضاع حرجة، وبحاجة للعلاج خارج غزة.

 ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية فإن الإصابات تترواح بين الخطرة  - أشدّها بتر بالقدم - والطفيفة كإصابات الغاز، والمطاط، ولكن بعض الأطباء حذّروا من بعض الإصابات التي تبدو طفيفة في ظاهرة، فيما سيكون لها تأثيرات على المدى البعيد.

 الشاب عبدالله الكحلوت،  يرقد بالمشفى لليوم الرابع على التوالي، وحالته الصحية حرجة جداً بعدما أصيب أثناء مشاركته في المسيرة ، حيث اخترقت صدره رصاصة متفجّرة، ووصلت كبده، أجرى الأطباء على إثرها عملية جراحية له، ثم انتقل مباشرة للعناية المركزة، ولا يزال بحاجة لإجراء عدة عمليات جراحية.

 يبين ابن عمّه أن عبدالله ورغم استهلاكه لقرابة 50 وحدة دم إلا أنه لا يزال بحاجة للتبرع بالدم، لخسارة كبده الكثير منه.

 أما الشاب أحمد زعرب 18 عاماً من رفح جنوب قطاع، فيعاني من مضاعفات خطيرة لحالته الصحية، بعد إطلاق جيش العدو قُنبلة غاز تجاهه أثناء مشاركته في المسيرة. فبين الفينة والأخرى يدخل في حالة إغماء، وينتفض جسده بشدة ودون توقف، فيما عجز الأطباء عن تشخيص حالته، والتعامل معها.

 حاول أهله نقله للعلاج في الداخل المحتل، إلا أن الترتيبات اللازمة لتحويل أوراقه للجهات المختصة، لا تزال معقّدة، ما يفاقم من وضعه المتردي.

وكان لذوي الاحتياجات الخاصة نصيب من البطش الصهيوني، إذ استهدفت قوات العود الشاب الأصم الأبكم محمد أبو سبلة وأصابته بجراح مميتة.