لبنانيات >صيداويات
الرئيس الحريري "يُبعد" التفضيلي عن عمته.. و"الإمام علي" في جزين
الرئيس الحريري "يُبعد" التفضيلي عن عمته.. و"الإمام علي" في جزين ‎الأحد 6 05 2018 20:59
الرئيس الحريري "يُبعد" التفضيلي عن عمته.. و"الإمام علي" في جزين

جنوبيات

 تتمهل سيارة رباعية الدفع مزينة بالدعاية الانتخابية أمام تجمع للعونيين عند مدخل جزين. تبادل ركابها مع العونيين القبل والعتب، مؤكدين لبعضهم "لن نختلف مهما صار"، وعائدون إلى تحالفنا لنواجه واياكم الفساد. هي حمأة انتخابات دائرة صيدا- جزين تمتد من المدينة إلى قضاء جزين، الذي تنتهي حدوده في بلدة العيشية.

في عاصمة الجنوب، ومنذ فتح أبواب الاقتراع تحركت الماكينات الانتخابية في اتجاهات عدة. لا يمكن التساهل في معركة "المصير"، وفق تعبير المرشحين. عند مدرسة البهاء التابعة لمؤسسة الحريري نقطة تجمع لمجنسين بالمئات، قيل إن تيار المستقبل دفع مئة دولار للصوت الواحد منهم، مقابل التصويت للنائب بهية الحريري ولائحتها.

أنصار الحريري وأنصار أسامة سعد تفوقوا في انتشارهم أمام مراكز الاقتراع على مناصري الجماعة الإسلامية والرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري، مع ملاحظة دقة تنظيم الماكينة الانتخابية للجماعة الإسلامية، التي تولت في صيدا إدارة "لائحة صيدا وجزين معاً"، حيث تتحالف الجماعة والبزري مع التيار الوطني الحر. ويشير رئيس ماكينة الجماعة في صيدا أحمد الجردلي إلى أن التنسيق مع التيار هو أن تتولى الجماعة أمر صيدا، والعونيون قضاء جزين، والتنسيق قائم وفاعل ولحظة بلحظة بين مكونات اللائحة.

بهية الحريري، التي جالت على المراكز، بدت علامات الارتياح واضحة عليها. ووفق المعلومات، كان الرئيس سعد الحريري قد أبلغ ماكينة التيار في صيدا أمراً: "في اللحظة التي تأمر النائب الحريري بتحويل الصوت التفضيلي إلى المرشح على لائحتها حسن شمس الدين تقومون بذلك". حتى ما بعد الظهر، كانت الأصوات التفضيلية تصب للنائب الحريري. بدوره، بدا المرشح سعد مرتاحاً لوضعه الميداني، وهو أوصى مناصريه بـ"قرقشة الثلج"، والمساء لناظره قريب.

كذلك، كان لافتاً عدم اقتراع مناصري الشيخ أحمد الأسير. ما استدعى اتصالات من جانب مرشحين من أجل حثهم على الانتخاب لمصلحة لائحتهم. في حين أقام حزب االله مركزاً انتخابياً في مجمع فاطمة الزهراء لتوجيه الصيداويين المقيمين خارج صيدا إلى مراكز الادلاء بأصواتهم، وقد كان حاضراً بقوة عبر سيارات رفعت أعلامه وصور سعد وهتافات "الموت لإسرائيل ولبيك نصرالله".

في قضاء جزين، هناك ألف ناخب سني تقريباً، معظمهم من بلدة بنواتي ذات الغالبية السنية، وبعضهم في بلدة الجرمق. نسبة عالية من ناخبي بنواتي تمنح أصواتها لتيار المستقبل. وهو ما يؤكده حسن مراد، الذي قال بعد اقتراعه: "اقترعت للائحة التكامل والكرامة"، التي تترأسها الحريري.

في عروس الشلال، كان لافتاً الحضور القوي للمرشح إبراهيم عازار المتحالف مع سعد والمدعومين بقوة من الثنائي الشيعي. ماكينته في مدينة جزين فاعلة ومنتجة، إلى جانب حضور ماكينة التيار. أنصار عازار اعتصموا بعبارة "عودة الحق إلى إصحابه"، بينما سجل حضور أقل لماكينة القوات اللبنانية، وخجول للكتائب وماكينة الحريري في منطقة جزين.

بالنسبة إلى حركة أمل، فإن فوز عازار أمر مسلم به. يقول الحاج أبو مصطفى، المناصر للرئيس نبيه بري في بلدة كفرحونة، إن "كلمة دولة الرئيس ما بتصير كلمة ونص. عازار مرشحنا وسنحرر جزين من عصابة العونيين". يتدخل مناصر آخر ليقول: "حلمت بالإمام علي يوصيني بانتخاب عازار".

ناشطون في حركة أمل قالوا إن "التنسيق عال جداً مع حزب الله المتبني لمرشحنا إبراهيم عازار". أما هزيمة النائب زياد الأسود، فهي بالنسبة لأنصار أمل "واقعة لا محال"، وتوازي انتصار المقاومة في عدوان تموز 2006. لكن، بخلاف انفعالية مؤيدي حركة أمل، يتصرف أعضاء الماكينة الانتخابية لحزب الله في قرى جبل الريحان بهدوء. يقول أحدهم، بعدما تحفظ عن ذكر اسمه كونه غير معني بالحديث إلى الإعلام: "صوتنا التفضيلي للأستاذ عازار. نعم نحن الآن في مرحلة إعادة صياغة توازنات جديدة في منطقة جزين تمليها خصوصية المنطقة. لكن هذا لا يعني تخلينا عن تحالفنا مع التيار".