لبنانيات >أخبار لبنانية
استقالة مفاجئة لنادر الحريري وتصعيد يستبق الاستحقاقات
استقالة مفاجئة لنادر الحريري وتصعيد يستبق الاستحقاقات ‎الأحد 13 05 2018 09:44
استقالة مفاجئة لنادر الحريري وتصعيد يستبق الاستحقاقات

جنوبيات

بدت الاستقالة المفاجئة مساء امس لرجل الثقة الاول والأقرب لدى الرئيس سعد الحريري مدير مكتبه نادر الحريري بمثابة مفاجأة ضخمة طغت على مجمل المشهد الداخلي علما ان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة افاد ان الحريري شكر. نادر الحريري على الجهد الذي بذله طوال فترة توليه المنصب وانه كلف محمد منيمنة تولي مهمات مدير مكتب الرئيس الحريري بالوكالة .وبدا لافتا ان الاستقالة لم تربط ابدا بالانتخابات النيابية اذ أكدت الاوساط المعنية لدى الرئيس الحريري ان لا ارتباط اطلاقا بين الاستقالة والانتخابات . وجاءت الاستقالة المفاجئة لنادر الحريري بعد ساعات من قرار اتخذه الرئيس الحريري بحل هيئات انتخابية لتيار المستقبل ومنسقيات في مناطق عدة بما شكل إشارة الانطلاق لامر تنظيمي داخلي كبير يجري داخل التيار وان الرئيس الحريري يعتزم القيام بمزيد من الخطوات والاجراءات غير المسبوقة في اعادة تركيب هيكليات قيادية وتنظيمية.  

الى ذلك ومع إنقضاء الاسبوع الاول بعد الانتخابات النيابية التي اجريت الاحد الماضي تصاعدت سحب غموض كثيفة في فضاء المشهد السياسي الداخلي قد تكون من العوامل الجديدة المؤثرة في تعقيدات يكثر الحديث عنها حيال الاستحقاقات المقبلة ولا سيما منها تشكيل الحكومة الجديدة . واللافت في هذا السياق ان أسبوعا واحدا بعد الانتخابات بدا كفيلا بتظهير جوانب سلبية من خلط التحالفات وتعارض العلاقات بين القوى السياسية والحزبية بما يملي التحسب لعملية صعبة ستواجه الاستحقاق الحكومي خصوصا هذا اذا سلمنا جدلا بان استحقاق انتخاب الرئيس نبيه بري مجددا لرئاسة المجلس الجديد ستمر بسلاسة ومن دون مشاكل كبيرة . وما يحتم فتح ملف العلاقات المشدودة والمتوترة بين بعض القوى هو ان مجريات الساعات الاخيرة عكست تصعيدا غير مسبوق بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تحول الى سجال مباشر عبر تويتر بما يضع مجمل العلاقة بين الفريقين على كف انهيار جدي . فاذا كان حادث الشويفات الذي أودى بضحية لا تزال تثير التوتر الشديد في البيئة الدرزية وهو ما ظهر بوضوح في الايام الاخيرة وتواصل امس من خلال تصعيد الحملات المتبادلة بين الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي اللبناني فان التوتر الدرزي الدرزي تمدد ليؤثر بقوة على العلاقة المضطربة أصلا بين الحريري وجنبلاط ومنذ ان فرقت بينهما ترشيحات البقاع الغربي على رغم تحالفهما في هذه الدائرة كما في الشوف وعالية . استفز بيان للحزب التقدمي صدر ليل الجمعة رئيس الحكومة نظرا الى تحميله تبعة تجاهل مسؤولية حليفه الوزير طلال ارسلان في ما يعود الى انتماء المتهم بقتل ضحية حادث الشويفات الى ارسلان وفي ظل ما يتردد على نطاق واسع من ان تهريب المتهم الى سوريا . لم يرد الحريري ليل الجمعة حيث كان مجتمعا لوقت طويل للمرة الاولى بعد الانتخابات مع الرئيس بري في عين التينة . لكن الانفجار حصل قبل ظهر امس على اثر تسديد الزعيم الجنبلاطي تغريدة لاذعة الى الحريري ولو لم يسمه غامزا من قناة احتفال غير المنتصرين في الانتخابات فما كان من الحريري الا ان رد بتغريدة مقتضبة ولكن ذات دلالات معبرة عن ضيقه بحليفه السابق غامزا من انه يستطيب ان يرمي على المستقبل كل مشاكله . احتدم السجال الحاد والساخن في هذا الوقت بين الاشتراكي والوزير طلال ارسلان واذ بادر الاشتراكي الى الرد على ارسلان اتخذ مبادرة سريعة لتخفيف وطأة التصعيد بينه وبين الحريري فاعتذر من الاخير واصفا إياه برجل الدولة الاول ولكنه عاد ليذكر بملف الشويفات الخطير .

 وسط هذه الاجواء تتواصل الاستعدادات لورشة الاستحقاقات الدستورية بدءا من جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتب المجلس الجديد . ويبدو واضحا ان لعبة شد الحبال وطرح الشروط ستتنامى تباعا في الايام الفاصلة عما بعد 20 ايار علما ان عودة انتخاب بري واعادة تكليف الحريري تشكيل الحكومة هما امران مبتوتان ايا تكن الشروط التي ستطرحها قوى محددة ستسعى الى إرسال رسائل تصفية الحسابات مع الخصوم والحلفاء سواء بسواء . وكان آخر ما سجل في تداعيات النتائج الانتخابية مساء امس في انتقادات حادة وجهها الوزير جبران باسيل الى القوات اللبنانية وزعيمها ووزرائها الحاليين الامر الذي يرسم ظلال الشكوك مجددا حول مستقبل العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رغم ان الاخيرة تبدي تمسكها بإعادة احياء تفاهم معراب وتصحيح العلاقة