لبنانيات >أخبار لبنانية
المفتي دريان زار ضريح المفتي حسن خالد
المفتي دريان زار ضريح المفتي حسن خالد ‎الأربعاء 16 05 2018 15:29
المفتي دريان زار ضريح المفتي حسن خالد

جنوبيات

زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يرافقه لفيف من قضاة الشرع والعلماء ضريح مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد، في محلة الاوزاعي، بمناسبة ذكرى استشهاده التاسعة والعشرين. وكان في استقبال المفتي دريان والوفد المرافق رئيس "مؤسسات المفتي الشهيد حسن خالد" المهندس سعد الدين خالد، وأولاد المفتي الشهيد وعائلته.

بعد قراءة الفاتحة عن روح المفتي الشهيد، قال المفتي دريان: "يقول الله سبحانه وتعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا". والشهادة أنواع، شهادة الحضور، وشهادة الحجة، وشهادة الموقف، وشهادة الدم. وبكل هذه الأنواع من الشهادة، مر المفتي الكبير، الشيخ حسن خالد. كان الزمن زمن فتنة، فوقف ضد الفتنة والحرب الداخلية. وكان الزمان زمان تخاذل في المواقف، فوقف صراحة مع سلام لبنان وسلامته، وإعادة الاستقرار إلى ربوعه. وكانت الضرورة، وكان الواجب تقديم نموذج للتضحية، فكانت الشهادة بالدم، ليصبح حضورك أيها الرجل الكبير، قيمة عليا للحرية والكرامة، شأن رجالنا الكبار، من رياض الصلح، ورشيد كرامي، وإلى رفيق الحريري".

اضاف: "لقد اعتبرت أيها الرجل الكبير الإفتاء أمانة للدين والمجتمع، فأعدت بناء المؤسسات التي صدعتها الحرب، ومضيت إلى العالم العربي، وإلى المملكة العربية السعودية بالذات، من أجل سلام لبنان وأمنه، وصون بنيه، كل بنيه، من أهوال النزاع، ووقفت إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من أجل الإسهام الفعلي في الإنقاذ الوطني. وتحل ذكراك هذا العام، وقد تكاتفت الغيوم حول لبنان، وازدادت المعاناة الاقتصادية والإنسانية. ولذلك، نجد أنفسنا في مثل موقفك: انحيازا للوطن، وعملا على إخراجه من أزماته، وتعاونا مع كل المخلصين لخدمة وحدته الوطنية، وأمنه، واستقراره، وازدهاره".

وتابع: "وتهل ذكراك، والأوضاع العربية ليست على ما يرام، لجهات الأمن والسيادة والوحدة، والعمل العربي المشترك. وقد كنت ترى وتكرر أن حاضر العرب ومستقبلهم مرتبط بحفاظهم على وحدتهم وتضامنهم. ولذا، واقتداء بك أيها الشهيد الغالي، ندعو العرب ذوي الحرص، إلى صون أوطانهم وإنسانهم، والتعاون في ما بينهم للخروج من هذه الحالة المزرية.

وتهل ذكراك، وقضية فلسطين، وحاضرة القدس، تمعنان في الغياب. والشعب الفلسطيني يناضل وحده تقريبا ضد الاحتلال والاغتصاب، وضد المنهجية الأميركية المتجددة. فنسأل الله سبحانه، الذي أكرمك وأكرمنا بشهادتك، أن ينصر أهل القدس وفلسطين على الاحتلال الصهيوني، وعلى التمييز الديني، وعلى العنصرية الباغية، إنه سميع مجيب".

وختم: "أيها الشهيد الكبير، هذا يوم للتقدير، ويوم للتفكير في سيرتك ومسيرتك. وسيظل عبق شهادتك محل تبجيل كل اللبنانيين، وكل الوطنيين، وكل العرب. رحمك الله وأجزل ثوابك، وألهمنا الصبر والثبات على ما صبرت عليه: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".

ثم القى نجل المفتي الشهيد سعد الدين خالد كلمة جاء فيها: "نحن أبناء هذا الشعب الذي يعرف قيمة الرجال وقيمة القادة وقيمة الجرأة في وجه سلطان جائر أو عدو غاشم أو صديق قاس.. لقد اعتقدوا أنه باغتيال عمامة الحق أنهم يستطيعون قتل الحق.. فخسئوا. لقد ظنوا باغتيالهم للذي لا ينسى شعبه بأن شعبه سينساه فخابوا... هو المفتي الذي جمع بين الدين والسياسة بالعدل، لم يهادن في حق أو يساوم على حق أو يتنازل عن حق. هو الذي ما زال حتى يومنا هذا النموذج الذي يحتذى به، كيف يكون القائد قائدا وكيف يكون العالم عالما وكيف يكون الوطن وطنا والعربي عربيا والإنسان إنسانا. نوجه إلى روحه الطاهرة كل تحية ونعاهده أننا سنبقى حرصاء على المسيرة ولن نتخلى عنها".

اضاف: "سنبقى حرصاء على دمائه ولن نتراجع عن حقنا وحق الوطن بالعدالة. ليبقى الوطن في أعيننا والعروبة في دمائنا والدفاع عن الحق منهجا وسلوكا. سنبقى كما علمنا زخما ربانيا خير سند لكل محتاج وسندا لكل من يقاسي ويعاني من مشقات الحياة، سنبقى خير الداعمين لكل سائل عن حق وكل باحث عن عدالة قضية".

وختم: "في ذكرى استشهاده التاسعة والعشرين لا نعرف ما نبكي، أنبكي حالنا في هذا الوطن أو نبكي حالنا في هذه الأمة أو نبكي فلسطين التي ما يزال نهر الدم فيها منذ العام 1948 نازفا لم يتوقف أمام أنظار العالم الذي يقيس الحق بمقدار المصالح والعدالة وفقا لشهواته".