عام >عام
120 ألفاً في "الأقصى".. وجنيف تصفع أميركا و"إسرائيل": تشكيل لجنة تحقيق بأحداث غزّة
120 ألفاً في "الأقصى".. وجنيف تصفع أميركا و"إسرائيل": تشكيل لجنة تحقيق بأحداث غزّة ‎السبت 19 05 2018 09:19
120 ألفاً في "الأقصى".. وجنيف تصفع أميركا و"إسرائيل": تشكيل لجنة تحقيق بأحداث غزّة

هيثم زعيتر:

تحدّى الفلسطينيون الإجراءات المشدّدة التي اتخذها الإحتلال الإسرائيلي على مداخل مدينة القدس وفي شوارعها، حيث أدّى عشرات آلاف المسلمين صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى.

وقد أضفت إسلامية وفلسطينية المدينة المقدّسة، في الجمعة الأولى، بعد احتفال نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والمجزرة التي ارتكبتها قوّات الإحتلال ضد المتظاهرين الفلسطينيين السلميين في قطاع غزّة الأسبوع الماضي، ما أسفر عن سقوط 64 شهيداً وأكثر من 2750 جريحاً.

وفي صفعة للإدارة الأميركية والكيان الإسرائيلي، صوّت مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة في جلسته الطارئة الـ 28، التي عُقِدَتْ أمس (الجمعة) في جنيف، على مشروع قرار يُدين الجرائم الإسرائيلية ويدعو لإيفاد لجنة دولية مستقلة للتحقيق على وجه الاستعجال، بأكثرية 29 دولة لصالح القرار، مع امتناع 14 دولة عن التصويت، وانعزلت دولتان (الولايات المتحدة واستراليا) بالتصويت ضد القرار الذي قدمته دولة فلسطين.

وتمكّن أكثر من 120 ألف مصلٍّ من الوصول إلى المسجد الأقصى وأداء صلاة الجمعة، رغم العراقيل والقيود التي فُرِضَتْ على المصلّين، من خلال نشر المزيد من عناصر وحداتها الخاصة وحرس الحدود عند المداخل الرئيسية، والحواجز الثابتة والطيّارة والسواتر الترابية التي رُفِعَتْ، مع إغلاق محيط البلدة القديمة أمام سيّارات وباصات المواطنين، فيما كان منطاد يراقب المدينة، وطائرة مروحية تحلّق في سمائها.

وفرضت سلطات الإحتلال قيوداً بتحديد أعمار مَنْ يُسمح لهم بالوصول إلى القدس من الضفة الغربية، مع منع أبناء قطاع غزّة من دخول المدينة.

ومن استطاع الوصول إلى المدينة المقدّسة، خضع لتفتيش دقيق، حيث احتجزت سلطات الإحتلال بطاقات المئات من الشبان.

وبعدما فرضت سلطات الإحتلال قيوداً على دخول المصلّين إلى المسجد، تنكّر فتى فلسطيني بملابس فتاة عند دخوله إلى نقطة التفتيش في حاجز قلنديا للوصول إلى المسجد الأقصى، لكن جرى اعتقاله من قِبل قوّات الإحتلال، التي نقلته للتحقيق معه.

وألقى المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين خطبة الجمعة، فحيّا المصلّين الذين تخطّوا حواجز الإحتلال ووصلوا المسجد.

وقال: "أيها الزاحفون إلى القدس ومسجدها الأقصى المبارك في هذا اليوم المبارك من رمضان وقد فزتم بزحفكم هذا فضيلة الصيام وفضيلة القيام في المسجد الأقصى وهنيئا لكم أيها الصائمون".

ووصف "السفارة الأميركية" التي تمَّ افتتاحها في القدس المحتلة بالمستوطنة والمستعمرة، وقال: "ليست سفارة، لأنّها قامت على الظلم والعدوان ولأنّها جاءت مخالفة للقوانين الدولية، وهذه المستعمرة لن تغيّر شيئاً من واقع القدس ولا من حقيقتها، فالقدس كما فلسطين أرض محتلة ولا يجوز بموجب الشرائع الدولية أن تغير سلطة الاحتلال من أوضاعها السكانية والأرض والأمكنة والآثار".

وأكد أنّ القدس بمقدّساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك ستبقى مدينة الإسلام والقرآن وعاصمة أبدية وروحية لفلسطين ولكل المسلمين، مشدّداً على إسلامية الأقصى الذي هو للمسلمين وحدهم.

ودعا إلى "تفعيل قرارات القمة العربية، التي قالت: "إنّ أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس يجب على كل الدول العربية أن تقاطعها وتسحب سفراءها منها"، ونحن ننتظر أن تنفذ هذه القرارات".

وطالب المفتي حسين "الدول الإسلامية المجتمعة في اسطنبول، بالوقوف عند مسؤولياتهم بخصوص ما يجري في القدس وإنقاذ مقدساتها، خاصة المسجد الأقصى المبارك".

وصوّت مجلس حقوق الإنسان على مشروع قرار يُدين الجرائم الإسرائيلية، ويدعو لإيفاد لجنة دولية مستقلة للتحقيق على وجه الاستعجال يعيّنها رئيس المجلس، للتحقيق في جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولا سيما في قطاع غزّة، التي بدأت في 30 آذار 2018، سواء قبل أو أثناء أو بعد، لإثبات الحقائق والظروف، بما في ذلك الانتهاكات التي قد تصل إلى حد جرائم الحرب وتحديد المسؤولين عنها، لتقديم توصيات، لا سيما بشأن تدابير المساءلة، كل ذلك بهدف تجنب الإفلات من العقاب ووضع حد له وضمان المساءلة القانونية.

وكان مجلس حقوق الإنسان قد عقد هذه الجلسة الطارئة، بطلب من دولة فلسطين من خلال بعثتها في جنيف، والمجموعة العربية والإسلامية، وغيرها من الدول المتسقة مع مبادئها وقواعد القانون الدولي، للاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما يحدث في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وخاصة في قطاع غزة.

وصوّتت 29 دولة لصالح القرار فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت، وانعزلت دولتان (استراليا والولايات المتحدة) بالتصويت ضد القرار الذي قدمته دولة فلسطين تحت عنوان: انتهاكات القانون الدولي في سياق الاحتجاجات المدنية السلمية واسعة النطاق في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وأحيا الفلسطينيون أمس الجمعة الثامنة من مسيرة العودة الكبرى، شرق قطاع غزّة،  التي سُمّيت بـ"جمعة الوفاء للشهداء والأسرى"، وهي الأولى بعد المجزرة الصهيونية الإثنين الماضي، حيث أكدوا الإصرار على التصدي للإحتلال، ومواصلة الجهاد حتى تحقيق الأهداف.

وقد اعتدت قوّات الإحتلال بإطلاق جنودها الرصاص وقنابل الغاز على المشاركين، ما أدى إلى إصابة 59 من المتظاهرين بجراح مختلفة.

كما أُقيمت موائد إفطار جماعية في مخيمات العودة الكبرى.

المصدر : اللواء