لبنانيات >صيداويات
أزمة ثقة في صيدا ..المطلوب الإعتراف بالآخر
أزمة ثقة في صيدا ..المطلوب الإعتراف بالآخر ‎الجمعة 8 06 2018 10:54
أزمة ثقة في صيدا ..المطلوب الإعتراف بالآخر


 

لم يكن احد يتوقع ان تنقلب الامور راسا على عقب بهذه السرعة في عاصمة الجنوب صيدا بين الأمين العام ل”التنظيم الشعبي الناصري” النائب الدكتور أسامة سعد من جهة والنائب بهية الحريري من جهة ثانية او بين النائب سعد ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وتتدحرج “السلبيات” ككرة الثلج, وتكبر يوما عن يوم وان تصل الى ما وصلت اليه من تراشق كلامي حاد واتهامات وصلت الى حد الاتهام ب”العدائية”…وذلك بعد “ايام في العسل” شهدتها صيدا ما قبل الانتخابات النيابية وحتى خلال الحملة الانتخابية حيث كان اسامة سعد بالنسبة للنائب الحريري “الخصم الشريف” ..في المقابل غابت النائب الحريري والمهندس السعودي عن اية استهدافات مباشرة من النائب سعد في كل حملته..وصولا الى اعلان النتائج وانتهاء” بزيارات التهنئة.

استبشر اهالي صيدا والجوار ب”ايام العسل” تلك وراكموا عليها تفاؤلا ما من اجل مصلحة صيدا ومشاريعها الحيوية والانمائية ..

ولكن ما حصل من توتر وضجيج اعلامي بين الاطراف المعنية كان مفاجئا للجميع حيث عادت الاوضاع الى ما كانت عليه قبل الانتخابات من اتهامات واتهامات مضادة وبكل ما كانت تحمله من سلبيات في العلاقات..وبما فاضت به من تعابير ومفردات لغوية؟,, وما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي من تغريدات وكتابات طالت رموزا صيداوية كبيرة دون ان تبادر اية مرجعية وقوى وفعاليات الى التدخل لحلحلة هذه المسالة ..وصولا الى اليوم وكأن “القصة” في هذه المدينة “مش رمانة ..القصة قلوب مليانة”.. وازمة ثقة تتجدد بشكل دائم؟..

على جميع المرجعيات والقوى والفعاليات في صيدا ان تعرف بان نمط التعاطي في المدينة يجب ان يتغير من اجل مشاريعها وحرصا على انجازات اكثر لصالحها .. فلم تعد العلاقة قائمة على فعل طرف سياسي واحد ك”تيار المستقبل” ..انما هناك رجل اسمه اسامة سعد اصبح نائبا من الموقع المختلف تماما ل”تيار المستقبل” وما يمثل في المدينة, وبما يحمله من ارث سياسي تاريخي في صيدا ولديه وكالة باسم الناس وعن الناس ويتمتع بكامل الحصانة حاملا ملفات صيداوية بحتة كانت في صلب برنامجه الانتخابي وبات شريكا فعليا في المدينة في كل صغيرة وكبيرة.. وليس شريكا اسميا فقط ؟؟”..

 

وليس بوارد سعد وفريقه السياسي واي عاقل على الاطلاق او متابع لاوضاع المدينة البيئية والحياتية والاقتصادية ان يتوقع او يفكر لحظة ان يبادر سعد الى تجميد هذه الملفات الساخنة الى ما شاء الله او عدم اثارتها او تعليق البحث بشانها الى ما لا نهاية.

وكذلك الامر بالنسبة للنائب بهية الحريري فهي تمثل شريحة وازنة من الناس في المدينة وتحمل تطلعاتهم ورؤيتهم ولديها برنامجها السياسي والانمائي والحال نفسه بالنسبة للرئيس السعودي المنتخب ايضا من الناس وجاء الى رئاسة المجلس البلدية في صيدا باصوات الناس..

اما وقد حصل ما حصل فان المطلوب الاعتراف بالاخر وبحيثيته واستمرار الحوار وليس اعلان القطيعة بين المكونات والمرجعيات في المدينة ومد اليد والمشاركة في اتخاذ اي قرار متعلق بصيدا ومشاريعها مهما كان نوعه وحجمه وتاثيره.

وطالما ان الكل منتخب من الناس ويمثل الناس في هذه المدينة النائبان بهية الحريري والدكتور اسامة سعد ورئيس البلدية محمد السعودي ..لذا المطلوب ان يكون التعاطي في صيدا انطلاقا من هذه المعادلة والاعتراف بان هناك طرفا سياسيا اساسيا في المدينة اصبح شريكا فاعلا ومؤثرا بارادة الناس.. لذا فان الحوار والمشاركة هما المطلوبان وليس الانفعال او اي شيء اخر ؟.. خاصة ان المواطن في صيدا بات يشعر بان اي مشكلة او اشكال في مدينته يؤدي الى كهربة الشارع وتتولى مواقع التواصل الاجتماعي صب الزيت على النار؟..

المصدر : محمد صالح - الاتجاه