لبنانيات >أخبار لبنانية
المؤتمر القومي العربي الـ (29) يواصل اعماله
شفيق : صفقة القرن ما زال غامضا ولا يعرف حتى الان بنوده
المؤتمر القومي العربي الـ (29) يواصل اعماله ‎السبت 28 07 2018 18:16
المؤتمر القومي العربي الـ (29) يواصل اعماله

جنوبيات

استأنف المؤتمر القومي العربي في دورته (29) المنعقدة في بيروت جلسات حواره وتقديم اوراق العمل وانتخب د. كاظم الموسوي (العراق) رئيساً لدورة المؤتمر ونائبي الرئيس أ. الطيب الدجاني (فلسطين/ الكويت وأ. صفاء الصاوي (مصر)، ومقرري المؤتمر أ. خديجة الصبار (المغرب) وأ. عدنان البرجي ( لبنان)   ثم كانت الورقة الاولى للاستاذ منير شفيق حول "صفقة القرن: مشروع تصفية قضية فلسطين" وجاء فيها: لم يسبق لمشروع يتعلق بالقضية الفلسطينية، من خلال ربطها بتحالف إقليمي – عربي – أمريكي - صهيوني ضد إيران، أن حمل من الغموض واللبس مثل المشروع الذي أعلن عنه دونالد ترامب منذ باكورة تسلمه الرئاسة الأمريكية، وقد أسماه "الصفقة النهائية" ثم ترجمت بـ"صفقة القرن".

أولاً: الاسم لا يعبر عن المشروع لأن تسميته بصفقة، ودعك من القرن في صفقة القرن، تسمية غير مطابقة فالصفقة لم تعقد، أي ليس ثمة صفقة منجزة بين طرفين أو عدة أطراف، وإنما هنالك مشروع، غير محدد البنود، يستهدف أن يصل إلى صفقة أمريكية- عربية- صهيونية ("إسرائيلية") ضد إيران تتضمن "حلاً" نهائياً للقضية الفلسطينية.

ثانياً: لم يشر، رسمياً، إلى بنود المشروع المذكور المتعلق بالقضية الفلسطينية بل أعلن بـأن ذلك قيد الإعداد، وسيعلن عنه قريباً، مع تحديد الموعد (قريباً) عدة مرات، والحبل على الجرار، في تأجيله. الأمر الذي يعني إما عدم اكتمال التفاهم على بنود المشروع وإما على عدم وجود بنوده أصلاً. ومن ثم ستعد البنود، لاحقاً، بعد جولات يقوم بها جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، ولقاءات مع ترامب.

ثالثاً: هذا يعني أننا أمام مشروع لم نعرف بنوده بعد، وحتى لم تتقرر بنوده بصورتها النهائية بعد، حتى من قِبَل صاحب المشروع نفسه. هذا على مستوى المحتوى المتعلق بالقضية الفلسطينية.

أما على مستوى التحالف الأمريكي- الصهيوني- الإقليمي (العربي) ضد إيران، فليس هنالك حتى الآن من تحديد للدول العربية التي ستشارك به، عدا ما يُشاع عن استعداد السعودية والإمارات والبحرين، أما مصر والأردن والسلطة الفلسطينية فلم يُعلن أو حتى يُشاع  عن الاستعداد للدخول في حلف ضد إيران، ناهيك عن عدم الموافقة على المشروع المتعلق بالقضية الفلسطينية، ومن ثم ما زال موضوع الدول العربية التي ستشارك في الحلف غير محدد بدقة. مما يجعل الحديث عن حلف منجز أو أنه سينجز حتماً متجاوزاً ما بين أيدينا من وقائع وحقائق.

 وبهذا نكون أمام مشروع غير محدد المعالم، وأمام تحالف ملتبس غير محدد الدول. ولكن مع ذلك ذهبت أغلب الكتابات حول مشروع صفقة القرن إلى التعامل معها كأنها معروفة البنود في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، كما معروفة الدول التي ستتحالف لتمرر الصفقة وتعقد التحالف المذكور ضد إيران.

اليوم الثاني

الجلسة الصباحية الاولى ليوم السبت 28/7/2018 كانت تتمحور حول اوراق المشروع النهضوي العربي وهي : الوحدة العربية قدمها الدكتور يوسف مكي (السعودية)، الديمقراطية قدم الورقة الدكتور كمال الطويل (فلسطين/امريكا)، الاستقلال الوطني والقومي ، التنمية المستقلة قدم الورقة  الدكتور محمد حسب الرسول (السودان)،  العدالة الاجتماعية قدم ورقتها الدكتورة حياة التيجي (مصر)، التجدد الحضاري قدم الورقة الاب الدكتور  انطوان ضو (لبنان).

رسالة سعادات

          هذا وكان المؤتمر قد تسلم رسالة من المناضل احمد سعادات امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من معتقله في سجن ريمون – الصحراوي نقل فيها تحيات الأخوة الأسرى وتثمينهم لدوركم في إسناد نضال شعبنا في إطار نضالنا من أجل الحرية والكرامة الإنسانية على أمل أن يتواصل دوركم الذي يثير فينا مشاعر الاعتزاز والفخر.

واضاف سعادات: لاشك أن صفقة القرن هي صيغة راهنة للمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد تشكّل حلقة متقدمة للمشروع الامبريالي، فحلقته الرئيسية بدأت بقرار التقسيم وفق اتفاقية "سايكس بيكو"  الذي أسس للتجزئة الراهنة للأمة، وكرس مشروع الدولة القطرية بديلاً للدولة القومية العربية، وبهذا المعنى فإن النكبة العربية الكبرى بدأت بتمرير مفردات هذا القرار الذي أسس للنكبة العربية الفلسطينية عام 1948 بإقامة الكيان الصهيوني، وإكسابه الشرعية الدولية، ومده بكل أسباب القوة لأداء وظيفتيه الامبريالية كقاعدة متقدمة للدفاع عن المصالح الإمبريالية المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وإجهاض أي محاولة ثورية عربية تهدد مصالحها وتستهدف استنهاض النضال القومي بإزالة آثار التقسيم وبناء الدولة القومية العربية الديمقراطية، وامتلاك أسباب نهوض أمتنا وتحقيق تقدمها وازدهارها، فهاتين الحلقتين أسستا للحلقات الأخرى بدءاً من هزيمة حزيران مروراً بكامب ديفيد كأول اختراق علني لجبهة مقاومة المشروع الامبريالي الصهيوني لما مثلته مصر من ثقل رئيسي في هذه الجبهة، ثم ما بُني عليه بتوقيع اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة بعد غزو العراق وإخضاعه للحصار.

واكد سعادات في رسالته على 1- بناء برنامج (مرحلة النضال القومي الديمقراطي) على أساس وجود الأمة العربية كحقيقة ومعطى تاريخي موضوعي ولكنه مجزأ، ولذلك فإن هدف هذا البرنامج الاستراتيجي هو النضال من أجل توحيدها في دولة قومية مدنية ديمقراطية علمانية ، 2- التأسيس لبناء أوسع جبهة قومية ديمقراطية تضم كل القوى التي تتقاطع حول أهداف البرنامج القومي لمواجهة المشروع الامبريالي 3- إسناد الإجماع الفلسطيني على رفض صفقة القرن في مواجهة كل الضغوط العربية والأمريكية لكسره واختراقه، فالبوابة الفلسطينية هي مفتاح النجاح في إفشال صفقة القرن. 4- على المستوى الفلسطيني المطلوب أولاً إعادة الاعتبار للبعد القومي للقضية الفلسطينية وفك الارتباط مع الاحتلال في القطع مع اتفاق أوسلو والتحلل من التزاماته الأمنية والسياسية والاقتصادية وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية في إطار (م.ت.ف) عبر الاستعداد لعقد مجلس وطني توحيدي على أساس التوافقات الوطنية بشأن المصالحة. 

كما قدم اقتراحات عملية لتفعيل دور المؤتمر القومي:

رفع دور النشاط الشعبي للمؤتمر على طريق بنائه كبديل شعبي للجامعة العربية 2- مضاعفة الدور الشعبي المساند لاستكمال تحرير سوريا وإنجاز الحل السياسي الديمقراطي الذي يستجيب لوحدة سوريا أرضاً وشعباً ويحافظ على الحقوق المشروعة للشعب السوري بكل مكوناته في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويعيد الاعتبار لدور محور المقاومة العربي في مواجهة المشروع الامبريالي الصهيوني الراهن، إلى جانب توسيع الجهود الشعبية لإنهاء عدوان ما سُمي بدول التحالف العربي في اليمن وانسحاب قواته العسكرية، بالإضافة إلى الدفع بهذه الجهود الشعبية نحو تحقيق التسوية السياسية الديمقراطية للحوار في ليبيا بين أطراف الأزمة على قاعدة البناء على التفاهمات الوطنية التي سبقت انفجار الأزمة والحرب الداخلية والتسوية السياسية التي تكفل لليبيا استقلالها ووحدتها الديمقراطية أرضاً وشعباً. 3-  العمل على إطلاق مبادرة شعبية قومية بديلة لما سُمي بالمبادرة العربية سيئة الصيت التي أصبحت غطاءً لتمرير تحالف الأدوات العربية الأمريكية للكيان الصهيوني. 4- إعادة الاعتبار للجنة المقاطعة العربية للكيان الصهيوني والشركات الدولية التي تتعاطى معه في إطار بناء لجنة مركزة جامعة كامتداد للمقاطعة الدولية، وتفعيل عمليات المناهضة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني،5- أن يبادر المؤتمر العربي لرفع دوره الشعبي والعملي في دفع عملية المصالحة الفلسطينية المتأخرة على طريق إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار (م.ت.ف) على أساس التوافقات الوطنية التي تنتظر التنفيذ، 6- رفع درجة الدعم والإسناد لنضال الأسرى الفلسطينيين والبناء على الإنجازات المحققة كالإسناد القومي والشعبي لنضالاتهم والتدويل الشعبي الدولي، 7- تفعيل آليات ووسائل الضغط لكسر الحصار المفروض على غزة الباسلة، غزة التي تعاقبها الطبيعة والاحتلال وذوي القربى وكأنها تدفع ثمن صمودها ومقاومتها، أو أن إسقاط صفقة القرن تبدأ بتركيع غزة؟