لبنانيات >جنوبيات
الوزيرة عز الدين في تخريج فتيات من برنامج TECH IMMERSION: أملنا انتقال عدوى العمل الجدي الى المسؤولين فينجزون تأليف الحكومة
الوزيرة عز الدين في تخريج فتيات من برنامج TECH IMMERSION: أملنا انتقال عدوى العمل الجدي الى المسؤولين فينجزون تأليف الحكومة ‎الجمعة 31 08 2018 08:37
الوزيرة عز الدين في تخريج فتيات من برنامج TECH IMMERSION: أملنا انتقال عدوى العمل الجدي الى المسؤولين فينجزون تأليف الحكومة

جنوبيات

أقيم في السراي الحكومي، مساء امس، حفل تخرج دفعة مؤلفة من أكثر من 60 فتاة من برنامج Tech Immersion، الذي تقيمه سنويا مبادرة All Girls Code، وهي مبادرة أسسها ويديرها متطوعون جامعيون من الجامعتين الأميركية في بيروت AUB واللبنانية - الأميركية LAU، وتهدف إلى تعريف الأجيال الصاعدة من الفتيات في لبنان على البرمجة وتطبيقات التكنولوجيا في مختلف الحقول كالطب والحفاظ على البيئة. حضر الحفل وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال النائبة الدكتورة عناية عز الدين، ممثلة برنامج الرئيس سعد الحريري Summer of Innovation جويل زلاقط، مدير مركز التطوع وخدمة المجتمع في الجامعة الأميركية في بيروت ربيع شبلي، مديرة التطوع والتواصل في الجامعة الاميركية في بيروت لينا ابو فراج، وأهالي الخريجات. زلاقط بعد النشيد الوطني وكلمات عدد من منظمي البرنامج شرحوا فيها أهدافه ونتائجه، تحدثت زلاقط عن "أهمية بناء ثقافة خلاقة تحث الشباب للتعرف منذ صغرهم على التكنولوجيا وفهمها للوصول الى المهارات التي سيتبعونها من أجل تطورهم، وقالت: "إلى جانب المعرفة التقنية، هناك أهمية لقدرة الفرد على معالجة المشاكل اليومية وايجاد الحلول الناجعة لها". واشارت الى "قول الرئيس سعد الحريري خلال اطلاق برنامج الابداع الصيفي بأن التكنولوجيا تستطيع قيادة الاقتصاد"، لافتة إلى ن "هدف البرنامج هذا العام زيادة الاهتمام العام بالابداع والعلم والتكنولوجيا والأبحاث". ابو فراج بدورها، شددت أبو فراج على أن "البرنامج يسعى إلى إيصال الفتيات لكامل طاقاتهن التعليمية واستخدامها، وهو أمر يمارسه تلامذة الجامعة الاميركية في بيروت داخل مجتمعاتهم"، لافتة إلى أن "المركز الذي تمثله يعمل على مشاريع عدة لتحفيز الشباب بالخبرات والمهارات التقنية والرقمية".  عزالدين وألقت الوزيرة عز الدين كلمة قالت فيها: "اسمحوا لي بداية أن أعبر عن شكري لكم لمنحي هذه الفرصة لأكون بينكم في هذه المناسبة الغنية بالدلالات والابعاد. لقاؤنا اليوم هو لقاء فيه كثير من روح الشباب وحيويتهم ومبادرتهم، هذه الروح التي تحدث الفرق الكبير والمؤثر في المجتمع. لقاؤنا اليوم، أحد عناوينه هو العمل التطوعي، وهذا النوع من العمل هو عبارة عن تعاضد إنساني ومفهوم اخلاقي ومجتمعي وقيمة من قيم المواطنة. كما انه اليوم عنصر مرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية، وهو يسمى في ادبياتها ب"رأس المال الاجتماعي" الذي يعتبر ثروة عامة ووسيلة يستطيع المواطنون من خلالها، كأفراد وجماعات تحقيق ذواتهم ومصالحهم ومصالح المجتمع. وعند هذه النقطة تحديدا أي العلاقة بين العمل التطوعي والتنمية، أود أن أتوقف. تؤكد الامم المتحدة في تقاريرها ان نجاح أهداف التنمية المستدامة، والتي اقرت في أيلول 2015 مرهون بالأخذ في الاعتبار آراء الجميع، لا سيما المتطوعين الذين يعتبرون صوت المستبعدين من اتخاذ القرارات بشأن التنمية، بما في ذلك النساء والفئات الأخرى التي قد تكون مهمشة".  أضافت: "إن العمل التطوعي يتيح الفرصة لجميع أفراد المجتمع بالمساهمة في عمليات البناء الاجتماعي والاقتصادي اللازمة، ويساعد على تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المشاركين، ويشعرهم بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة في المجال الذي يتميزون فيه، وهو يساهم ايضا في خفض تكاليف الإنتاج، وهذه كلها شروط ضرورية على طريق التنمية المستدامة". وتابعت: "كما أن أحد أبرز وأهم وجوه العمل التطوعي في العالم اليوم هو ذلك الذي يصب في مسار الحوكمة الرشيدة وتحسين الطريقة التي يدار فيها الحكم. لقد عرف العالم تجارب كثيرة أثبتت ان المتطوعين يمكنهم ان يخلقوا بيئة لمساءلة اصحاب القرار والقادة، ففي البرازيل مثلا أقام المتطوعون مراصد اجتماعية تشرف عن كثب على عقود البلديات لمنع الفساد. وبالفعل، فقد ساعد ذلك في توفير ملايين الدولارات من الأموال العامة. والضغط من اجل الحوكمة الرشيدة هو ايضا من اهم شروط تحقيق التنمية، وهي شروط ما زلنا للاسف في العالم العربي وفي لبنان نفتقر اليها". وأردفت: "لا شك في أن العمل التطوعي في لبنان يحتاج الى التنظيم، ويتطلب خلق بيئة مؤاتية للمتطوعين، ما يؤدي الى جني ثمار دمجهم في عملية صنع القرار. والبنية التحتية لهذه البيئة المؤاتية تتمثل بالعمل على المستوى التشريعي واصدار القوانين الضرورية للتشجيع على العمل التطوعي، اضافة الى ايجاد الوسائل والآليات التي تساهم في نقل القيم التقليدية للتطوع ووضعها في سياقات تساهم في التنمية. وأهم هذه الوسائل هو دمج مفاهيم العمل التطوعي في المناهج التربوية". وقالت الوزيرة عز الدين: "لقد أثبتت التجارب أن الدول التي اعتمدت هذا المسار حققت نتائج كبيرة ومهمة. ففي الولايات المتحدة الاميركية، يوازي معدل ساعات التطوع عمل تسعة ملايين موظف ويبلغ عدد المنخرطين في اعمال تطوعية نحو 93 مليون متطوع. في بريطانيا، أكثر من عشرين مليون شخص من البالغين يمارسون نشاطا تطوعيا منظما كل عام، وجاء في تقرير لجمعية فرنسا للشؤون الاجتماعية أن أكثر من 10 ملايين فرنسي يتطوعون آخر الأسبوع للمشاركة في تقديم خدمات اجتماعية في مجالات مختلفة. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 45% من الألمان ممن تجاوزوا ال15 ينخرطون في أعمال تطوعية". أضافت: "طبعا، إن النشاط الذي نجتمع لأجله اليوم هو من المؤشرات الايجابية في مجتمعنا لانه اولا يخرج من الجامعة، المؤسسة الثقافية الاجتماعية المعنية باحداث التغيير في المجتمع. ولانه ثانيا جهد تطوعي تقوم به فتيات، وكل الدراسات تؤكد فعالية دور المرأة في العطاء التطوعي، وثالثا لان هذا النشاط يهدف الى دمج النساء في مجال التكنولوجيا والعلوم الذي يعتبر عصب العملية التنموية. وهنا، يسعدني ان اشير الى تطور مهم حققته النساء في العالم العربي في هذا المجال. وتؤكد التقارير الصادرة عن معظم البلدان العربية أنها تفوقت على دول متقدمة كثيرة في نسبة دراسة النساء للعلوم والهندسة والطب. ووفق الارقام التي قدمتها اليونسكو، فإن نسبة 38% من العاملين في البحث العلمي في الوطن العربي هم من النساء. وفي عام 2016، صدر عن اليونسكو بيان رسمي عن نسبة النساء في مجال العلوم. وتم تأكيد ارتفاع نسبة انخراط العربيات في الحقل العلمي، وخصوصا في الهندسة، وشهد بعض الدول العربية نسبا عالية بلغت 31% لكل منها".  وتابعت: "إن نشاط اليوم هو جهد مشكور من أجل تعزيز العمل التطوعي من جهة، ومساهمة حقيقية من اجل تغيير الصورة النمطية عن توجه المرأة نحو اختصاصات بعينها، واعتبارها عاجزة عن لعب أدوار مهمة على المستوى العلمي من جهة اخرى. إن نشاطكن الذي نلتقي في رحابه يمكن اختصاره بالعبارة التالية: لا غنى للعالم عن العمل التطوعي وعن العلوم، ولا غنى للعلوم وللتطوع عن النساء". وختمت عز الدين: "اسمحوا لي ان اشكركم على مبادرتكن واصراركن ومتابعتكن لمشروعكن، على امل ان تنتقل عدوى العمل الجدي والمثابرة الى المسؤولين اللبنانيين، فينجزون تأليف الحكومة ليرتاحوا ويريحوا وليعود الانتظام الى عمل المؤسسات من اجل المباشرة في ايجاد الحلول الممكنة للازمات المعيشية التي لم يعد اللبنانيون يتحملون تبعاتها ونتائجها".