فلسطينيات >داخل فلسطين
مقاربة أميركية جديدة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. هل بات السلام قريباً؟
مقاربة أميركية جديدة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. هل بات السلام قريباً؟ ‎الجمعة 31 08 2018 11:11
مقاربة أميركية جديدة للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. هل بات السلام قريباً؟


أعلنت الولايات المتّحدة الأميركية دعمها لجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية للمساعدة على التوصّل إلى اتّفاق تهدئة في قطاع غزّة، وهو ما من شأنه أن يمهّد الظروف لعودة السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس إلى تحمّل المسؤولية الكاملة في القطاع. الموقف الأميركي كشف عنه جايسون غرينبلات وهو أحد مسؤولِي المفاوضات في البيت الأبيض، حيث أشار في بيان إلى أنّ "السلطة لا تستطيع الانتقاد فقط بل يجب أن تكون في صلب الحلّ وإلا، يملأ آخرون الفراغ". وبحسب تقرير نشرته "العربية" للصحافي بيير غانم، فإنّ كلام غرينبلات حمل في طيّاته أكثر من مؤشر على أنّ الحكومة الأميركية تواجه حقيقة أن "لا بديل عن محمود عباس والسلطة الفلسطينية"، وهما ضروريان لإطلاق أيّ حلّ فيما تستعد إدارة ترامب لإطلاق "تسوية". ويشير التقرير، استناداً إلى معلومات متوفّرة، إلى أنّ جاريد كوشنير صهر الرئيس الأميركي والمسؤول الأول عن الملف وزميله غرينبلات دخلا عملية المفاوضات بأملٍ كبير منذ العام الماضي، لكنّهما واجها مصاعب لم يتوقعاها، فقد راهنا أساساً على أنّ العلاقات الطيّبة بين الإدارة الحالية والعالم العربي ستساعد الفريق الأميركي للحصول على غطاء سياسي إقليمي. وكانا يأملان أن تمارس الدول العربية ضغوطات مباشرة على القيادة الفلسطينية لتقدّم "تنازلات". إلا أنّ كوشنر وغرينبلات، وبحسب المعلومات نفسها، اكتشفا باكراً أنّ رهانهما لم يكن في محلّه، خصوصاً أن الدول العربية المعنية تمسّكت بمواقفها المبدئية، وأوضحت للفريق الأميركي أن المطلوب أولاً هو حلّ الدولتين وأن يوافق الفلسطينيون على أيّ تعديلات، لكن "الخطوط الحمر" كانت واضحة. ويكشف التقرير أنّ القيادة الفلسطينية أبدت خلال الأشهر الأولى ليونة كبيرة مع الفريق الأميركي وأبدت رغبة كبيرة للتعاون مع الإدارة الأميركية في شؤون دولية مثل مكافحة الإرهاب لكنّها لم تقدّم "التنازلات" التي أرادها الفريق الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما أنّ إسرائيل سعت خلال الأشهر الماضية، إلى حلّ مرحلي مع حركة "حماس" وأساس الحلّ الموقّت يكمن في إيجاد حلول اقتصادية للأوضاع في غزة وتخطّي السلطة الفلسطينية المقيمة في الضفة الغربية. وهنا يشير التقرير إلى أنّ الأميركيين بدوا لبعض الوقت وكأنّهم يوافقون على هذه المقاربة، وأنّه من الممكن الاستعانة بقطر للتحدّث إلى حركة "حماس"، وممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على السلطة الفلسطينية فيشعر محمود عبّاس أن القطار قد فاته، وأن حلّه الوحيد هو العودة إلى طاولة المفاوضات. إلا أن هذا الحلّ أو ما يشبهه لم يجد طريقه إلى الضوء أيضاً، بحسب كاتب التقرير الذي أشار إلى أنّ الأميركيين وصلوا إلى قناعة أنّه من المستحيل الوصول إلى أيّ حلّ بوجود "حماس"، فالحركة على لائحة الإرهاب الأميركية، حيث وجّهت واشنطن تحذيراً ل‍إسرائيل خلال زيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون منذ أسبوعين من أنّ هذا الاتفاق "المرحلي" سيكون معقوداً مع تنظيم إرهابي ومن الأفضل ل‍إسرائيل أن تنتظر إعلان إدارة ترامب مشروع صفقة، كما تأكّد أنّ فريق ترامب ما زال مصراً على إعلان الصفقة خلال الشهرين المقبلين. وما زالت الهوّة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على القضايا الأساسية كما كانت من قبل، لكنّ بعض الخلاصات الجديدة بدأت توجّه الفريق إلى مقاربة أكثر واقعية. ويلفت التقرير إلى أنّ هذه المقاربة الجديدة تتضمّن 4 عناصر هي: - العنصر الأول في هذه المقاربة هو أن لا بديل عن محمود عبّاس كرئيس لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والسلطة الفلسطينية، وبالتالي هناك ضرورة للتعامل معه. - العنصر الثاني هو بدء الأميركيين الحديث إلى الشارع الفلسطيني عن ضرورة التوصّل إلى سلام مع التأكيد على أنّ قرار الاعتراف بالقدس عاصمة ل‍إسرائيل ليس إلا خطوة يستطيع الفلسطينيون التوصل إلى شيء يقابلها من خلال التفاوض مع الإسرائيليين. - العنصر الثالث هو متابعة الضغط على الرئيس الفلسطيني خصوصاً علانية، مع الحرص على إبقاء الخطوط الخلفية مفتوحة خصوصاً الأمنية والتعاون الأمني مع السلطة وأجهزتها. - العنصر الرابع هو أن لا سلام ولا تطبيع بين العالم العربي والإسلامي وإسرائيل من دون سلام يوافق عليه الفلسطينيون ويوقّعون عليه. ويخلص التقرير إلى أنّ الفريق الأميركي يعتبر أنّه لا يمكن الإبقاء على الأوضاع كما هي عليه، ويجب أن يحصل أمر ما يساعد الطرفين، أيّ السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية على الجلوس إلى الطاولة، في وقتٍ يأمل فيه كوشنير وغرينبلات ومعهما ترامب في أن يحصل هذا التغيير لإطلاق عملية السلام والتوصل إلى تسوية، ويرى أنّ الإعلان عن مشروع أميركي قريباً فيما الفريقان على طرفي نقيض، فسيكون وسيلة أخرى لحشر الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، ومحاولة لتحريك عملية السلام "بالقوة" على أمل أن يجلسا إلى الطاولة للتفاوض.

المصدر : وكالات