لبنانيات >أخبار لبنانية
المنتخب اللبناني الحكومي... متى الفوز؟!
المنتخب اللبناني الحكومي... متى الفوز؟! ‎الأحد 16 09 2018 16:43
المنتخب اللبناني الحكومي... متى الفوز؟!

جنوبيات

قبل ثلاثة أيام شهد ملعب نهاد نوفل الرياضي حدثًا أعتبره كثيرون بأنه مهّم على صعيد تدرج المنتخب اللبناني بكرة السلة، بخطوات ثابتة، نحو بطولة العالم في "الباسكت بول"، بعدما تغلّب على العملاق الصيني، فكان المشهد أكثر من رائع، خصوصًا عندما أُطلق هاشتاغ " مين قال ما فينا عَ الصين؟". 
الجو الحماسي في الملعب من قبل الجمهور اللبناني، الذي نزل بكثرة لتشجيع "رجال الأرز"، كان منقطع النظير، حيث كان الجميع صوتًا واحدًا ونبضًا واحدًا، لا تفرّق بينهم الإنتماءات السياسية أو الطائفية أو المناطقية، بل كانوا واحدًا داعمين المنتخب الوطني، الذي لم يخذل جمهوره فأستطاع أن يفوز على العملاق الصيني في الدقائق الأخيرة، التي كانت كفيلة بتأهيل لبنان إلى مراحل متقدمة.
ولكن في مقابل هذا المشهد الرياضي الرائع هناك مشهد آخر يتمثّل بالمنتخب اللبناني الحكومي، الذي لا ينفك على خذل جمهوره، الذي بدا عليه اليأس والقنوط بفعل الإداء السيىء، الذي تتميز به الطبقة السياسية، التي اعتقد هذا الجمهور، الذي لم تعد لديه الحماسة الكافية للتصفيق "على العميانة"، أنه بمجرد حصول الإنتخابات النيابية التي تأجلت لثلاث مرّات، سيأتيه المن والسلوى، ولكنه ومنذ أن تحوّلت حكومة "إستعادة الثقة" إلى حكومة تصريف أعمال، فإلى حكومة عاطلة عن العمل مثلها مثل كثيرين من اللبنانيين، تكون هذه الحكومة قد ساوت اللبنانيين بنفسها.
فما بين الملاعب الرياضية، حيث تجّلت الروح الوطنية بأبهى صورها، وبين المشهد الحكومي المتعثر بون شاسع، حيث تسود أجواء المراوحة القاتلة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان، وما يمكن أن يتركه التأخير في تشكيل الحكومة الموعودة، والتي تعود أسبابها الظاهرة إلى تبادل الشروط بين مكوناتها المفترضة، من آثار سلبية، إذ أن كل يوم تأخير يكلّف لبنان واللبنانيين مضاعفات قد تصبح معها المعالجات عقيمة.
فكما سجل المنتخب اللبناني الرياضي إنتصارًا باهرًا بفضل تكاتف أفراده المدعومين من جمهور لم يشعر للحظة أنه منتمٍ إلى هذا الفريق أو ذاك، بل كان صوتًا واحدًا، وآمن بالنصر، كذلك بات مطلوبًا من جميع الأفرقاء اللبنانيين أن يتنازلوا وأن يتواضعوا، وهذا ما قاله بالأمس الرئيس نبيه بري، الذي يرى أن فرص الإنقاذ باتت ضئيلة، وإلاّ فالبلاد ذاهبة إلى مزيد من الإستنزاف والتدهور، إقتصاديًا وماليًا، بعدما أصبح خطر الإنهيار اقرب إلى الواقع من أي يوم مضى، إذ أن الذين دخلوا على خط المعالجات من الدول التي تريد الخير ل‍لبنان يكادون لا يصدّقون ماذا يفعل اللبنانيون ببلدهم، خصوصًا أنهم يدركون حجم المخاطر التي ينتظرها لبنان، والتي قد تقوضّ مؤسساته الواقفة على شفير الهاوية.
وعلى رغم هذه الأجواء الملبدة بالغيوم الداكنة لا يزال البعض، وهم المصنفون في خانة المتفائلين، يراهنون على أن الحكومة ستبصر النور عاجلًا أم آجلًا، وهذا ما ما عكسه موقف الرئيس المكلف بالأمس، الذي لا يزال يأمل بأن تبصر حكومته النور قبل نهاية أيلول الجاري، وقبل سفر رئيس الجمهورية إلى نيويورك.