لبنانيات >أخبار لبنانية
بري يدافع عن حق "القوات".. باسيل بطّلنا حلفاء.. و"حزب الله" بالمنطقة المحايدة
بري يدافع عن حق "القوات".. باسيل بطّلنا حلفاء.. و"حزب الله" بالمنطقة المحايدة ‎الأحد 16 09 2018 20:10
بري يدافع عن حق "القوات".. باسيل بطّلنا حلفاء.. و"حزب الله" بالمنطقة المحايدة

جنوبيات

رصدت أوساط سياسية متابعة حركة اتصالات غير معلنة عن سياقات الإعلام لتسهيل عملية "المقايضة" حول الحصص من دون خرق جوهري. فالمشاورات الحكومية عودة على بدء.  العقد تزداد تعقيداً، ورئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ زواره أنه استنفد مساعيه بخصوص العقدة الوزارية المسيحية وأنه لن يتدخل لدى النائب وليد جنبلاط قبل حل عقدة "التيار الوطني الحر"- "القوات".
الإشارات المتزايدة في الأيام الاخيرة، أشارت إلى تشبث الرابية ومعراب بموقفهما من الحصص والحقائب. وبحسب المعلومات، يبدي رئيس المجلس تفهماً لمطالب حزب "القوات"، وقد حاول الاستفسار من الوزير جبران باسيل خلال لقائهما الأخير عن سبب رفضه إعطاء حزب "القوات" ما يريده، ولا سيما أن حصتها الوزارية في حكومة "استعادة الثقة" استقرت على 3 حقائب من بينها نيابة مجلس الوزراء، وكانت كتلته حينها تتألف من 8 نواب. فكان جواب رئيس التيار العوني "كنا بوقتها حلفاء"، في إشارة ضمنية من باسيل إلى أن "التيار" بات خارج تفاهم معراب.

وفي السياق نفسه، حاول الرئيس بري مع موفدي الدكتور سمير جعجع إلى عين التينة، حلحلة  الأمور. فناقش مع وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي في اجتماعهما الأخير الملف الحكومي، وسأله عن الغاية من إصرار "القوات" على وزارة الدفاع ونيابة مجلس الوزراء، خاصة وأن صلاحية قائد الجيش تجاه المؤسسة العسكرية تتفوق على دور وزير الدفاع، وأن نيابة مجلس الوزراء ليست بهذه الأهمية، فرئيس الحكومة بإمكانه أن يطلب من أي "صاحب معالي" أن يترأس اللجان الوزارية التي يتم تشكيلها لمتابعة الملفات العالقة.

وبناء على ما تقدم، يمكن القول إن حزب "القوات" بالتنسيق مع الرئيس بري والرئيس المكلف سعد الحريري تراجع عن مطلبه بوزارة سيادية أو نيابة رئاسة مجلس الوزراء، بوضعه في المقابل خيارات عدة أمام الرئيس الحريري تتمحور حول الحصول على 4 حقائب خدمية، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر مع رفض رئيس الجمهورية  العماد ميشال عون الاستنسابية في توزيع الحقائب وانزعاجه من استثناء الحريري حزب "القوات" من وزارة الدولة.

والسؤال لماذا الاهتمام كله من "الاستاذ" بمطالب "الحكيم"؟

 من الخطأ القول إن بري يحاول بتقاربه مع "القوات" استفزاز "التيار الوطني الحر".  فصفته  المجلسية تستدعي منه التواصل والتشاور مع كل الفرقاء من دون استثناء، تقول مصادر مطلعة لـ"لبنان24"، بمعزل عن ارتياحه لعمل عدد من نواب "القوات"، متحدثة عن قناة شديدة الحيوية من الباب الخلفي بين رئيس المجلس والنائب السابق أنطوان زهرا، بالتوازي مع تواصل الرئيس بري المستمر مع النائب جورج عدوان، وقد تظهر هذا الأمر خلال نقاشات لجنة إقرار قانون الانتخاب على وجه التحديد، وإعلان "النبيه" مرارا ارتياحه إلى العمل مع "العدوان" والى تولي الأخير رئاسة لجنة الإدارة والعدل.

وبحسب المصادر، لا تأتي مشاركة نواب "القوات" في لقاء الأربعاء عن عبث. فـ"الحكيم" يريد تحقيق المزيد من التقارب من حركة "أمل" في الوقت الراهن على قاعدة التشاورالمستمر، لربما تكون هذه اللقاءات على خط معراب – عين التينة مقدمة للتواصل مع "حزب الله" على نطاق أوسع من العمل الوزاري والنيابي، ولاسيما أن مسؤولي "القوات" لطالما فصلوا بين أداء الحزب في الداخل وبين قتاله الى جانب الجيش السوري في محاربة الإرهاب وسلاحه.

إن توجيه "الحكيم" الأسبوع الماضي كلمة تجاه حارة حريك يحمل الكثير من علامات الاستفهام حول المعطيات  الإقليمية والدولية التي حكمت قوله إلى "الإخوان" في حزب الله" ماذا ينفع الإنسان لو ربح المعارك كلّها وخسر وطنه؟ فما سيبقى لنا في نهاية المطاف هو عائلاتنا وبيوتنا وقرانا وبلادنا لذلك من المهم جداً أن نضع كل جهدنا وتعبنا وعرقنا ودمنا في بلادنا ولأجل بلادنا فقط وليس أي بلاد ثانية أو أي قضيّة أخرى. عودوا إلى لبنان، عودوا إلى لبنان بكل المعاني وعلى جميع المستويات عودوا إلى لبنان ونحن جميعًا في انتظاركم". 

وبحسب المصادر، بات "الحكيم" يستخدم عند مخاطبته "حزب الله" مصطلحات تتسم بالمرونة والديبلوماسية بعيدة كل البعد عن الحدية والاستفزاز.

أما على مقلب "حزب الله"، فحارة حريك لم تتبن يوما، بحسب المصادر المقربة من الثنائي الشيعي لـ"لبنان24" السياسة الباسيلية تجاه تمثيل "القوات"، فهي اعترفت بحجمها التمثيلي الذي أفرزته الانتخابات مع احتفاظها لنفسها في الوقت عينه بالدور المحايد، علماً أن المصادر نفسها ترى أن من السابق لأوانه الحديث عن أي تفاهم على خط الضاحية – معراب، فالخلافات بين الطرفين لا تزال على أشدها استراتيجيا، فكلا الطرفين ينتمي إلى محور مناقض تماماً للآخر.

 

وسط هذا المشهد، يمكن القول بحسب المصادر، إن بري الحريص على التعاون والانفتاح على المكونات السياسية كافة، ليس بعيدا عن الحريري وجنبلاط وجعجع تكتيكيا، وإن كان إلى جانب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" استراتيجياً.