لبنانيات >أخبار لبنانية
وليد جنبلاط وزياد أسود يلتقيان على... فراس الشوفي!
وليد جنبلاط وزياد أسود يلتقيان على... فراس الشوفي! ‎الاثنين 17 09 2018 13:01
وليد جنبلاط وزياد أسود يلتقيان على... فراس الشوفي!

جنوبيات

لم يكن الصراع بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحرّ وليد ساعته، كما وأنه لم يكن نتيجة استبعاد موظفة من هنا، وأخرى من هناك، بل ان هذا الصراع عمره طويلاً، من أيام التسونامي العوني وصولاً الى السدّة الرئاسية، كي لا نذهب بالتواريخ أكثر من ذلك.

فالتناغم ما بين الرجلين مقطوع الى حدّ كبير، على الرغم من بعض حالات "الصحبة" في أوقات متقطعة، وركوب جنبلاط موجة "التفاهم الرئاسي" الذي أوصل ميشال عون الى القصر الجمهوري. الاّ أن التنازع على الحصص مع بداية تشكيل "حكومة العهد" أعاد الأمور الى الوراء، وبدأ يمهد الى قطيعة مع الؤئاسة الأولى، بدءاً بوصفه بـ"العهد الفاشل" وصولاً الى الحديث عن الاتجاه الى صفوف المعارضة، اذا لم يتم تنفيذ المطالب.
وعلى الرغم من احتدام الموقف في السياسة، الاّ أن الطرفين لا زالا مجمعين على أهمية مصالحة الجبل، وضرورة العمل على المحافظة عليها مهما كان الثمن. الاّ أن هذا الأمر لا يكفي، اذ ان المعلومات تتحدث عن واقع مقلق على الأرض وتوتر بين سكان القرى الشوفية المختلطة، فمعركة الحصص والمغانم في الحكومة قد يدفع ثمنها أهل الجبل الذين لم يسدّدوا بعد "فواتير" حرب الجبل، بحسب ما ذكر فراس الشوفي في صحيفة "الأخبار"، الذي اعتبر ان هذا "الصراع الذي بات يهدد "العيش المشترك" في منطقة الجبل، هو لعبة خطيرة، سيدفع ثمنها أهالي الشوف وحدهم، دروزاً ومسيحيين"، كما أنها "لعبة غير محسوبة يلعبها الطرفان تحت تأثير الحصص الحكومية، ونتيجة لصراع أكبر بين عون وجنبلاط والقوات، كواجهة للحريري في الحكومة المقبلة".

ناقوس الخطر الذي دقّه الشوفي استدعى رداً من الطرفين، من دون أن يوفرا بعضهما البعض، ففي حين اعتبر جنبلاط ان "مواضيع الكهرباء وتلوث المياه والنفايات وعجز الخزينة والبطالة وغيرها من شؤون المواطن اهم مما يفعله صهر من هنا او منظر او موتور من هناك"، شدّد على ان الدخول في سجالات عقيمة لن يقدم ولن يؤخر، وقال: "كنت دائما مع مبدأ الحوار وهو افضل السبل، وختم قائلاً: "دع الامور تجري في اعنتها ولا تنامنّ الا خاليا البال. وكفى مقالات تحريض من أقلام رخيصة".

أسود، وعلى الرغم من الخلاف مع جنبلاط لاقاه في وسط الطريق، فيما يتعلّق بـ"الأقلام الرخيصة" حيث قال عبر تويتر: "لبعض الاعلام المكتوب الذي يروج لحرب في الجبل بسبب بعض المواقف انما يثبت ان التهديد اليومي للمسيحيين لم يتوقف وان محاولة كسر ارادتهم ودورهم وعودتهم السياسية مستمرة بالتهجم على رئيسهم وشراكتهم وحضورهم في المؤسسات، فالمسيحي ليس حامل ممسحة لاحد في لبنان سواء في الجبل او اي مكان اخر، مشدداً على أنه "من تزعجه مواقفي السياسية الواضحة ولا يفهمها لا يدرك ان عقم النظام والاساءة الى المسيحيين وتخويفهم واقصائهم وتهجيرهم والحاقهم في صالونات الزعامات الطائفية وجعلهم خداما لسياسة انهاء دور المسيحيين في لبنان هو احد اهم اسباب المواجهة لسفاقة ووقاحة واستفزاز من يتطاول علينا".

لعلّ ما نعيشه اليوم هو أكثر الفترات انحطاطاً في تاريخ الخطاب السياسي، لا سيّما وأننا نمرّ بفترة دقيقة ان في البلاد أو المنطقة، فكلنا نقف عند حافة البركان وليس أمامنا سوى "فشخة" صغيرة لنقع في الآتون الملتهب، فـ"الفتنة لا تزال نائمة... لعن الله من يوقذها".