عام >عام
رندة بري في افتتاح يوم المونة اللبنانية: لتحديث القوانين وإزالة أشكال التمييز ضد المرأة وإعطائها حقها في المشاركة والانتاج
رندة بري في افتتاح يوم المونة اللبنانية: لتحديث القوانين وإزالة أشكال التمييز ضد المرأة وإعطائها حقها في المشاركة والانتاج ‎الأربعاء 3 10 2018 21:49
رندة بري في افتتاح يوم المونة اللبنانية: لتحديث القوانين وإزالة أشكال التمييز ضد المرأة وإعطائها حقها في المشاركة والانتاج

جنوبيات

أطلقت تعاونية "أطايب الريف" بالتنسيق مع وزارة الزراعة، في مركز التعاونية في الجميزة بيروت، "يوم المونة اللبنانية الاصيلة ثقافة غذاء"، برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب رنده عاصي بري، وحضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال غازي زعيتر، ممثل "الفاو" في لبنان موريس سعادة، ممثلة تيار "المرده" فيرا يمين، المديرة العامة للتعاونيات المهندسة غلوريا ابو زيد، رئيس بلدية عيناتا الارز المهندس ميشال رحمة، رئيسة مجلس إدارة تعاونية "أطايب الريف" مي طرابلسي وأعضاء مجلس الإدارة، ممثلين عن جمعية الشابات المسيحيات والجمعيات الاهلية والتعاونيات الزراعية والانتاجية من كافة المناطق الريفية.

بري 
وقالت بري: "يسعدني أن أكون اليوم مع باقة مشرقة من اللبنانيات مدعومات من رجال صدقوا على ما عاهدوا عليه المجتمع اللبناني، عنيت السيد غسان صياح الذي بدأنا العمل معه منذ أكثر من نصف قرن، وجميع القيمين من منظمة الفاو وجمعية أطايب الريف".

أضافت: "يسعدني ان أقف على منبر كنت أحلم منذ زمن بعيد أن اقف عليه، وأن أعلن منه ان المرأة حاضرة بقوة، كانت وستبقى المرأة اللبنانية التي اطلق عليها إسم "أم الزلزال" خلال الإجتياح الإسرائيلي والحرب في لبنان، فقد بقيت صامدة كالهرم لم تنحن ولم تسمح للزمن بأن يحنيها. وقفت لتمسك بالأسرة اللبنانية ليس فقط كإمكانيات وطنية انما كانت تصر على التعليم والثقافة للحفاظ على التقاليد التي تشكل ثروة المجتمع اللبناني وثقافته".

وتابعت: "اليوم كيف كافأنا هذه المرأة. من المعلوم أن المرأة كانت آنذاك تخرج بدل الزوج لتأمين الحاجيات من ماء ودواء، كي لا تعرضه للخطر، ولم تكن فقط مؤتمنة على الاولاد، فكيف كوفئت في لبنان؟ كوفئت بإدارة الظهر وعدم قراءة ما في عيونها وقلبها من حب، فهي وحدها يمكن أن تصنع سلاما مختلفا عما يحكي عنه العالم اليوم، لأننا منعناها من ان تشارك في صناعة السلام والامن، شقت طريقها الصعب الى كل هذه المجالات وأحبت من أهملها ومن قسا عليها وعلى مقدراتها، إلا في المؤسسات الأهلية والجمعيات، وهي الحمد لله كثيرة وعريقة في لبنان، فقد أمكست بيدها وبهذا المجذاف واتجهت نحو المرأة، ليس فقط في لبنان".

وأردفت: "في القرن العشرين أعلن برنامج للأمم المتحدة أن القرن 21 سيكون قرن دعم المرأة. إذا يجب ان نوجه الإمكانات والقروض والهبات الى المرأة بعدما كانت في موجهة سابقا الى الرجل مما أخل بتوازن المجتمع، لأنه كما يقول الرئيس بري دائما: المجتمع الذي لا يعزز المرأة ولا يقدم لها حقوقها يقف على رجل واحدة ويسمع بأذن واحدة ويرى بعين واحدة".

وقالت: "بقيت المجتمعات على هذه الحال حتى تنبه العالم، لكن هل تنبهنا نحن؟ ربما ما تقدمنا به كان بأوامر من الخارج، وبتوجيه من منظمات الامم المتحدة، وبما فيها حقوق المرأة في الخارج. أعطيت هذه الصورة لأقول ان ما ترونه اليوم وما أراه لم يكن من السهل إنجازه، لأن هذه الإنتاجية والصناعة في جميع دول العالم موجهة وممولة ومدعومة من الدول لمواطنيها ولتعاونياتها، على الاقل هناك مراحل من التسهيل الزراعي والمساعدة في البذور تأتي من الدولة. لكن أين هو لبنان؟ هناك نشاطات خارج لبنان للصناعات اللبنانية في الخارج، لا أستطيع ان اقول ان هذه الاجنحة لا تمثل شبعا ولا حاصبيا ولا سهل الخيام ولا سهل البقاع ولا العرقوب، انما أسأل اين هو لبنان؟ كيف نصدر؟".

أضافت: "سمعتم وسمعنا وشاهدنا ان اسرائيل حاولت ولا تزال سرقة الاطباق اللبنانية منا ومن المحيط العربي. هذا فن وتراث حضاري علينا الحفاظ عليه، ودعمه ودعم منتجيه لان الدعم في الاساس هو حماية المياه والارض والتربة والناس من التعديات على الواقع الزراعي. كل ذلك يؤشر الى اننا لسنا بألف خير، ووضع الاصبع على الجرح افضل بكثير من المآسي التي نعيشها، نحن نحاول اليوم والحمد لله اصبح لدينا بلديات واعية ملتزمة، في مناطق تحاول ان تساعد وتوجه في هذا المجال".

وتابعت: "نريد استراتيجية تمثل وتحقق جزءا من احلامنا في بلد يحترم كل المنتجين، وخاصة المزارعين، وعلينا ان نبحث عن وسائل للضغط من أجل وقف السياسة المهينة التي اتبعت خلال ما مر به لبنان. هناك مزارعون ومزارعات يزرعون ويحصدون ويضحون ويضحكون ويقولون الحمد لله. أي دولة تتمتع بمثل هذه القدرة من المواطنة وتهمل إمكانات المواطنين وقدراتهم ولا تحاول ان تساعدهم؟ المساعدة هنا الزامية. الحكومة التي لم تتشكل حتى اليوم لن يكون فيها نساء، وهذه الاستراتيجية برأيي لن تتغير حتى تضم 50% من اي حكومة نساء، ليس انتقاصا من قدر الرجال بل خدمة لهم لانهم لا يستطيعون متابعة التفاصيل المملة والصغيرة عكس المرأة التي تملك القدرة على ذلك. المرأة لديها رؤية مختلفة ومتنوعة تشكل عامل تكامل مع رؤية الرجل ودراساته".

وأردفت: "هناك قضايا لا تهم الرجل ولا يعيرها الاهتمام وإلا كان مجتمعنا افضل. سمعنا ان هناك وزراء تسلموا وزارة وقللوا من شأنها، دلوني على وزارة ليست مهمة في لبنان؟ ما من وزارة ليست على قدر من الاهمية. التقليل من شأن الوزارة سببه عدم القدرة على قراءة كل ما في مضمونها، فإذا لم يكن الوزير قادرا على ان يغير ويحدث ويطور عمل الوزارة، فيكفي انه يعنى بالشأن العام، وأي مسؤولية اخطر من هذه المسؤولية؟ اذا، نحن بحاجة الى رؤية صادقة ومسؤولية نحاسب عليها، من لا ينتج يجب ان يحاسب الان".

وقالت: "أنا أتكلم لانني في حضرة اخطر مشروع في لبنان، يتألف من بندين اساسيين هما المرأة والامن الغذائي. لقد أصبح متعارفا عليه في كل دراسات العالم، أن الرجل إذا كان هو المزارع أم المرأة، هو المدير الذي يحرك الإنتاج والتوزيع والبيع، لكن في الزراعة فتشوا دائما عن المرأة، فهي إن لم تكن خلفه تكون أمامه او الى جانبه او احيانا هي وحيدة. عشرات الآلاف من النساء في لبنان خلال الحرب وبعدها توجهن الى الزراعة، والزراعة ليست فقط الثمرية والنباتية، بل مزارع الدواجن والمواشي، حرصا على توفير لقمة العيش بشرف وكرامة".

أضافت: "الزراعة هي اسهل الطرق لأي دولة تريد ان تبني نظاما وارضية سليمين، فالمواطن لا يحتاج الى التبرعات والإعاشات إذا تركتموه ينتج ليعلم ويدفع الاقساط تكاليف الطبابة. انا لا ادري لماذا ليس لدينا حتى اليوم ضمان للمزارعين، مع ان هذا الموضوع يدخل الى الخزينة الاموال، وهو دخل قومي اساسي واصيل. من ناحية ثانية، حين نتكلم عن الامن الغذائي، نتكلم عن حماية الاجيال من الامراض التي تصيبنا اليوم ويمكن ان تتحول الى امراض جينية. لماذا نشتري ونستهلك كل ما هو منتج غير لبناني؟ من الضروري أن نتحول الى مجتمع سليم بالمعنى الثقافي، وهذا يتطلب الإسراع في توجيه اللبنانيين الى اهمية الالتزام وتعليم الاطفال، وانا سعدت بكثير من المنتجات في هذا المعرض التي تصلح للأطفال تحديدا".

وتابعت: "هناك مواضيع شائكة عديدة، منها تحديث القوانين التي تزيل كل اشكال التمييز عن المرأة وإعطاء الجنسية لأولادها، سنبقى نتكلم ونناضل من اجل هذا الموضوع فهو ليس ذنبا ارتكبته المرأة بل هي ظروف الحياة، هي اختيارات وحرية شخصية لكن لا تنتزع منها حقوق هي من البديهات. من يربي ومن يحقق المواطنة اكثر من المرأة، اي الام في البيت، فكيف تمنع إمرأة لبنانية تربي اولادها على الإرث الثقافي والتقاليد والعادات اللبنانية والتواصل مع اصدقائها وجدودها وجذورها، من هذا التواصل؟".

وأردفت: "فترة قصيرة تفصلنا عن احياء اليوم العالمي للمرأة الريفية، هناك أريد أن أوجه تحية حب وتقدير وتهنئة لكل النساء العاملات في أريافنا، في الجنوب والبقاع والجبل وعكار وكل لبنان، فقد رسخن بالقول والعمل والإنتاج، الدور والموقع الحقيقيين والمحوريين للمرأة في صنع كل ما هو متصل بحياة الإنسان إجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا. ألف تحية لهن في يومهن العالمي والذي نأمل أن يكون يوما يحييه لبنان الرسمي. اليوم العالمي للمرأة الريفية مناسبة مهمة لأن المرأة هي الاساس في مجتمعاتنا، واحترامها واجب وطني عالي الشأن. والشكر أيضا موصول لتعاونية أطايب الريف رئيسة وأعضاء، فهذا العمل الإنساني الثقافي التراثي يسهم في إبقاء البوصلة الوطنية الإنمائية مصوبة بالاتجاه الصحيح".

وختمت: "أقول سلمت الايادي وأقبل جبين جميع الامهات والفتيات، واشكر ايضا كل الداعمين من الاخوة والازواج والابناء الذين يقدرون هذا العمل الشاق مع انه ليس مرحبا دائما به في مجتمعاتنا. اذا كان من عمل لدينا لمؤسسات ومنظمات محلية عربية او دولية، علينا التوجه لإحياء وإعادة إنتاج ثقافة الإحترام للمرأة الريفية، للزراعة والانتاج الغذائي، من اجل تحقيق الامن الغذائي".

وتخلل الحفل تذوق لمنتجات المونة واطباق لبنانية تقليدية.