عام >عام
"سوبر ماركت صديق للمكفوفين"... خطوة في طريق الألف ميل
"سوبر ماركت صديق للمكفوفين"... خطوة في طريق الألف ميل ‎الخميس 4 10 2018 10:56
"سوبر ماركت صديق للمكفوفين"... خطوة في طريق الألف ميل


"سوبر ماركت صديق للمكفوفين" في منطقة قريطم - بيروت، مبادرة لفتت النظر الى فئة من ذوي الحاجات الخاصة الذين يحتاجون الى مشاريع عدة تسهل حياتهم. للوهلة الاولى قد يظن الانسان ان السوبرماركت مجهزة بتكنولوجيا وتقنيات عالية، لكن في الحقيقة ان تعاون جمعية "ريد أوك" ومؤسسة" ماركت" اقتصر على تدريب 5 موظفين لمرافقة المكفوفين خلال رحلة تسوقهم داخل المتجر.

موافقة سريعة

قبل اربع سنوات فتحت "ماركت" ابوابها امام الزبائن، وقبل مدة قصيرة عرضت مسؤولة جمعية "ريد اوك" نادين ابو زكي على "ماركت" القيام بهذه المبادرة، ووفق ما شرحت رلى عبد الباقي المديرة التنفيذية والشريكة في "ماركت" لـ"النهار": "عندما طرحت علينا ان تكون "الماركت" مؤسسة صديقة للمكفوفين، وافقنا على الفور، على الرغم من اننا لم نكن نعلم كيفية تنفيذها، الا اننا اعتبرناها وسيلة للمساعدة، اذ منذ تاريخ افتتاح السوبرماركت حاولنا ان نكون ناشطين اجتماعيا، اي الا تكون مؤسستنا كباقي المؤسسات، فنحن نؤمن بمقولة (عندما تعطي ستأخذ)، عدا عن التأثير الايجابي لمثل خطوات كهذه في المحيط".
وسيلة وحيدة

بحثت "ماركت" عن وسيلة كي تجعل المؤسسة صديقة للمكفوفين، وقالت عبد الباقي: "وجدنا ان الطريقة الاسهل والاصعب في الوقت عينه الاتكال على العامل البشري، من خلال تدريب فريق من خمسة اشخاص على يد عامر مكارم (كفيف)، لمرافقة المكفوفين في جولاتهم منذ وصولهم إلى المتجر إلى حين مغادرتهم". وشرحت: "استطاع مكارم تعليم الموظفين كيفية نقل الصورة للشخص الذي ليس بامكانه رؤيتها، من خلال اللمس والمسك، اي ان التعامل سيكون بلغة الجسد".

انطلاق المبادرة

الأسبوع الماضي أطلق المشروع، ولفتت عبد الباقي إلى أنه "دعيت جمعية "ريد اوك" و "جمعية الشبيبة للمكفوفين" واربع مدارس مسؤولة عن مكفوفين، كما حضر الافتتاح ممثل عن وزارة الشؤون الاجتماعية الذي وعدنا العمل سوية في مشاريع مستقبلية، وممثل عن وزارة الاقتصاد وآخر عن وزارة التربية، اضافة الى بعض اهالي المكفوفين الذين رافقوا ابناءهم في جولتهم التسوقية".

بانتظار "المتسوقين"

بعد الافتتاح لم يحضر أي مكفوف للتسوق في المتجر حتى الساعة، واعتبرت عبد الباقي ان ذلك يعود الى ان "عددهم قليل وهم فئة خجولة، تحتاج تحفيزاً"، ومع هذا لديها امل انه "في الايام المقبلة سيتصلون ويأخذون موعداً كي يتحضر الموظف لانتظارهم واستقبالهم من امام الباب للقيام بمتعة التسوق". وعن امكان ادخال التكنولوجيا الى المتجر، اجابت: "من الصعب لكون لدينا ما يزيد على الستين الف منتج، الا اننا نفكر في تطوير موقعنا الالكتروني من خلال اضافة خاصية الصوت عليه".
خطوة ايجابية... ولكن

ترى عبد الباقي ان "المبادرات الشخصية خطوة ايجابية لا سيما مع عدم وجود رعاية كافية للاشخاص الذين يحتاجونها"، وختمت بالحديث عن الخطوة التالية التي تنظمها جمعية "ريد اوك" في التاسع والعشرين من الشهر الجاري في المتحف الوطني، بعنوان "الرجاء اللمس" وذلك كي يتعرف المكفوفون إلى المقتنيات الاثرية في متحف بلدهم".

هي خطوة في طريق الألف ميل، يحتاجها ذو الحاجات الخاصة، ولا بدّ منها.

المصدر : أسرار شبارو