عام >عام
الحكومة على نار العقوبات الأميركية
الحكومة على نار العقوبات الأميركية ‎الثلاثاء 9 10 2018 10:07
الحكومة على نار العقوبات الأميركية

جنوبيات

 

بعد عودة رئيس الجمهورية من زيارته ليرفان يوم الجمعة المقبل، حيث يشارك في القمة الفرانكوفونية، يكون وعدُ الرئيس المكلف بولادة الحكومة الجديدة خلال عشرة أيام قد طوى أسبوعه الأول، من دون أن تلوح في الأفق بوادر حلحلة في مكان ما تسمح بمجاراة الرئيس سعد الحريري في تفاؤله، وهو تفاؤل لم يعجب كثيرًا الوزير جبران باسيل، الذي دعا إلى الإبتعاد عن الأجواء، التي تزيد من إحباط اللبنانيين أكثر مما تدفعهم إلى التمسك بالأمل، الذي من دونه يصبح العيش ضيقًا جدًا، خصوصا إذا أردنا أن نغوص في تعداد المشاكل المتراكمة، التي تواجه اللبنانيين في حياتهم اليومية، وقد يكون بعض السياسيين هم من بين الأشخاص الذين يساهمون في تعميم الأجواء التشاؤمية، وذلك من خلال ما يتخذونه من مواقف متصلبة تزيد من تضاؤل فرص إخراج تشكيل الحكومة من عنق الزجاجة، على رغم جدّية البعض في تقديم تنازلات صورّها الوزير باسيل كاريكاتوريًا، في الوقت الذي لا تسمح دقة الأوضاع وخطورة الوضع الإقتصادي بالتعاطي مع الوقائع السياسية على طريقة "صبّ الزيت على النار"، أو "صب الملح على الجرح"، وقد جاء حادث الفرزل ليعمّق الشرخ بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، وهو بالتأكيد إنعكاس للخلاف السياسي على مستوى القمة على إنفعالات القاعدة، وهذا ما حدا بالدكتور سمير جعجع إلى أصدار بيان بإسمه الشخصي يدعو فيه المحازبين والمناصرين إلى وقف الحملات على مواقع التواصل الإجتماعي خوفًا من تأّثر الشارع بالخلافات السياسية، وبالأخص في الجامعات وبين الطلاب.

فتفاؤل الرئيس الحريري بقرب ولادة الحكومة العتيدة لم يأت من عدم، ولم يكن مجرد إطلاق مواقف إعلامية في أول إطلالة له مع الزميل مارسيل غانم في برنامجه الجديد، كما يحاول البعض تصوير الأمر، بل جاء نتيجة معطيات عدّة وتقارير وردته من أكثر جهة محلية وخارجية، وملخصّها أن البلاد لا تتحمّل أن يبقى الوضع الحكومي على جموده، وذلك نظرًا إلى إنعكاس ذلك على الوضع الإقتصادي المتدهور، والذي بات بحاجة إلى خطوات إنقاذية سريعة ومن دون تردّد أو مماطلة، وهذه الخطوات لا يمكن أن تتخذ من دون حكومة جامعة من المفترض أن يشارك جميع الأفرقاء السياسيين في عملية الإنقاذ بعيدًا عن الأجواء المتشنجة والخلافات السياسية، التي لا تزال تحول دون قيام حكومة وطنية بمفهومها الجامع.

 ويذهب البعض إلى حدود التحذير من الأيام الصعبة والمعقدّة التي ينتظرها لبنان، والتي تدخل فيها العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ في تشرين الثاني المقبل، وهذا الأمر قد يكون من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الحريري إلى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية، بإعتبار أن لبنان غير قادر على مواجهة إنعكاسات هذه العقوبات على وضعه الداخلي، إن لم يكن الجميع حاضرين في حكومة فاعلة ومنتجة، وإن لم يشمرّ الجميع عن سواعدهم في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان وقبل خراب البصرة.