عام >عام
"منظومة" الإحتلال الإسرائيلي عجزت أمام تواري منفّذ عملية "بركان" فاعتقلت عائلته
الرئيس عباس تبلّغ من ميركل: الاتحاد الأوروبي متمسّك بحل الدولتين
"منظومة" الإحتلال الإسرائيلي عجزت أمام تواري منفّذ عملية "بركان" فاعتقلت عائلته ‎الأربعاء 10 10 2018 07:41
"منظومة" الإحتلال الإسرائيلي عجزت أمام تواري منفّذ عملية "بركان" فاعتقلت عائلته
خلال حملة الإعتقالات في بلدة الشويكة بعد الفشل بالعثور على منفّذ العملية

هيثم زعيتر

دبَّ الذُعر في الكيان الإسرائيلي، بعد العملية البطولية، التي نفّذها الشاب الفلسطيني أشرف وليد سليمان نعالوة (24 عاماً)، في المنطقة الصناعية، بجوار مستوطني "بركان" و"آرييل" بالقرب من سلفيت - شمال نابلس بالضفة الغربية.
ومردُّ ذلك إلى: 
- تمكّن منفّذ العملية من النجاح بالانسحاب من موقعها، بعد قتله المستوطنين كيم ليفينغروند يهزكل (28 عاماً) وزيف هاغبي (35 عاماً)، وإصابة مستوطنة ثالثة.
- أنّ هذه العملية وما سبقها من عمليات، تؤكد استمرار هذا النموذج من البطولات، التي نجحت سابقاً بتحديد مكان وتوقيت وأسلوب تنفيذ العملية، والتي لا تحتاج إلى جهود معقّدة، بل السلاح الأبيض، أو أسلحة يمكن تصنيعها، كما جرى باستخدام أشرف لسلاح من نوع "كارلو" مصنّع يدوياً.
- أنّ المنفّذ غير مدرج سابقاً ضمن قوائم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بل يعمل في نطاق المستوطنات.
- أنْ تكون مثل هذه العملية الناجحة، حافزاً للكثير من الفلسطينيين لتنفيذ عمليات، ردّاً على الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية المتكرّرة، والتي تتصاعد وتيرتها وأساليبها.
- أنّ منفّذ العملية، الذي ما زال متوارياً، يمكن أنْ يباغت قوّات الإحتلال بجنودها ومستوطنيها، وتنفيذ عملية جديدة، خاصة أنّه ما زال يمتلك السلاح، الذي استخدمه وذخيرة كافية، وهو إبن تلك البيئة والمنطقة، ويمكنه التواري.
وتحاول قوّات الإحتلال الضغط على أشرف لتسليم نفسه، من خلال اعتقال والدته وفاء محمود نعالوة (54 عاماً)، وشقيقته هنادي (أم لـ3 أطفال) وسندس (طالبة جامعية)، بعدما كانت قد اعتقلت قبل يومين شقيقه الأكبر أمجد، وأمس الأوّل شقيقته فيروز، قبل أنْ تُفرِج عنها في اليوم ذاته.
وداهمت قوّات الإحتلال منزل العائلة، في حيّ القطاين بضاحية الشويكة - شمال طولكرم، مرّات عدّة، وقامت بحملة تفتيش واسعة، شملت منازل المواطنين والأراضي الزراعية والتلال المحيطة بالبلدة، بحثاً عنه من خلال قوّات كبيرة من جيش الإحتلال والشرطة و"وحدة المستعربين"، بعد الدفع بكتيبتين إسرائيليتين إلى الضفة الغربية ورفع حالة التأهب القصوى، مع استخدام الطائرات المروحية، وطائرات التصوير، والكلاب البوليسية، حيث ثبت عجز الإحتلال بالعثور على أي أثر لمنفّذ العملية، ولم يتمكّن الرادار الإسرائيلي من تحديد مكانه، وبعدما أصبح شبحاً لم يبقَ أمام الإحتلال، إلا رصد أي خطأ يرتكبه أو استخدام وسيلة تحدد مكانه. 
وتدرس الأجهزة الأمنية الإحتلالية، فضلاً عن ملاحقة أهل المنفّذ، والدائرة المقرّبة منه، وإغلاق منازل لعائلته، التضييق على العمّال الفلسطينيين الحاصلين على تصاريح عمل في المناطق المحتلة منذ العام 1948، والذين يفوق عددهم 100 ألف عامل فلسطيني، وذلك في إطار العقاب الجماعي، الذي ثبت عدم فعاليته في ردع تنفيذ العمليات الفردية.
وكان أشرف قد توجّه قبل تنفيذ العملية، إلى المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، حيث التقط صورة له داخله وكتب وصيته هناك.
هذا، في وقت، تلقّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، اتصالاً من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي أطلعته على نتائج لقائها برئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو، مؤكدة موقف بلادها والاتحاد الأوروبي الداعم لتحقيق السلام وفق حل دولي.
وأوضحت أنّ "الاتحاد الأوروبي قدّم دعماً كبيراً لوكالة "الأونروا"، من أجل أنْ تستمر بالدور المنوط بها من قِبل الأمم المتحدة، مبدية قلقها من الأوضاع في قطاع غزّة".
بدوره، شكر الرئيس عباس للمستشارة ميركل، ما تقدّمه ألمانيا من دعم اقتصادي لمؤسّسات دولة فلسطين ومساندة الأونروا".
وأطلع الرئيس عباس ميركل على صورة آخر المستجدات، سواء في ما يتعلّق بالعلاقة مع "إسرائيل" أو الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً التزامه بـ"العمل السياسي، وعدم رفض المفاوضات، إلا أنّه يجب أنْ تكون مبنية على حل الدولتين على حدود العام 1967، وقرارات الشرعية الدولية، ومن خلال آلية دولية متعدّدة الأطراف مثل (ITO)".
وشدّد الرئيس "أبو مازن" على "إلتزام القيادة الفلسطينية بتحقيق المصالحة الوطنية التي ترعاها جمهورية مصر العربية مشكورة، لتنفيذ اتفاق القاهرة، الذي وُقِّعَ في 12 تشرين الأوّل / أكتوبر 2017، لإنهاء الانقسام"، مؤكداً "الرفض الكامل لأي مشاريع تعمل على استمرار الانفصال".
وتمَّ التوافق بين الرئيس الفلسطيني والمستشارة الألمانية على استمرار الاتصالات والتنسيق المشترك بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
في غضون ذلك، ما زالت تتّسع دائرة الشجب والإدانة لـ"قانون القومية" اليهودي العنصري، الذي أقرّه "الكنيست" الإسرائيلي.
فقد تعرّض عضو "الكنيست" من حزب "الليكود" آفي ديختر، الذي يتولّى رئاسة لجنة الخارجية والأمن التابعة لـ"الكنيست"، والذي كان عرّاب سن "قانون القومية" العنصري، إلى إهانة قاسية خلال زيارته على رأس وفد برلماني صهيوني، البرلمان الأوروبي في بروكسل.
وقام إثنان من أعضاء البرلمان الأوروبي بالصراخ في وجهه، واتهامه بأنّه مجرم حرب بعد إلقاء خطابه، مؤكدين أنّه حين كان يتولّى جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك)، كان مسؤولاً عن سياسة الاغتيالات والتصفيات الجسدية، التي اغتيل خلالها فلسطينيون كُثُر، دون محاكمات عادلة في الضفة الغربية وقطاع غزّة منذ العام 2001.
إلى ذلك، وتعزيزاً لصمود المقدسيين في القدس، وجعل شوارع البلدة القديمة نظيفة، قام مكتب ممثّل الاتحاد الأوروبي بدعم أكثر من 300 طالب فلسطيني، في تنظيف شوارع القدس الشرقية، ضمن مبادرة "قدس الخضراء"، بهدف نشر الوعي البيئي وتعزيز العمل الاجتماعي بين الطلاب.
وشاركت في المبادرة 10 مدارس، حيث انطلق مئات الطلبة الفلسطينيين في تنظيف شوارع البلدة القديمة والعديد من الأحياء والمناطق فيها، بعدما جرى تدريب الطلاب على جمع النفايات ووسائل فرزها، قبل القيام بتصنيفها ووضعها في أكياس صديقة للبيئة.
وسيتم استخدام النفايات القابلة للتدوير في أعمال فنية خضراء، سيجري عرضها نهاية الشهر الجاري في معرض عام.
ويستمر الاتحاد الأوروبي في دعم مشاريع القدس الشرقية، تعزيزاً لصمود الفلسطينيين، وتمويل مثل هذا النشاط، ضمن برنامج يُستثمر في قطاعات عدّة، يصل إلى أكثر من 10 ملايين يورو، ويشمل مجالات التربية والصحة والدمج الاجتماعي وتنمية القطاع الخاص، التعزيز المجتمعي وحقوق الإنسان بالشراكة مع مؤسّسات فلسطينية.
إلى ذلك، أقدمت قوّات الإحتلال ظهر أمس، على هدم 3 مساكن في قرية حلاوة بمسافر يطا - جنوب الخليل بالضفة الغربية، تعود إلى عائلات كل من: جبريل أحمد إسماعيل، ياسر خليل يونس ومحمّد علي محمّد أبو عرم، ويُقيم فيها 21 شخصاً بينهم 13 طفلاً.
ويهدف الإحتلال من هذا الهدم، إلى ترحيل الأهالي من أراضيهم الزراعية، وعملهم في رعي الأغنام، متذرّعاً بعدم وجود ترخيص لهذه الأكواخ.

المصدر : اللواء