لبنانيات >أخبار لبنانية
التفاؤل الحكومي يُفرمل... "القوات" تهدّد والحريري يدعمها
التفاؤل الحكومي يُفرمل... "القوات" تهدّد والحريري يدعمها ‎السبت 20 10 2018 11:11
التفاؤل الحكومي يُفرمل... "القوات" تهدّد والحريري يدعمها

جنوبيات

من دون أن تعود الحكومة الى المربع الأول، تمكّن الرئيس سعد الحريري من فرملة التفاؤل، عقب بروز الكثير من العقد الجديدة، ولعلّ أبرزها على الاطلاق عقدة وزارة العدل، وتمسّك رئيس الجمهورية بها، وعقدة تمثيل سنة قوى 8 آذار. حتى أن صحيفة "الأخبار" نقلت عن مصادر مقرّبة من الرئيس المكلّف أن "السبل أمامه الآن مسدودة، وهناك حالة من الضّياع في التعامل مع الموقف".

انقلاب على الولادة الحكومية 

وأجمعت المعلومات الصحافية، على ان ما شهده بيت الوسط أمس هو نوع من الانقلاب على العد العكسي للولادة الحكومية التي كانت متوقعة اليوم أو غداً، فاذا بموجات الفرملة وتبريد التفاؤل وتبديد عامل العجلة تتعاقب بوتيرة سريعة ومفاجئة. وبحسب صحيفة "النهار" يمكن اختصار التعقيدات الطارئة والمفاجئة بثلاث: العقدة الاولى تمثلت في ما نقله وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل الى الرئيس الحريري من ان الرئيس عون يرفض اعطاء "القوات اللبنانية" حقيبة العدل وان هذه الحقيبة اساسية ضمن الحصة الوزارية للرئيس عون.

وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت غالبية المصادر المعنية بمفاوضات التأليف تؤكد لـ"الأخبار" أن عملية التأليف دخلت في سبات عميق، ما لم يطرأ تبدّل على موقف الأطراف، تحديداً تراجع عون أو القوات عن تمسّك كل منهما بحقيبة العدل.

في المقابل، ردّت مصادر متابعة لملف التأليف في "بيت الوسط" عبر "اللواء" على هذه الأجواء المتشائمة، بالدعوة إلى الروية والهدوء وعدم بث الاخبار والشائعات، وبالتأكيد على استمرار أجواء التفاؤل، الا انها رفضت الخوض في تفاصيل مشاورات الربع ساعة الأخير، والتي تتم خصوصاً من قبل الرئيس الحريري، لأن الأفكار والاقتراحات بشأن توزيع الحقائب لا تزال تحتاج إلى مزيد من التشاور من أجل بلورتها واتضاح الصورة الكاملة لها، مشيرة إلى ان الآفاق ليست مغلقة، والجميع منفتح لإيجاد الحلول وتذليل كل العقد وتقديم التنازلات المتوازنة، والسير لإيجاد تسوية ترضي الجميع على "قاعدة لا غالب ولا مغلوب"، لأن لا مصلحة لأحد بتأخير الولادة الحكومية أكثر من ذلك.

ولفتت اوساطه، إلى انه لن يمل أو يكل من أجل الوصول إلى تشكيل حكومة متجانسة متقاربة، من دون ان تكون فيها مشاكسات، معتبرة ان خسارة لبنان خمسة أشهر في مفاوضات التأليف أفضل بكثير من تشكيل حكومة فاشلة لا يمكنها تحقيق أي من الاستحقاقات الدولية والمطالب الحياتية والاجتماعية والاقتصادية للبلد والناس.

مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة في دوائر قصر بعبدا أوضحت من جهتها، لـ"اللواء" ان ما طرأ من تفاصيل خلال انجاز اللمسات الاخيرة يعمل على معالجته وهو ما قد يؤخر اعلان الحكومة لكن المؤكد ان هذه الحكومة ستولد وان الرئيس ميشال عون يضغط في هذا الإتجاه مكررا مواصلة دعم جهود رئيس الحكومة المكلف.

لهذه الأسباب يتمسك عون بالعدل

وفندت مصادر مطلعة على موقف عون اسباب هذا الاحتفاظ ِ وقالت المصادر ان الرئيس عون لم يتراجع عن مساعدته في تسهيل التشكيل انما برز اصرار على التمسك بالعدل من "القوات"، كما ان مطالب "القوات" تبدلت اكثر من مره لجهة الاصرار على حقيبة سيادية ومرة على وزارتبن خدماتيتين ومرة على امور اخرى مثل مشاركة وزيرين مارونيين واخرين اورثوذكسيين رافضة ما تحصل عليه اطراف اخرى مشاركة في الحكومة اي وزارة الدولة.

واذ نفت المصادر المواكبة ان تكون عقدة الاشغال لا تزال مشكلة توقفت عند مطلب الوزراء السنة لقوى الثامن من اذار والتي اشار اليها السيد نصرالله ولفتت الى ان الموضوع يناقش. وقالت ان ما يتم تداوله عن امكانية ان يكون الوزير السني من هذه القوى من حصة الرئيس عون غير صحيح ولم يحصل شيء بعد.

الى ذلك نفت مصادر مقربة من قصر بعبدا ان يكون الرئيس عون قد طلب من الرئيس الحريري تعيين وزيرين كتائبيين مكان وزيرين قواتيين مؤكدة ان الخبر غير صحيح جملة وتفصيلا ومختلق من بدايته الى نهايته.

وجزمت بعض المصادر القول ان هناك نسبة من العنصر النسائي ستتمثل في هذه الحكومة وعلم ان هناك سيدة مرشحة من حصة الرئيس عون، موضحة ان هناك معطيات تتبدل واخرى تستجد في اللحظات الاخيرة وعروضا تتبدل ولذلك لا بد من الانتظار الدقائق والثواني لأن لها دورها.

هل تعتذر القوات عن المشاركة؟

وقالت مصادر "القوات اللبنانية " لـ"النهار": "دخلنا في تصعيد كبير على خلفية التراجع غير المبرر عن اعطاء حقيبة العدل للقوات وواضح ان الهدف من ذلك انما رمي مسؤولية تأخير التشكيل على القوات في حال القبول بذلك وعدم المطالبة بوزارة وازنة أو احراجها الى اخراجها من الحكومة". واضافت انه "لا يجوز ان تتمثل الكتل كلها بطريقة وازنة ومقبولة الا القوات يعطى لها الفتات وهذا الامر مرفوض بشكل قاطع والقوات باقية في الحكومة ولن تتشكل من دون القوات والحريري حريص على ذلك ولن يقدم اي تشكيلة بغيابها ويتحمل مسؤولية ذلك الفريق الذي يصر على شروطه ولا يقدم أي تنازل لتأليف الحكومة باسرع وقت ممكن".

وفي حين يسيطر التكتم على الصيغة الجديدة التي قدّمت لـ"القوات" أشارت المعلومات الى أن الأجواء التي رافقت زيارة الوزير ملحم رياشي "لبيت الوسط" لم تكن مريحة، إذ ان رياشي كان يهم بالمغادرة لكنه عاد للقاء الحريري، بعد اتصال اجراه الرئيس المكلف برئيس حزب "القوات" سمير جعجع، وأشارت صحيفة "الأخبار" الى ان توزيع الحقائب بما لا يرضي القوات، دفعها على لسان رياشي إلى إبلاغ الحريري رسمّياً عدم مشاركتها في الحكومة من دون الحصول على "العدلية".

الحريري يدعم جعجع

وفي موازاة كل ما جرى، اعلن الرئيس المكلف سعد الحريري موقفاً حازماً نقله عنه وزراء مقربون من بعبدا وبيت الوسط ومعراب لـ"الديار" بأنه لن يؤلف حكومة على طاولتها لا يوجد وزراء حزب القوات اللبنانية، وان الرئيس المكلف سعد الحريري بحلف استراتيجي مع رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، كما ان هناك حلفاً استراتيجياً بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل، وانه بعد توزيع الوزارات الأساسية والسيادية على الاحزاب والفعاليات، لم يعد الا وزارة العدل، وبالتالي فان هذه الوزارة لن تكون الا للقوات اللبنانية ولن أعطيها الا لها، وأي صيغة حكومية سأقدمها ستكون فيها وزارة العدل للقوات اللبنانية وليس من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أو التيار الوطني الحر.

هذا ما نقلته أقرب الاوساط الى الرئيس سعد الحريري في صالون منزله في بيت الوسط، وبحضور وزراء مقربين من بعبدا وبيت الوسط ومعراب، رغم ان الرئيس الحريري طلب التكتم على كلامه كي لا يصطدم برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكن الرئيس الحريري التفت صوب الوزير غطاس خوري قائلاً : لن أعلن أي صيغة بعد الآن الا فيها وزارة العدل للقوات اللبنانية، ولن اقدم أي صيغة حكومية فيها العدل للرئيس ميشال عون او للتيار الوطني الحر، وليس أمامهم الا القبول بهذه الصيغة. واذا تم رفض صيغة وزارة العدل للقوات اللبنانية، وتم الاعتذار وأعيد تكليفي مرة ثانية، عندها سأعتذر عن التأليف وليختاروا شخصية سياسية سنية، ولبنان يزخر بالشخصيات السنية المحترمة، وليؤلف الحكومة كما يريدون، أما انا سعد رفيق الحريري فلن أقدم أي صيغة فيها العدل الى التيار ورئاسة الجمهورية، ثم نظر الرئيس الحريري باتجاه وزير آخر، وقال: انه متحالف مع الرئيس ميشال عون في الاطار الدستوري والوطني العام، وهو على تحالفه معه، اما على صعيد التحالف السياسي فحليفه الحقيقي الدكتور سمير جعجع والقوات اللبنانية، حيث يشكل التحالف بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية حلفاً سياسياً استراتيجياً وطنياً له قاعدته الجماهيرية الكبيرة، ولا يستطيع أي مرجع في لبنان اضعاف هذا الحلف بين الرئيس الحريري والدكتور جعجع وبين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وهذا الكلام قاله الرئيس الحريري في صالون قصره وبحضور وزراء مقربين من بعبدا وبيت الوسط ومعراب، وكانوا تقريباً 6 وزراء.

التيار: قدّمنا كل التسهيلات

وعلى المقلب الآخر، قالت مصادر قريبة من رئيس التيار جبران باسيل لـ"الشرق الأوسط" إن باسيل والتيار قدما كل التسهيلات الممكنة، وكان رئيس الحكومة مقتنعا بالكامل، أما إذا كانت هناك عراقيل إضافية، فليست من قبلنا، ورأت أنه يفترض أن تؤدي "العودة للمنطق والعقل إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت".