لبنانيات >أخبار لبنانية
لا عيدية هذا العام... الحكومة معلّقة الى أجل غير مسمى
لا عيدية هذا العام... الحكومة معلّقة الى أجل غير مسمى ‎الأربعاء 31 10 2018 11:23
لا عيدية هذا العام... الحكومة معلّقة الى أجل غير مسمى

جنوبيات

يطفئ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم شمعته الثانية في القصر الجمهوري، من دون أن يتمكن من تلقي العيدية وهي تشكيل "حكومة العهد الأولى"، التي تشكّل بالنسبة للرئيس عون الانطلاقة الفعلية لعهده. وفي انتظار ما سيقوله الرئيس عون في الاطلالة المسائية التي يحضّر لها، تبقى الأنظار متجهة الى بيت الوسط والخطوات التي قد يقدم عليها لحل عقدة توزير السنة من خارج تياره.

وبانتظار ما قد تحمله الساعات القليلة المقبلة من حلحلة لهذا الملف، لا سيّما اذا ما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري اخراج أحد أرانبه، أشارت المعلومات الى ان اللقاء الذي عقد أمس بعيداً عن الاعلام بين الرئيس عون والرئيس الحريري لم يكن ايجابياً على الاطلاق، الاّ أن الرئيس المكلّف عرض في خلاله أسباب رفضه توزير أحد سنة المقربين من حزب الله، كما شرح له، وفقاً لمصادر مطلعة لـ"اللواء" مسألة توزير احد النواب السنة من حصة رئيس الجمهورية. كما تطرق اللقاء الى ما يعرف بمصادر العرقلة، ومخاطرها، وكيف حاول تذليل عقدها واحدة تلو الأخرى، عارضاً الصيغة الحكومية الجاهزة على مستوى الحقائب وتوزيعها، وان الصيغة لم تكتمل لأن حزب الله رفض تسليم أسماء وزرائه الثلاثة، بانتظار حل عقدة سنة 8 آذار.
الحريري: لا أحد يفرض أي معايير عليّ
وعلمت "الأخبار" أن الحريري أبلغ عون أمس بأن تمثيل نواب سُنّة 8 آذار "مستحيل من حصّتي". وقال الحريري: "في السابق، احتسبوا فيصل كرامي وجهاد الصمد في تكتل النائب السابق سليمان فرنجية. وبعد ضمان الأشغال للأخير، صار كرامي والصمد في كتلة النواب السُّنّة المستقلين". ويتمسّك الرئيس المكلّف برفض أي معايير لاحتساب عدد وزراء الكتل النيابية، قائلاً: "أنا المكلَّف تأليف الحكومة، ولا أحد يفرض أي معايير عليّ".
وأشارت المصادر السياسية لـ"اللواء"، إلى ان لقاء بعبدا، ناقش صيغاً للأزمة الراهنة، لكنها لم تقترن بحل نهائي، وتكتمت المصادر عن الإفصاح عن طبيعة هذه الصيغ، لكنها ردّت على من يقول ان المخرج قد يكون بجعل الوزير السني السادس من حصة الرئيس عون بالسؤال: لماذا يجب ان يقدم الرئيس المخارج دائما؟ في إشارة إلى المخرج الذي قدمه لحل العقدة الدرزية، وقبلها تنازله عن منصب نائب رئيس الحكومة للقوات.
وبحسب هذه المصادر، فإن الطابة ليست في ملعب الحريري، بل في ملعب "حزب الله" الذي اوجد عقدة تمثيل سنة 8 آذار، والمفتاح بيد "حزب الله" لحلحلة هذه العقدة، ولفتت إلى ان ما يتم الحديث عنه من ان نواب 8 آذار حصلوا على 40 في المائة من الأصوات في الانتخابات النيابية الأخيرة كذبة.
الحل من حصة الرئيس 
وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر لصحيفة "النهار" عن انه بدا واضحاً انه بعد محاولات احراج "القوات اللبنانية" ثمة محاولة جديدة لمحاصرة الرئيس الحريري. وأوضح مصدر مطلع لـ"النهار" ان الصراع الذي ظاهره حصص "القوات – المستقبل" انما يهدف الى تبديل في توزيع الحقائب بحيث تحجب عن حصة "الرئيس – التيار" المقاعد العشرة أي الثلث المعطل، وبالتالي اضعاف كل الأفرقاء. وأضاف المصدر ان "الحزب يرفض الوزير السني من حصة الرئيس للتأخير فقط، لكنه سيقبل لاحقا اذا ما وافق الرئيس عون الذي يمانع حتى تاريخه، لعلمه الاكيد بان الهدف من اللعبة جعل حصته مع حصة التيار لا تتجاوز التسعة".
وأشارت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أن البعض كان يتصرف على أساس دفع "القوات" إلى عدم المشاركة في الحكومة، ويتصرف على هذا الأساس، بحيث يتم تقاسم حصة "القوات" بين مختلف الفرقاء، ما يؤدي إلى حل مشكلة "سُنة 8 آذار"، لكن موقف "القوات" أعاد خلط الأمور مجدداً.
في هذا الوقت، توقفت مصادر نيابية معنية عند تحرك نواب سنة 8 آذار، والتوقيت المريب، وتبني حزب الله للمطالبة بتوزير أحدهم من حصة تيّار المستقبل، ورأت هذه المصادر عبر "اللواء" في هذا الطلب محاولة صريحة ومباشرة "لاذلال رئيس الحكومة"، وذكرت المصادر بأنه عندما كان فريق 14 آذار يشكّل الحكومة لم يكن يحاول ان يكون التمثيل الشيعي من شخصيات قريبة من 14 آذار وتيار المستقبل، من حصة حزب الله، أو حركة أمل. وحذرت المصادر نفسها من مخاطر اختراق الوضع، على النحو الجاري.
أشارت إلى ان مواقف الرئيس الحريري تلقى دعماً سياسياً ونيابياً واسعاً، لا سيما لجهة دعم رؤساء الحكومات السابقين.
وعلى الرغم من محاولات التشويش، استدركت المصادر بأن الرئيس المكلف لا يزال يعمل على خط تأمين ولادة الحكومة العتيدة، من دون المسّ بصلاحياته..وبالتالي فإن العقدة الجديدة، لم تحبط الرئيس المكلف، وان رئيس الجمهورية سيجري ما يلزم من اتصالات، كذلك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع حزب الله لرؤية ما يتعين فعله.