عام >عام
المية ومية في عنق الزجاجة: سباق محموم بين تجدد الاشتباكات وتسوية ما
المية ومية في عنق الزجاجة: سباق محموم بين تجدد الاشتباكات وتسوية ما ‎الاثنين 5 11 2018 09:39
المية ومية في عنق الزجاجة: سباق محموم بين تجدد الاشتباكات وتسوية ما


كشفت مصادر فلسطينية أن الوضع الأمني في مخيم الميّة وميّة ما زال يراوح مكانه من الترقب الحذر القابل للتفجير في أيّ لحظة، حيث بدا مشهده الميداني مختلفا تماما عن الاتفاق السياسي الذي أوقف الاشتباكات بين حركة "فتح" و"​أنصار الله​" والتي أدت في جولاتها العسكرية الى سقوط أربعة قتلى وأكثر من ثلاثين جريحا غالبيتهم من حركة "فتح".

وأوضحت المصادر، أن وقف اطلاق النار في المخيم قد صمد على مضض وبجهود سياسية كبيرة، ولكن "الجمر ما زال تحت الرماد"، و"الاصبع على الزناد"، وقابل للاشتعال في اي وقت، بعد "فشل" المساعي المتكررة لاعادة الحياة الى طبيعتها، اذ ما زالت مدارس وكالة "الاونروا" مقفلة، كما مؤسساتها الصحية والاجتماعية، فيما أبناؤه لم يعودوا بعد الى منازلهم التي نزحوا عنها، مع استمرار المظاهر المسلحة والمربعات الامنية التي افرزتها نتائج الاشتباكات الأخيرة رغم أكثر من إتفاق على بدء إزالتها تمهيدا لعودة الحياة الى طبيعتها، ولكن الامر لم يتحقق.

واشارت المصادر، الى أن "لجنة مراقبة وقف إطلاق النار" في المخيم، تقوم بمهامها كاملة، لكن الجميع يضع يده على قلبه، فالمخاوف من تجدد الاشتباكات احتمال وارد في اي وقت، ما جعل المخيم وكأنه في "عنق الزجاجة" وفي سباق محموم بين منع اشتعال الفتيل مجددا وبين التوصل الى تسوية ما تحفظ أمن المخيم واستقراره مع الجوار اللبناني.

وإعتبرت المصادر، أن القضية صعبة المعالجة لان هناك رؤيتين مختلفتين لاسبابها وتطوراتها، لا يمكن ان تلتقيان بسهولة، ناهيك عن تداخل مصالح وتعقيدات المشهد الفلسطيني العام وخلافاته وانعكاساته على الواقع اللبناني، ما يحتم فتح الباب على تسوية ما، وهو ما جرى في اطار المتابعة اليومية للمحافظة على وقف اطلاق النار وتثبيته بعد سلسلة من الاستفزازات، التي بدأت ببقاء المظاهر المسلحة وتحول المخيم الى مربعات أمنية، وأمتدت الى التحركات الاحتجاجية المدعومة من حركة "فتح" والمطالبة بمغادرة زعيم "أنصار الله" جمال سليمان من المخيم، وبالتدقيق في ادخال المواد التموينية الى مربعه الامني، ووصلت حتى الى الاعتراض على إضاءة "كاشف ضوئي" في الليل، ما حتم متابعة حثيثة لأدق التفاصيل الميدانية واجراء مراجعات لقطع الطريق على التوتير، بعدما كانت حركة "أمل" طرحت منذ ايام تسوية تقوم على إخراج سليمان من المخيم لمنع أي احتكاك وعلى قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، لكن الاقتراح حسب المصادر رفضه سليمان مدعوما من "حزب الله" الذي أبلغ ​القوى الفلسطينية​ ان "من غير المسموح المساس به تحت أي ظرف كان"، وسط وعد بمعالجة الموضوع بهدوء وروية واتخاذ مايلزم من اجراءات لمنع انفلات الوضع مجددا وفق مسؤول بارز في قيادة حركة "فتح" في لبنان.

وأشارت المصادر، ان استمرار الوضع على ما هو عليه، لا يبشر بالخير، ويرخي بحالة من القلق لدى القوى السياسية والاجهزة الامنية اللبنانية والفلسطينية معا، وهو ما حتم متابعة للتفاصيل الميدانية واجراء مراجعات لقطع الطريق على التوتير، ما يفتح الباب مجددا امام طرح "تسوية" جديدة، قد تنضج في غضون أيام قليلة، تعيد الهدوء الى المخيم ودورة الحياة الى طبيعتها وخاصة بعد حسم الاونروا قرارها في توزيع "طلبة المدارس موقتا لتلقى التعليم في مدارس بير زيت، السموع، دير القاسي ومرج بن عامر، على ان يبقى هذا الإجراء ساريًا إلى أن تتوفر الشروط المطلوبة لعودتهم الآمنة إلى مدرسة عسقلان داخل المخيم. وبمجرد إعادة فتح المدرسة، ستشرع ​الأونروا​ بعملية تعويض الأيام المدرسية التي خسرها الطلبة وفق ما أكد مدير عام "الاونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، الذي شدد ان الأونروا حريصة على توفير الحماية والسلامة للاجئي فلسطين وموظفيها الذين يعملون في ​مخيم المية ومية​"، مشيرا الى ان الوكالة اتخذت اجراءات محددة لضمان استمرار الخدمات الحيوية كي لا تتعطل أو تتوقف عن الاهالي.

المصدر : خاص النشرة