لبنانيات >أخبار لبنانية
عينٌ على بعبدا.. وعينٌ على لندن!
عينٌ على بعبدا.. وعينٌ على لندن! ‎الأربعاء 12 12 2018 16:56
عينٌ على بعبدا.. وعينٌ على لندن!

جنوبيات

 

بين بعبدا ولندن مسافة بعيدة بالمقياس الكيلومتري، ولكن ما يجمع بينهما مسافة لا تتعدّى بضعة أمتار بين الإنقاذ والإفلاس، وهما مرتبطان من حيث الأهداف بعقدة واحدة يتطلب حلّها قرار واحد، فتولد الحكومة بعد التوافق على تمثيل من يمثّل النواب السنّة المحسوبين على 8 آذار، وهذا ما سينعكس حتمًا على منتدى العاصمة البريطانية، الذي يُعتبر بمثابة إحياء لمفاعيل مؤتمر "سيدر"، وما يمكن أن يصدر عنه من توصيات قد تكون إيجابية في حال وصلت إلى المؤتمرين أصداء تبشّر بقرب تشكيل الحكومة في لبنان.

أما في حال لم تثمر مبادرة رئيس الجمهورية، الذي يدير طاولة حوار بالمفرق، كبديل عن الرسالة التي كان ينوي توجيهها إلى مجلس النواب، فإن خيبات منتدى لندن ستلحق بتلك التي أصابت مؤتمر باريس، مع ما يعنيه ذلك أن لبنان ذاهب بأرجله ومن دون أن يربح "جميلة" الآخرين نحو هاوية الإفلاس التدريجي، بعدما وصلت فيه الأحوال الإقتصادية إلى ما ينذر بعواقب وخيمة ووشيكة.

وعلى رغم خطورة الوضع الإقتصادي والمعيشي فإن ثمة من لا يزال يراهن على عامل الوقت، في إنتظار ما يمكن أن يفك أسر الحكومة المكربجة بإيحاء ما، وكأن البلاد تعيش أفضل أيامها، وهي ليست في حاجة إلى حكومة إنقاذ قبل فوات الآوان، وقبل أن يبلغ نقطة الإنحلال أو الموت السريري، من دون أن تلوح في الأفق بوادر إنفراج، وإن كان يؤمل من حراك رئيس الجمهورية في الوقت المستقطع بعض إنفراج من خلال إحداث ثغرة في جدار الأزمة الحكومية، وهو الذي أبدى خشيته، في حال لم تنجح مساعيه، من الذهاب إلى النفق المجهول، الذي لن تعود تنفع معه المعالجات القائمة على نظرية و"داوني بالتي كانت هي الداء"، في الوقت الذي لا يترك العدو الإسرائيلي فرصة إلا ويستغلها في محاولة منه للهرب إلى الأمام ولإبعاد شبح أزماته الداخلية، عن طريق صرف انظار الداخل والخارج عنها، وإفتعال مشاكل وهمية على حدوده الشمالية، إعتقادًا منه بأنه قادر على تحقيق غاياته عن طريق ذر الرماد في العيون.

اللقاء الذي جمع الرئيس عون بالأمس مع وفد من "حزب الله"، ووفق ما صرّح به النائب محمد رعد بأن ثمة أفكارًا قابلة للدرس وأفكارًا أخرى مستبعدة، لم يخرج بما كان متوقعًا منه لناحية إعطاء إشارة المرور للحكومة الباقية مجرد مشروع موضوع في ثلاجة الإنتظار حتى إشعار آخر، من دون التعويل كثيرًا على لقاء اليوم في قصر بعبدا، مع "اللقاء التشاوري، الذي سيصرّ، وفق ما تناهى لدوائر القصر الجمهوري، بأن يكون الوزير السني السادس واحدًا من بينهم، سواء أكان من حصة رئيس الجمهورية أو من حصة الرئيس المكّلف، من دون أن يعني ذلك، بحسب مصادر مقربة من بعبدا، إغلاقًا للأبواب في وجه الحلول الوسط، ومن بينها تسمية واحد من غير النواب السنة من ضمن ستة أسماء يتم إقتراحها من قبل "اللقاء التشاوري"، لإختيار إسم من بينها، بالتوافق بين الرئيسين عون والحريري، بناء على إقتراح تقدّم به الرئيس نبيه بري، ووافق عليه الطرفان المعنيان مباشرة بعملية التأليف.