عربيات ودوليات >أخبار دولية
أميركا تقوّض النفوذ الروسي في سوريا عبر التفاهم مع تركيا
أميركا تقوّض النفوذ الروسي في سوريا عبر التفاهم مع تركيا ‎الأحد 16 12 2018 15:09
أميركا تقوّض النفوذ الروسي في سوريا عبر التفاهم مع تركيا

جنوبيات

تثير الاندفاعة الاميركة صوب الميدان السوري الكثير عن الدور التي تسعى اليه واشنطن في المرحلة المقبلة وانخراطها مباشرة بعد طول انكفاء في ورشة الاتصالات الجارية على أكثر من جبهة دولية. ويتقاطع التحرك الاميركي على ابواب تحضير تركيا مدرعاتها لاقتحام مدينة منبج وطرد المقاتلين الاكراد، ما يعني مواجهة عسكرية مواربة بين اميركا وتركيا في شرق سوريا، وهي المنطقة المصنفة "سوريا المفيدة ".

قرقعة السلاح التركي تحضيراً للتوغل العسكري صوب "منبج" استدعت تحركا اميركيا فوريا عبر ايفاد المشرف على الملف السوري جيمس جفري سريعا الاسبوع المنصرم صوب انقرة، حيث أجرى سلسلة مباحثات مع المسؤولين الاتراك قبل الانتقال الى مدينة غازي عنتاب في الجنوب واستكمال البحث مع ممثلي المعارضة السورية.

في هذا الاطار، افاد مصدر في المعارضة السورية أن مهمة الموفد الاميركي كانت التوازن ما بين حرص واشنطن على التفاهم مع تركيا حول مصير الشمال السوري ورعاية مصالحها الحيوية، كما استمرار تحالفها مع الاكراد وتحديدا "قوات سوريا الديمقراطية" و"وحدة حماية الشعب الكردي"، و قد سعى جاهدا توجيه رسالة واضحة لحكومة اردوغان تتعلق بالحرص على المجال الحيوي السوري مع تركيا من دون تهديد مصالحها الامنية، ولكن ليس على حساب الاكراد و دورهم.

كما اضاف المصدر المعارض بأن جفري نجح بفرض التفاهم مع تركيا على التريث قدرالامكان عسكريا للحؤول دون المواجهة العسكرية، محاولا تسويق الحل الاميركي القائم على اعلان الادارة الذاتية الكردية في مناطق الاكراد، ولكن منزوعة السلاح على أن ينتشر جيش النظام على حدودها، ما يعطي فرصة النجاح للمفاوضات الحاصلة الآن بين الاحزاب الكردية والنظام عن طريق وزير الخارجية وليد المعلم.

النجاح الاميركي لا يقتصر على التفاهم مع تركيا حول مصير مناطق الاكراد بقدر فتح الكوة مع اردوغان في سبيل التمايز عن روسيا وايران في اطار الدول الضامنة لاتفاقات مؤتمر استانا المخصصة للمجموعات العسكرية، حيث تفيد المعطيات بأن تركيا لا تمانع التفاهم الاولي مع واشطن يؤمن لها حضوراً اوسع كانت خسرته ما جعلها على الهامش في مجريات الازمة السورية.

إلاّ ان "الطحشة" الاميركية لم تتوقف عند هذا الجانب بل طالت عمق المعالجات للخروج من الازمة السورية، وثمة مؤشرات بالغة الدلالة. فقد فتحت واشنطن معركة تشكيل اللجنة الدستورية عبر انتقادها العلني لتفرد روسيا في هذا الملف من دون اسناد الامم المتحدة مهمة القيادة والاشراف، وعمل الهيئة المذكورة منوط بتحديد هوية سوريا في المستقبل، كما لم تتردد الادارة الاميركية بالتهديد علنا من فرط عقد مؤتمري "استانا" و"سوتشي"، بل وتأجيل عقد مؤتمر جنيف اذا لم تستجب روسيا للمطلب الاساس القاضي بانسحاب ايران والميلشيات الشيعية من سوريا بشكل كامل ومن دون ابطاء.