لبنانيات >أخبار لبنانية
المجتمع الدولي يصمّ أذنيه عن المطالب اللبنانية: إصبروا.. النازحون باقون!
المجتمع الدولي يصمّ أذنيه عن المطالب اللبنانية: إصبروا.. النازحون باقون! ‎الثلاثاء 12 03 2019 19:33
المجتمع الدولي يصمّ أذنيه عن المطالب اللبنانية: إصبروا.. النازحون باقون!

راكيل عتيق

 

يستمرّ المجتمع الدولي في الإستخفاف بمعاناة اللبنانيين وفي المقابل يدافع عن "الحقوق الإنسانية" للنازحين السوريين، فلا يتعامل مع لبنان كدولة بل يتعامل بإستنسابية مع أطراف من دون أخرى، وذلك حسب تماهي نظرة المسؤولين اللبنانيين مع نظرة المجتمع الدولي إلى ملف النزوح. وبدلاً من أن "يتوحّد" اللبنانيون، شعباً ومسؤولين حول هذا الملف لإجبار المجتمع الدولي على التعامل مع موقف لبناني رسمي واحد، تتيح الخلافات الداخلية للخارج التمادي في هذه السياسة غير الجديدة وغير المحصورة بجهة واحدة.

تَعَامُل منظمات ومؤسسات دولية مع لبنان "بالسياسة" وتمسّكها بـ"حقوق" النازحين متغاضيةً عن تداعيات الأزمة عليه وعن مطالبه، عانى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منه تماماً كمعاناة وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الشؤون الاجتماعية الأسبق رشيد درباس... ويعاني منه اليوم وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب ووزير الصحة جميل جبق.

وكأنّ المجتمع الدولي يصمّ أذنيه عن الطروحات والأفكار والمطالب اللبنانية. هو يريد تأمين "عودة آمنة" للنازحين بتوقيته وحساباته هو، ويعتبر أنّ من واجب لبنان التحمُل، فالأموال التي يقدمها له تساعده على "الصبر" وتحمُل النزوح.

وبدا أنّ استثناءَ وزراء من الوفد اللبناني المُشارك في مؤتمر "بروكسل 3" حول "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" يهدف، حسب مطلعين، إلى عدم طرح موقفين لبنانيَّين أمام الجهات المانحة، والحؤول دون طلب لبنان عودة النازحين الفورية، خصوصاً في ظل امتلاكه معطيات تثبت أنّ هذه العودة طوعية وآمنة، بل الإكتفاء بطلب الدعم المالي من المجتمع الدولي لمواجهة ضغط النزوح، وهذا الأمر يشجعه المشاركون في مؤتمر "بروكسل" ويرحّبون به، فهو يأتي ضمن "سياسة الصبر" التي يطلبها الغرب من لبنان. وكأنّ البلد الذي يحاول إنقاذَ نفسه من الانهيار الاقتصادي يملك "نعمة الصبر".

لا يكلّ عون أمام الوفود الغربية عن ترداد تداعيات النزوح السلبية على كل القطاعات، ولا سيما منها تلك التي تشكّل خطراً كيانياً من مثل أن نسبة ولادات النازحين بلغت 51 في المئة من نسبة الولادات في لبنان.

أما هذه الوفود فتأتي إلى لبنان ناقلة الموقف نفسه، وهو توافر الظروف المؤاتية للعودة "وهي غير متوافرة الآن". وهذا ما توافق عليه ثلاثة زائرين للبنان الأسبوع المنصرم: المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وزير الدولة لدى وزارة الخارجية الألمانية نيلز انين، وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية اليستر بيرت.

المصدر : صحيفة "الجمهورية"