لبنانيات >أخبار لبنانية
بتحبو الأم.. امنحوا أولادها الجنسية!
بتحبو الأم.. امنحوا أولادها الجنسية! ‎الخميس 21 03 2019 11:14
بتحبو الأم.. امنحوا أولادها الجنسية!

جنوبيات

يبدأ اليوم فصل الربيع، وهو أيضاً عيد للأم.. وما بينهما عطاءٌ دائمُ التجدد، وغزيرُ الدفقِ كنهرٍ من حنان.

في البدء كانت الأم، لأنها - في العمق – أصلُ كل شيء، وحين نقارب قضية الأم فنحن نخوض في نصف المجتمع والكون والعالم... الأم الوالدة، الأم المربية، الأم العاملة، الأم المضحية، الأم المعنّفة والمتألمة، الأم الناجحة والمتفوقة، والأم النازحة.. ولذلك جعلَ السعيُ للوفاء لهنّ جزء قليل من واجب لا يحتمل التأخير. كيف لا وفي الوصية الإلهية الخالدة (حملتهُ أمهُ وهناً على وهنٍ)، وفي الكلام النبوي إن "الجنة تحت أقدام الأمهات"؟!

في لبنان، يكثر الكلام عن منح النساء حقوقاً ومكتسبات ومناصب، في نصوص القوانين وفي التشكيلات والمجالس وغيرها، وبالرغم من أن المرأة اللبنانية قد حققت بجهودها وتميزها نجاحات في كل الميادين، إلا أن كلّ ذلك يبقى ناقصاً ما لم تصل إلى كامل حقوقها التي منحها إياها "نظرياً" الدستور من دون أي تمييز أو تفرقة أو انتقاص، وفي طليعة ذلك حق منح الأم الجنسية لأطفالها، وما عدا ذلك كلامٌ أجوف، فارغ ومستهلك، ولا يعدو كونه تغنياً بالمرأة وحقوقها ما لم يترافق مع قوانين وتشريعات تصونه وتحميه.

في لبنان، وبعيداً عن الحروب الدونكيشوتية الموسمية، نتطلع لبناء إجماع وطني يهدف إلى استعادة الدولة ويعيد بناء مؤسساتها بعيداً عن منطق الفساد والمحاصصة وعدم المساواة واستشراء اللاتوازن الذي أنتجته أعراف بالية أو موازين قوى مختلة، وفي جزء من هذه التطلعات تحضر قضية المرأة التي توصلت بعد نضال إلى إقرار قوانين تجرم العنف بحقها، إلا أن ذلك لا يكفي، وهي تتطلع إلى مساواتها مع الرجل في منح الجنسية بموجب الدستور الذي يضمن التساوي بينهما في الحقوق والواجبات وإلغاء كل أشكال التمييز، وأسوة بدول العام المتحضر.. وقد آن الأوان للضغط على السلطة التشريعية لوضع هذا المطلب على سلم أولوياتها وقريباً جداً، لأن في ذلك رفع الظلامة عن آلاف من أبناء اللبنانيات الذين يواجهون صعوبات في التعليم والطبابة والاستحصال على الإقامات وغيرها مع أنهم أولاد لبنانيات، في وقت يسعى لبنانيون كثر إلى الزواج من أجنبية فقط للاستحصال على جنسية بلادها أو منح أولادهم جنسيتها!! مفارقة تعكس التناقض العميق بين الكلام المعلن والاعتزاز الزائف بالمرأة وانجازاتها وفي الوقت عينه التمييز الخطير بحقها وبحق أبنائها بفعل النظام الأبوي القائم على التمييز والاجحاف والتفرقة، وأسوأ منه من يحاضر في ضرورة منح الأم اللبنانية حقوقاً، لكن يقصر ذلك على المتزوجات من جنسيات محددة دون أخرى!!

في مناسبة عيد الأم، آن الأوان لإنصاف السيدات اللبنانيات المتزوجات من أجانب وأبنائهم المنتسبين الى آباء أجانب، فالجنسية حق، وآن أوان إعادة هذا الحق لمن حرم منه أسوة بكثير من دول العالم.

الأم هي الحب، وهي الحنان والسلام، وهي القوة الطمأنينة، وهي العطاء من دون مقابل، والتعب دون منّة، وهي الحضن الآمن والقوة الناعمة.. هي الدنيا وما فيها، وصدق من قال "أمّك، أمّك، أمّك.. ثم أباك" وصيّة منه ببرّها ووصلها والسعي لرضاها، ولو فعل الانسان كل ذلك ربما.. ربما وربما يكافئها بجزء من تعبها.

لكل أم في هذا العيد، ومني لتلك التي امتلأ وجهها طهراً وعطاءً ومحبة وهي الراقدة مع أوجاعها، كل عام وأنتن بألف خير. الأم، كالعمر.. لا تتكرر مرتين