عام >عام
"تيار المستقبل" يستذكر "صفير .. بطريرك الرسالة": مسيرة عامرة بالوحدة الوطنية والشراكة والمصالحة
"تيار المستقبل" يستذكر "صفير .. بطريرك الرسالة": مسيرة عامرة بالوحدة الوطنية والشراكة والمصالحة ‎الأربعاء 22 05 2019 10:15
"تيار المستقبل" يستذكر "صفير .. بطريرك الرسالة": مسيرة عامرة بالوحدة الوطنية والشراكة والمصالحة

جنوبيات

نظم "تيار المستقبل"، ندوة استذكر فيها البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، تحت عنوان "صفير .. بطريرك الرسالة"، بمشاركة رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، كاتب سيرة البطريرك د. انطوان سعد وأمين عام اللجنة الوطنية الاسلامية – المسيحية للحوار د. محمد السماك.
حضر الندوة عضو كتلة "المستقبل" النائب هنري شديد، ممثل عن قيادة بيروت في "التيار الوطني الحر" غابي جبرايل، وأعضاء من الأمانة العامة والمكتبين السياسي والتنفيذي وكوادر التيار.
أحمد الحريري
أدار الندوة د. أكرم سكرية، واستهلت بكلمة ترحيبية من الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري الذي قال: "قدرنا أن يرحل الكبار عنّ، من دون أن يرحلوا منّ . البطريرك صفير عاش لنحيا في لبنان الذي نريد، لبنان الشراكة والمحبة،  لبنان المصالحة والمصارحة والمسامحة، لبنان السيادة والحرية، لبنان العيش الواحد والاعتدال ".
وإذ أكد أنه "كان بطريرك رسالة لبنان، وفياً لميثاقه، ويضحي من أجله"، شدد على أن "هذه الندوة تحية وفاء من "تيار المستقبل" لروح الراحل الكبير، ولمسيرته الوطنية العامرة بالدفاع عن لبنان، وتأكيد على وفاء "تيار المستقبل" لبطريرك السيادة الذي حمل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري قضية لبنان الحر السيد والمستقل قبل استشهاده، وكان أميناً على التقاء الارادة الاسلامية – المسيحية لتحرير لبنان من الوصاية ".
وقال :"نحن في "تيار المستقبل" أوفياء لبطريرك "ثورة الأرز"، الذي وقف معنا منذ 14 شباط 2005، وكان من أولياء الدم وبطريرك النضال من أجل العدالة له ولرفاقه الشهداء .والمناسبة اليوم لنقول أن كرامة البطريرك صفير من كرامتنا في "تيار المستقبل"، ومن كرامة كل اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين، وأن الاجماع الوطني على رفض الإساءة بحق الراحل الكبير، عبرة لمن يعتبر، ودرسٌ كبير لكل صغير لا يحفظ المقامات الروحية والوطنية ".
أبو كسم 
ثم تحدث رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم عن رسالة البطريرك صفير الذي "عمل للبنان الوطن السيد والحر والمستقل، ولمشروع العيش الواحد فيه"، لافتاً إلى أنه "كان يتعاطى الشأن الوطني وليس الشأن السياسي، انطلاقاً من الثوابت والمسلمات الوطنية، وسعى كي لا يكون طرفاً، حفاظاً على هذه الثوابت والمسلمات".
وإذ توقف عند العلاقة المميزة التي جمعت البطريرك صفير بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، استذكر محطات "حرص البطريرك صفير على المناصفة والميثاق الوطني، وظروف نداء المطارنة الموارنة الشهير، ومصالحة الجبل الذي كان صفير يؤمن بأنه قلب لبنان، ويجب أن يكون سليماً".
وختم بالقول :"أكشف هذا الأمر للمرة الأولى، البطريرك صفير كان صاحب شعار لبنان الرسالة الذي استخدمه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان، وكان رسالة لبنان والانسان في لبنان، على أمل أن نكون على قدر المسؤولية لنحمل هذه الرسالة ونحفظ لبنان".
سعد 
من جهته، قال كاتب سيرة البطريرك د. انطوان سعد أن "البطريرك صفير كان يملك خطة واضحة لتحرير لبنان منذ اللحظة الاولى لانتخابه، وكان يدرك أن السيطرة السورية لن تنتهي إلى بالوحدة الوطنية في مواجهتها".
وأشار إلى أن "انفتاح صفير على الوسط الاسلامي كان لتحقيق هذه الوحدة الوطنية، فكانت أول زيارة له إلى دار الفتوى حيث التقى المفتي الشهيد حسن خالد، لكن مشروع الوحدة الوطنية انضرب مع استشهاد المفتي خالد".
واستعاد  من خلال قراءة مقتطفات من كتابه الجزء الاول من سيرة البطريرك، ظروف الانقسام بين حكومة الرئيس سليم الحص والحكومة العسكرية التي شكلها العماد ميشال عون، والضغوط التي مورست على البطريرك صفير للاعتراف بها، "لكنه لم يفعل لأنها لم تراع شروط الوحدة الوطنية".
ولفت إلى أن "البطريرك صفير كان يرى أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري قادر أن يلعب دور الرئيس الراحل رياض الصلح، وكان كل همه كيف تكون المعارضة وطنية لتحرير لبنان، وبالفعل نجح مشروعه يوم تحققت الوحدة الوطنية، بعد اغتيال الرئيس الشهيد".
السماك 
في الختام، تحدث أمين عام اللجنة الوطنية الاسلامية – المسيحية للحوار د. محمد السماك، وقال :"مع البطريرك الياس الحويك وُلد لبنان الكبير، ومع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير وُلد لبنان الموحد، وما بين الحويك وصفير مر لبنان بتجارب، ولكن الله نجاه من الشرير، والشرير هنا شريران، الأول لا يريد لبنان كبيراً، والثاني لا يريده موحداً، فعانى لبنان كثيراً كي يكون كبيراً، وكي يبقى موحداً".
أضاف :"أدوار إيمانية قاومت الشرير، من المفتي الشهيد حسن خالد الذي دفع حياته ثمناً لإيمانه بلبنان الكبير، والأمام المغيب موسى الصدر الذي دفع ضريبة إيمانه بلبنان الموحد، ومع ذلك لم تسقط راية لبنان الموحد ولبنان الكبير، وجاء من يحمل الرايتين معاً حتى الشهادة، عنيت به الرئيس الشهيد رفيق الحريري".
وتوقف عند دور البطريرك صفير الوطني قبل اتفاق الطائف وبعده، مستذكراً عدداً من المحطات التي لعب فيها دوراً محورياً من أجل لبنان، ولا سيما في السينودوس من أجل لبنان الذي انعقد في الفاتيكان.
وأشار السماك إلى "سابقة حصلت تجلت في حرص البابا يوحنا بولس الثاني على أن يكون البطريرك صفير معه في السيارة التي جال بها في لبنان، وهذا ما لم يحصل في أي بلد آخر، وكان إشارة إلى مكانة صفير عند البابا".
وختم بالقول: "هناك من انتهج الدين كحرفة فحل القتل، وهناك من آمن به رسالة حب وسلام، كالبطريرك صفير الذي كان سعيه الدائم إلى التوافق والوحدة".