عربيات ودوليات >اخبار عربية
قوات سوريا الديموقراطية تدخل منبج وتخوض معارك شوارع مع مقاتلي داعش
قوات سوريا الديموقراطية تدخل منبج وتخوض معارك شوارع مع مقاتلي داعش ‎الجمعة 24 06 2016 12:51
قوات سوريا الديموقراطية تدخل منبج وتخوض معارك شوارع مع مقاتلي داعش
طفل سوري جريح عقب غارات في دوما بالغوطة الشرقية


دخلت قوات سوريا الديموقراطية امس مدينة منبج، احد ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب في شمال البلاد، بعد ثلاثة اسابيع على اطلاق عملية واسعة لطرد المتطرفين الذين يسيطرون على المدينة منذ العام 2014. 
وتعد منبج الى جانب مدينتي الباب وجرابلس الحدودية مع تركيا معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة حلب. 
ولمنبج تحديداً أهمية استراتيجية كونها تقع على خط الامداد الرئيسي للتنظيم بين الرقة معقله الأبرز في سوريا، والحدود التركية.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «دخلت قوات سوريا الديموقراطية صباح اليوم (امس) مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة اميركية».
وأشار الى «اشتباكات عنيفة مستمرة تدور منذ الصباح بين الابنية وفي الشوارع داخل المدينة عند الاطراف الجنوبية الغربية». 
وتستهدف طائرات التحالف مواقع الجهاديين وتحركاتهم داخل المدينة وفي محيطها لإعاقة قدرتهم على صد هجوم قوات سوريا الديموقراطية، التي تقدمت الى داخل المدينة بعد ساعات من سيطرتها على قرية قناة الشيخ طباش الواقعة عند اطرافها الجنوبية الغربية. 
وفي هذه المعركة التي من المتوقع ان تشكل تحولا كبيرا في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية والتي يساندها التحالف الدولي، تتلقى قوات سوريا الديموقراطية الدعم ايضا من مستشارين اميركيين وفرنسيين على الأرض.
وقال مصدر قيادي في قوات سوريا الديموقراطية على جبهة منبج «يحاول عناصر تنظيم داعش اعاقة تقدم قواتنا عبر زرع الالغام والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، الا ان المقاتلين وبالتنسيق مع التحالف (الدولي) مصممون على التقدم داخل المدينة والقضاء على كافة مسلحي داعش». 
وتوقع عبد الرحمن ان يكون تقدم هذه القوات «بطيئا داخل المدينة نتيجة الألغام والمفخخات التي زرعها تنظيم الدولة الاسلامية»، مشيرا الى «مقتل عنصرين من قوات سوريا الديموقراطية جراء تفجير لغم في احد المنازل».
وأفاد المرصد ايضا عن مقتل ستة مدنيين، بينهم طفل، جراء انفجار ألغام بهم أثناء محاولتهم الفرار من المدينة من الجهة الشمالية الشرقية. 
وبذلك ارتفعت حصيلة «قتلى قوات سوريا الديموقراطية منذ بدء الهجوم قبل ثلاثة اسابيع إلى 63، في حين قتل 458 جهاديا بينهم قادة ميدانيون، بالاضافة الى 104 مدنيين»، وفق المرصد. 
ولا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين في منبج وفق المرصد، ولم يتمكن من الفرار سوى «حوالى ثمانية آلاف» منهم بمساعدة قوات سوريا الديموقراطية التي سبق وأعلنت ان ما يؤخر تقدمها الى داخل منبج هم المدنيون المحاصرون.
جبهة حلب
وعلى جبهة اخرى، يتصدى تنظيم الدولة الاسلامية لمحاولات قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها التقدم مجددا الى داخل الحدود الادارية لمحافظة الرقة بعد تراجعها مطلع الاسبوع على وقع التفجيرات والهجمات الانتحارية للجهاديين.
وأفاد المرصد  اصابة «ثلاثة جنود روس امس الاول (الثلاثاء) بجروح خطيرة جراء استهداف سيارتهم بتفجير لغم زرعه تنظيم الدولة الاسلامية شرق منطقة بئر أبو علاج، الواقعة على الحدود الادارية بين محافظتي الرقة وحلب»، حيث تمركزت قوات النظام بعد تراجعها. وتمكنت القوات الروسية من سحبهم، بحسب المرصد. 
وفي مدينة حلب، قتل ستة اشخاص بينهم طفلة امس جراء قذائف اطلقتها الفصائل المعارضة على حيي الخالدية وشارع النيل في الجزء الغربي تحت سيطرة قوات النظام وفق المرصد السوري.
وفي الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، اسفر قصف جوي لقوات النظام، بحسب المرصد، عن مقتل «سبعة مدنيين، بينهم طفلان».
واظهر شريط فيديو التقطه مصور فرانس برس السكان اثناء محاولتهم رفع الركام الناتج عن احدى الضربات التي استهدفت حي القاطرجي، حيث سقط اربعة من الضحايا. 
وحمل احدهم طفلا وركض به الى سيارات الاسعاف والناس تصرخ من حوله «اسعاف اسعاف». 
من جهة ثانية، تستمر الاشتباكات في حلب بين مسلحي داعش وكتائب المعارضة، في الريف الشمالي. وتمكن الثوار بعدها من السيطرة على 4 بلدات محاذية لبلدة الراعي الاستراتيجية.
وبحسب المرصد السوري، فإن الفصائل المقاتلة أصبحت على بعد كيلومترات معدودات من البلدة التي تصل ريف حلب الشمالي بريفها الشرقي. فيما تواصل طائرات النظام غاراتها على مواقع المعارضة وسط المعارك التي يخوضها الثوار مع داعش.
مساعدات انسانية
وفي الجانب الانساني من الصراع، اعلن مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين امس ان المنظمة الدولية تأمل في نقل مساعدات انسانية برا في تموز لـ1،2 مليون مدني سوري في المناطق المحاصرة او التي يصعب الوصول اليها في البلاد.
وأعلن اوبراين امام مجلس الامن الدولي ان الامم المتحدة قدمت للسلطات السورية طلبات لشهر تموز للسماح لقوافل انسانية بالوصول الى مليون و220750 شخصا في 35 منطقة لها اولوية او يصعب الوصول اليها منها مناطق تحاصرها الاطراف المتحاربة. وطلب دعم 15 بلدا عضوا في المجلس للموافقة «على كافة الطلبات ودون شروط». 
وقال ايضا ان عدد المدنيين العالقين في المناطق التي تجد الوكالات الانسانية صعوبة في الوصول اليها سيبلغ خمسة ملايين اي «بزيادة 900 ألف مقارنة مع التقديرات السابقة».
وتبرر هذه الزيادة بشمل قطاعات في محافظات حلب والرقة والحسكة التي يصعب الوصول اليها لانعدام الأمن.
ومنذ كانون الثاني تحسن الوصول برا الى 590 ألف سوري محاصرين من الاطراف المتحاربة معظمهم من قبل قوات النظام.
وأكد اوبراين اغاثة 334150 منهم وبعضهم مرارا، وتأمل الامم المتحدة في «دخول كافة المناطق المحاصرة بحلول نهاية الشهر» اي 18 منطقة في كل انحاء البلاد. واضاف انه «من الضروري ان يستمر هذا التحرك ويتسع بشكل كبير في النصف الثاني من العام».
وفي السياق نفسه، اعلنت الامم المتحدة انها ستقيم جسرا جويا بين دمشق ومدينة القامشلي شمال شرق سوريا التي يصعب حاليا الوصول اليها برا ويحتاج سكانها الى مساعدات عاجلة. 
وصرح منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة لسوريا يعقوب الحلو للصحافيين في جنيف «اننا على وشك اقامة جسر جوي بين المدينتين سيتيح انقاذ حياة عدد كبير من الاشخاص». 
من جهتها، قالت بتينا لوشر المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة الذي سيشرف على العملية انه ليس من الممكن الوصول برا الى مدينة القامشلي الواقعة قرب الحدود مع تركيا من سائر الاراضي السورية «منذ مطلع 2014». وستسمح كل رحلة من الرحلات المقررة في تموز وعددها 25 بنقل 40 طنا من المساعدات على ان تبدأ العملية «في الايام المقبلة» وسينقل الف طن منها 70٪ من المواد الغذائية الى مطار يقع قرب القامشلي قبل توزيعها على سكان المدينة. 
وتابعت ان الهدف من العملية هو اطعام 150 ألف شخص الشهر الاول مشيرة الى ان اول سبع طائرات «ستنقل فقط المواد الغذائية لأن القامشلي حرمت من الطعام لفترة طويلة».
كيري.. ودي ميستورا
سياسياً، قال ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا امس إن فرص عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية ستكون أوضح بعد أن يناقش مجلس الأمن الدولي الخيارات المختلفة يوم 29 حزيران.
وأضاف دي ميستورا أنه كان برفقة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى سان بطرسبرغ حيث عقدا «اجتماعا شاملا وطويلا» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف تركز في معظمه على سوريا.
وقال دي ميستورا إنه يهدف لتحديد موعد لجولة جديدة من المحادثات للوفاء بالموعد النهائي المحدد في آب للتوصل لاتفاق، لكنه أوضح أنه يرغب في أن تحرز الولايات المتحدة وروسيا قدرا كبيرا من التقدم بشأن اتفاق لإجراء انتقال سياسي في سوريا.
ورغم تعليق المفاوضات بشأن انتقال سياسي - ويشمل ذلك مسألة مستقبل بشار الأسد الحساسة - واصل المسؤولون محادثات «فنية» بشأن بعض القضايا التي تحتاج لحل في أي اتفاق سياسي.وعقد فريق دي ميستورا محادثات فنية في موسكو والقاهرة ويخطط للمزيد في الرياض ودمشق وقال إنها مفيدة للغاية حتى الآن.
وقال دي ميستورا «إنهم (يتسمون) بالسرية والهدوء والتحفظ لكنهم يزودوننا بالكثير من النقاط الجوهرية التي يمكن أن تكون وستكون مفيدة عندما تعقد (الجولة المقبلة) من المحادثات السورية».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري ردا على انتقاداتٍ لسياسة واشنطن بسبب عدم تدخلها عسكريا في سوريا، إنه ما من أحد يعلم أن التدخل عسكريا هو الخيار الصحيح. وأضاف، خلال لقاء مع قناة الجزيرة، أنه يجب على الأسد الالتزام باتفاق وقف الأعمال القتالية.
ورفض كيري الرد على الانتقادات الموجهة لسياسة بلاده في سوريا، وقال إن تلك الانتقادات مبنية على فرضيات لا حقائق. وأشار الوزير الأميركي إلى أن ما يحتاجه نظام الأسد في المرحلة الحالية هو الحصول على نصيحة من الأطراف الداعمة له، موضحا أن النصيحة مفادها أن على الأسد التعايش مع اتفاق وقف الأعمال العدائية والعيش ضمن معاييره.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست قال إن استخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد يؤدي إلى حرب شاملة، تنتهي بما وصفه بحرب على أمة ذات سيادة وتتلقى الدعم من روسيا وإيران.
وأضاف المتحدث في إيجازه الصحفي أن هذه الحرب - في حال وقوعها - سوف تشتت الجهود لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية.
وأعرب عن اعتقاده بأن ذلك يعني أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توجه قوتها العسكرية ضد نظام الأسد، وهو ما من شأنه أن يثير الكثير من الأسئلة حول كيفية القيام بذلك دون إيذاء المدنيين الأبرياء، على حد قوله.
وتساءل «في حال لم يتحقق شيء (من الحرب ضد الأسد) هل نشن مزيدا من الضربات الجوية أم علينا أن نواصل تصعيد عملنا العسكري؟ وما نقطة النهاية؟».
وخلص إرنست إلى أنه «يصعب تصور أن ينتهي الأمر من دون حرب على أمة ذات سيادة وتتلقى الدعم من قبل روسيا وإيران».
من جانبه، حذّر الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس، منذر ماخوس، من وجود مشروع لتقسيم سوريا تعمل عليه أطراف إقليمية ودولية لتحقيق رغبات محلية.
وتأتي تصريحات ماخوس ردا على استبعاد واشنطن قيام أي عمل عسكري ضد نظام الأسد خشية قيام حرب شاملة.