عام >عام
الرئيس بري يجمع الفصائل الفلسطينية: موقف مُوحّد من عين التينة برفض "صفقة القرن" ومقاطعة "ورشة المنامة"
الرئيس بري يجمع الفصائل الفلسطينية: موقف مُوحّد من عين التينة برفض "صفقة القرن" ومقاطعة "ورشة المنامة" ‎الاثنين 17 06 2019 08:50
الرئيس بري يجمع الفصائل الفلسطينية: موقف مُوحّد من عين التينة برفض "صفقة القرن" ومقاطعة "ورشة المنامة"

هيثم زعيتر

يوم فلسطيني بامتياز، أمضاه رئيس مجلس النوّاب نبيه بري في عين التينة، خصّصه لمتابعة تطوّرات الملف الفلسطيني، صدر عنه موقف فلسطيني مُوحّد لفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" و"تحالف القوى الفلسطينية"، برفض "صفقة القرن" الأميركية - الصهيونية ومقاطعة "ورشة المنامة".
فقد شهد يوم السبت، سلسلة لقاءات عقدها الرئيس بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع الوفدين - كل على حدى - قبل لقاء قصير بينهما، لتأكيد العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتنسيق الموقف لبنانياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، لمواجهة الصفقة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وانعكاسات ذلك على المستوى العربي.
هذا اللقاء هو الأوّل الذي يُعقد على هذا المستوى الرفيع بين وفدين من المنظّمة والتحالف منذ فترة طويلة.
فقد استقبل الرئيس بري عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" فتحي أبو العردات، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك وعضو المكتب السياسي محمد جباوي.
ثم عقد الرئيس بري لقاءً قصيراً بين الأحمد والسفير دبور وأبو العردات مع وفد مركزي من الأمناء العامين لـ"تحالف القوى الفلسطينية"، كان يزوره، وضمَّ: نائب رئيس حركة "حماس" صالح العاروري، حسام بدران وأحمد عبد الهادي عن الحركة، عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الإسلامي" أبو سعيد ومسؤولها في لبنان إحسان عطايا، وعن قيادة "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" خالد جبريل وأبو كفاح غازي، أمين سر حركة "فتح - الإنتفاضة" أبو حازم ومسؤول لبنان أبو هاني، وعن منظّمة "الصاعقة" أبو حسن غازي، وعن "جبهة التحرير الفلسطينية" نائب الأمين العام أبو نضال ومحمد ياسين، وعن "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني" الأمين العام خالد عبد المجيد وشهدي عطية، في حضور حايك وجباوي.
الأحمد
بعد اللقاء قال الأحمد: "سعدنا بلقاء الرئيس بري، حيث اعتدنا أنْ نبقى على تواصل دائم معه. الرئيس بري أحد الأعمدة اللبنانية والعربية في نضالها من أجل قضيتها الأولى المركزية القضية الفلسطينية، والدفاع عن القضايا العربية عموماً. ونحن في مرحلة خطيرة بل هي أخطر ما واجهته الأمة العربية منذ عشرات السنين وهي ما يُسمّى بـ"صفقة القرن"، والتي تحت هذا الإسم العجيب الغريب السخيف تحتمي الإدارة الأميركية برئاسة ترامب، مُتحالفة مع اليمين الإسرائيلي المتطرّف بقيادة نتنياهو، من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة "إسرائيل الكبرى"، التي بدأت خطوات تنفيذها منذ أكثر من سنة ونصف السنة، ونحن في القيادة الفلسطينية في معركة لن تتوقف منذ كانون الأول/ديسمبر 2017، في مجابهتنا للإدارة الأميركية في كل الساحات الدولية، ومع اليمين الإسرائيلي المتطرّف بقيادة نتنياهو".
وأضاف: "أكد الرئيس بري على الموقف الثابت للقيادة اللبنانية والشعب اللبناني، والذي لمسته في زيارتي التي اختتمها باللقاء مع دولته. وقد شعرتُ بهذا الموقف لدى تسليمي رسالة الرئيس "أبو مازن" إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولقائي مع رئيس الوزراء وكل اللقاءات التي جرت مع الرسميين والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية، وسألتقي قريباً الفاعليات السياسية اللبنانية والرؤساء الروحيين للطوائف كافة".
وتابع: "الموقف اللبناني واحد، ولعل الموقف الذي أُعلن خلال وجودي وقبل وصولي مراراً أن لبنان لن يشارك في "ورشة البحرين" التي هي ليست قضية اقتصادية، بل تتناول أخطر جانب في "صفقة القرن"، ويريدون أن يبتزوا العرب مليارات الدولارات لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال تصفية قضية اللاجئين، يعتقدون أنه باستطاعتهم رشوة فلسطين ولبنان والأردن من أجل توطين الفلسطينيين وإغلاق قضية اللاجئين، وهذا لن يكون".
وقال: "كانت البداية بعدم المساهمة في ميزانية "الأونروا"، لكن تكاتفنا جميعاً وتمكنا من سد الثغرة المالية في "الأونروا" للعام 2019، وسنكون إن شاء الله قادرين على استمرارها أولاً لتقوم بمسؤولياتها السياسية، وتعريف من هو اللاجئ. اللاجئ هو من طرد من فلسطين وأحفاده وأحفاد أحفاده إلى أن يعودوا جميعاً إلى وطنهم فلسطين وفق قرار الأمم المتحدة 194".
وأضاف: "اليوم مصادفة هو يوم مشؤوم، وأمس كان آخر يوم في القتال البشع الذي جرى في غزة عام 2007. سماه البعض الحسم، وسماه البعض الانقلاب، وسماه البعض التمرد. ليس هذا هو الموضوع، اليوم ذكرى مرور 13 عاماً على الإنقسام (الفلسطيني) والرئيس بري في كل لقاءاتنا، بل هو على تواصل دائم، ومؤخراً قام بحركة نشطة منذ أكثر من شهر، وكانت إحدى النقاط التي ناقشناها أثناء لقائنا هو أنّه يجب إنهاء الانقسام ومَنْ يُريد أنْ يتصدّى لحلم "إسرائيل الكبرى" فعلاً علينا أنْ نُنهي الإنقسام أولاً في الساحة الفلسطينية، ونضع حدّاً لمحاولة تقسيم أمتنا العربية. وعلينا أن نُفشل "صفقة القرن" من جذورها، ليس فقط نخوض معارك ونرهق أنفسنا، ويلهونا عن مجابهتنا للاحتلال الإسرائيلي".
واستدرك: "لذلك، ركّز الرئيس بري على هذه المسألة، وأثناء وجودي عند دولته، هناك عدد من الأخوة الفلسطينيين منهم من قيادة "حماس" و"الجهاد" و"الصاعقة"، و"القيادة العامة"، والذين أعرفهم أسميهم. ولقد التقينا لدقائق ولنا موقف موحّد نعبّر عنه وعبّرنا عنه ويعبّر عنه الجميع، وعبّر عنه أيضاً الرئيس بري ولبنان بأجمعه. كلنا ضد "صفقة القرن"، وهذا يلقى علينا مسؤولية كيف نفشل "ورشة المنامة" المتفرّعة من "صفقة القرن" ونمنع انعقادها قبل أن تُعقد، وإذا لم نتمكّن من منع انعقادها نفرغها من انعقادها قبل أنْ تُعقد".
وختم الأحمد: "أنا أقول لكم حتى تحرّكنا كقيادة فلسطينية والموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة بها وفكرتها أنهاها عملياً، وعندما انضم لبنان وقال لا أنهاها بامتياز، لذلك نأمل أيضا لقاء الرئيس بري مع أخوتنا الفلسطينيين الذين تركتهم مجتمعين معه، أنْ تنجح جهود دولته في جعل الكل الفلسطيني، كما وقف موقفاً مُوحّداً في رفض مُحاولة تصفية القضية الفلسطينية ورفض "صفقة القرن"، أن ننهي الإنقسام البغيض في هذا اليوم الذي يصادف في ذكرى مرور 13 عاماً على الانقسام".
"التحالف"
ثم عقد الرئيس بري لقاء مع وفد أمناء والقيادة المركزية لـ"تحالف القوى الفلسطينية"، الذي تحدّث بإسمه العاروري، فقال: "تشرّفنا بلقاء الرئيس بري، وكانت هناك نقطتان أساسيتان على جدول أعمالنا:
- النقطة الأولى البحث في موضوع "صفقة القرن" وهو المشروع الأميركي الذي تصمّمه الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية على مقاس المصالح الصهيونية، والإضرار بالمنطقة كلها على حسب الرؤية الأميركية. هناك موقف فلسطيني مُوحّد لكل هذه الفصائل على رفض "صفقة القرن" والمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية لحساب الكيان الصهيوني، وموقف الرئيس أيضاً موقف واضح وثابت وقاطع برفض هذه الصفقة وكل أدواتها ونتائجها. وندعو جميع القوى الفلسطينية والأخوة المشاركة هنا على أنْ يكون هناك ثبات وتمترس خلف هذا الموقف، ولدينا قناعة تامة بأنّ الإلتفاف الفلسطيني المُوحّد حول رفض "صفقة القرن" سيُفشِل هذه الصفقة مهما كان هناك من محاولات وضغوطات وإغراءات لتمريرها.
- النقطة الثانية: موضوع الوجود الفلسطيني في لبنان أيضاً نحن متفقون والرئيس وجميع القوى الفلسطينية، على رفض التوطين الفلسطيني في لبنان، باعتباره عنواناً لتنازلنا عن حقنا التاريخي والوطني في أرضنا وبلدنا فلسطين، لذلك نحن نرفض التوطين ليس في لبنان فحسب، بل في كل مكان. الفلسطيني وطنه بيته في فلسطين، هذا وطننا ولن نرضى له بديلاً، رغم أن لبنان وكل دولنا العربية والإسلامية هي بيوتنا، لكن وطننا الذي يجب أن نعود إليه هو فلسطين".
وأضاف: "تكلّمنا في أوضاع الفلسطينيين في لبنان، وحقهم في أنْ تكون لديهم حياة كريمة مثل إخوانهم اللبنانيين، وهذا لا يتعارض بحال من الأحوال مع الحق الوطني في العودة الى فلسطين. هناك إنْ شاء الله توافق بين هذه القوى مع الرئيس في كل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني في لبنان، وبحقوق الفلسطينيين، وبسلاح الفلسطينيين داخل المخيّمات أيضاً، والإلتزام الفلسطيني بأنْ يكون هذا السلاح رمزاً لاستمرار نضالهم وقضيتهم الوطنية، وليس لأي صراعات داخلية أو لأي استخدامات داخل الساحة اللبنانية، وجميعنا كفصائل ملتزمون بأنّ هذا السلاح هو رمز لاستمرار النضال والعودة إلى فلسطين، وليس لأجل صراعات داخلية بيننا بأي حال من الأحوال، شاكرين الرئيس بري، وآملين إنْ شاء الله أنْ يكون هذا الموقف الصلب الفلسطيني واللبناني، صخرة تتحطّم عليها كل المؤامرات على قضية فلسطين ولبنان والمنطقة العربية جميعاً".
"الانتفاضة الفلسطينية" تُشارك رسمياً في اجتماعات "منظّمة التحرير" 
ترأس عضو اللجنتين التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" المشرف العام على الساحة اللبنانية عزام الأحمد اجتماعاً لمسؤولي فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان في مقر سفارة دولة فلسطين في بيروت.
تميّز هذا الاجتماع بالمشاركة الرسمية الأولى لـ"حركة الانتفاضة الفلسطينية"، التي تمثّلت بأمينها العام حسن زيدان، ما يعني أنّها أصبحت رسمياً  في إطار فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية".
وكانت "حركة الانتفاضة الفلسطينية" قد وُلِدَتْ في 17 كانون الأول 2017، بقيادة زيدان، الّذي كان قد شغل سابقاً منصب أمين سر حركة "فتح - الانتفاضة" في لبنان، وقدّم استقالته بعد القرار الّذي اتُخذ بفصل مسؤول الحركة في الشمال خليل ديب.
وأصبح إطار "منظّمة التحرير الفلسطينية" في لبنان يتألّف من 10 فصائل، هي: "فتح"، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني"، "جبهة التحرير الفلسطينية"، "جبهة التحرير العربية"، "الجبهة العربية الفلسطينية"، "حزب الشعب"، "فدا" و"حركة الانتفاضة الفلسطينية".

 

المصدر : اللواء