حوارات هيثم زعيتر >حوارات هيثم زعيتر
دريد ياغي لـ"تلفزيون فلسطين": قضية العرب المركزية التي تحفظ لهم حقوقهم في أوطانهم قبل فلسطين، هي فلسطين
دريد ياغي لـ"تلفزيون فلسطين": قضية العرب المركزية التي تحفظ لهم حقوقهم في أوطانهم قبل فلسطين، هي فلسطين ‎الأربعاء 11 09 2019 18:35
دريد ياغي لـ"تلفزيون فلسطين": قضية العرب المركزية التي تحفظ لهم حقوقهم في أوطانهم قبل فلسطين، هي فلسطين

جنوبيات

أكد نائب رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" دريد ياغي أن "قضية العرب المركزية التي تحفظ لهم حقوقهم في أوطانهم قبل فلسطين، هي فلسطين".
وقال في حلقة برنامج "من بيروت"، على شاشة تلفزيون فلسطين، من إعداد وتقديم الإعلامي هيثم زعيتر: "إنّ اهتمام الشهيد المُعلّم كمال جنبلاط المُباشَر بالقضية الفلسطينية، والعلاقة المتينة بين كمال جنبلاط و"أبو عمّار" منذ ستينيات القرن الماضي، والتي استمرّت مع وليد جنبلاط، مُستمرّة ومُتواصلة مع الرئيس محمود عباس، وهي مُمتازة ووطنية، ونحن في "الحزب التقدّمي الاشتراكي" مازلنا نقف وقفة تضامنية مع حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما يُؤكد متانة العلاقة اللبنانية - الفلسطينية".
وشدّد على أنّه "يُسجَّل للرئيس الفلسطيني محمود عباس السَبَق في تصدّيه ورفضِهِ لـ"صفقة القرن"، التي كانت فضيحة ما بعدها فضيحة، فلم يكن أحدٌ من الفلسطينيين مُشاركاً في الورشة التي عُقِدَتْ في المنامة".
وأشار إلى أنّ "الحركة الوطنية اللبنانية" أعلنت تشكيل المجلس المُشترك للعلاقات اللبنانية - الفلسطينية، المُتمثّل بـ"الجبهة العربية المُشارِكة"، وأصبح كمال جنبلاط أميناً عاماً لها في ما بعد، وكانت تُشكِّل الحماية الوطنية للتحرّك الفلسطيني، الذي شهد في بادئ الأمر مُؤامرات عديدة مُختلفة. وقد استطاعت هذه الجبهة، بأحزابها الوطنية والقومية، أنْ تُشكّل حاجزاً مانعاً لكل المُؤامرات ضد القضية الفلسطينية، وعلى وجود الفلسطينيين تحديداً في لبنان، ما اضطرنا إلى حمل السلاح للدفاع عن وجودهم وحقّهم في الحياة، وفي عودتهم إلى وطنهم فلسطين".
وشدّد على أنّ "العلاقة بين الرئيس عرفات والقوى الوطنية في لبنان، كانت مُعمّدة بالدم، وواجهنا صعوبات كثيرة طوال هذه السنوات، ومنذ اليوم الأوّل الذي التقينا به في العام 1968 في الأغوار (نحن مجموعة شباب من لبنان) قال لنا: "سنعود قريباً إلى فلسطين"، وبقي وحتى تاريخ مُغادرته بيروت، يُردّد دائماً من هنا إلى فلسطين، فهو كان مُؤمناً بالعودة إلى فلسطين إيماناً حقيقياً، وكأنّه يرى ذلك يحصل".
وأضاف: "بعد كل المُؤمرات التي حصلت استمرّت العلاقة مع الفلسطينيين، ولم تنقطع، وعندما أتى الرئيس "أبو عمّار" سرّاً إلى طرابلس، أرسل بطلبي، وذهبتُ إليه، وتناقشنا في كل الأمور، وكان قراره المُغادرة مُجدّداً".
وجدّد ياغي تأكيد أنّ "القضية الفلسطينية المركزية، هي التي تجمع العرب، وهي التي تُحرّر العرب من داخلهم، لأنّ كمال جنبلاط كان يقول: "يجب أنْ نتحرّر من الداخل قبل أنْ نُطالب النّاس أنْ يتحرّروا من الاستعمار"، وهذا ما يجب أنْ يتم".
وأكد أنّ "هناك إصراراً لدى الشعب الفلسطيني بتمسّكه بأرضه وكيانه، ولا تستطيع أي قوّة أنْ تُغيّر شيئاً، مهما بلغت من التصرّف اللاعقلاني، ومهما أصدر ترامب من قرارات بشأن القدس لا تُضيف شيئاً، فالقرار هو قرار الشعب الفلسطيني، هذه عاصمته ومُقدّساته، ولا يستطيع ترامب أو غيره تثبيت هذا الأمر إطلاقاً"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل تُحاول استغلال الظروف بما يُقدّمه ترامب من دعم عائلي ومالي في مشروع "صفقة القرن" والمساعدات التي يلوّح بها إلى بعض الدول، وخرق القاعدة بشكل مُخيف على المستوى العالمي والدولي بإعطاء الأماكن الفلسطينية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم الهدايا لهم، وهو لا يملك حتى يعطي، وبإمكانه أنْ يُهدي صهره ما يشاء لكن ليس أرض فلسطين، وتتجلّى وحدة الفلسطينيين في كل يوم، ولا بد من تقديم الدعم والمُساعدة لهم والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في مُواجهة المُخطّطات والصفقات".
ولفت إلى أنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبتز العالم، وكل أعماله وأفعاله ستذهب مهب الريح في ما بعد، لأنّ هناك في العالم قولاً لقوى أخرى لا توافق أقواله ولا تصرّفاته ولا ابتزازه للمال في العالم كله".
ورأى أنّ "الاحتلال يتوجّه بعدوانه إلى القدس والضفة الغربية والمُستوطنات، ومعنى ذلك أنّه يريد أنْ يشطب الشعب الفلسطيني من الخارطة، والذي هو صاحب الحق في أرضه ووطنه"، مُشدّداً على أنّ "التصدّي لمُحاولات بعض الدول نقل سفاراتها إلى القدس، ليست مهمة فلسطينية فقط، بل يجب أنْ تتحرّك الدول العربية والإسلامية والأصدقاء بالتصدّي لذلك، ولا يُمكن لأحد أنْ يُغيّر وجه التاريخ، رغم القوّة والإمكانيات العظيمة، خاصة إذا كان هذا التاريخ ثابتاً ناصع البياض، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة تعطي للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وهذا يحتاج إلى تحرّك عربي ليُشكّل مُنطلقاً أساسياً لتحرّك دبلوماسي نحو دول العالم".
وكشف ياغي عن أنّ "الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعث برسالة عن طريق الدكتور عصام السرطاوي طلب فيها لقاء زعماء في أوروبا، فقمتُ بالتواصل معهم لتأمين اللقاءات التي تمَّت، ونجحنا في إدخال حركة "فتح" عضواً مراقباً في الاشتراكية الدولية، رغم أنف "حزب العمل" الإسرائيلي، الذي حاول منع ذلك".
واعتبر نائب رئيس "الحزب التقدّمي الاشتراكي" أنّ "إلباس وليد جنبلاط "الكوفية" الفلسطينية إلى نجله تيمور، التزام بما آمن به كمال جنبلاط، ثم وليد جنبلاط، وهو يسلّم إلى إبنه تيمور القيادة، له معنى خاص أنّ هذا البيت والحزب هو في هذا الاتجاه نحو فلسطين".
وأوضح ياغي أنّ "الحزب التقدّمي الاشتراكي، يُؤمن بالراحة الفكرية والنفسية بأنّ الشعب الفلسطيني، الذي حُرِمَ من أرضه ووطنه، من حقّه أنْ يعيش باحترام في البلد الذي استضافه، وهو شعب أخ لنا في العروبة والإنسانية، ووجود الفلسطينيين في لبنان لا يتساوى مع وجود غيرهم، والقضايا لا تُحل بهذه الطريقة، فهناك قوانين مرعية الإجراء، كل ما في الأمر أنّه يجب أنْ تصدر المراسيم التطبيقية لهذه القوانين حتى "تقونن" الحركة الاجتماعية الخاصة بالفلسطينيين، في لبنان، وهذا لم يحصل، وهو خطأ ويحصل في دول عديدة، وكان يجب أنْ تصدر المراسيم التنظيمية للفلسطينيين، وكنّا لا من قريب ولا من بعيد، دخلنا هذه الحسابات، وهذا تقصير من السلطة اللبنانية، لذلك ما زلنا نقف إلى جانب الحقوق الفلسطينية وقفة قومية مُتماسكة، انطلاقاً من موقف ثابت لا يتزعزع كان موجوداً واستمرَّ مع الرئيس "أبو مازن".