صحة >صحة
ملتقى حوار وعطاء بلا حدود يُشارك في إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول خطورة مرض السكري على أمراض القلب والشرايين
ملتقى حوار وعطاء بلا حدود يُشارك في إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول خطورة مرض السكري على أمراض القلب والشرايين ‎الأربعاء 9 10 2019 12:28
ملتقى حوار وعطاء بلا حدود يُشارك في إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول خطورة مرض السكري على أمراض القلب والشرايين

د. طلال حمود


أطلق وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر أمراض القلب عند مرضى السكري تحت شعار "عندكن سكري؟ فكّروا بقلبكن واستشيروا حكيمكن"، بالتعاون مع "الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهون" و"الجمعية اللبنانية لأمراض القلب" وشركة "بوهرنجر إنجلهايم" المتخصصة في قطاع الصناعات الدوائية وذلك في مؤتمر صحافي في وزارة الصحة العامة حضره نقيب الصيادلة الدكتور غسان الأمين ورئيس "الجمعية اللبنانية لأمراض القلب" الدكتور مالك محمد ورئيسة "الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهون" الدكتورة باولا عطا الله ومدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة العامة الدكتور أكرم شتي والدكتور طلال حموي ُممثلاً عن جمعية عطاء بلا حدود وملتقى حوار وعطاء بلا حدود ومدير شركة "بوهرنجر إنجلهايم" في لبنان والشرق الأدنى فؤاد جويدي والمستشار الإعلامي لوزير الصحة الدكتور  محمد عياد ومدير دائرة العناية الطبية في الوزارة الدكتور جوزف الحلو وحشد من الممثلين عن المجتمع الطبي المحلي.
وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على العلاقة التي تربط بين السكري وبين أمراض القلب والأوعية الدموية، لأن الإصابة بالسكري من النوع الثاني تعرّض الأفراد لخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، في حين أن التزام مرضى السكري بإدارة عوامل الخطر لديهم قد يساعدهم على تجنّب أو تأخير إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير الدراسات التي اجريت في لبنان إلى أن نِسب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني تتراوح ما بين 8% إلى 11% حسب العمر، وهو ما يستوجب تعزيز جهود التوعية والتثقيف الصحي للحد من إزدياد نسب الإصابة بالمرض في لبنان.
وفي الكلمة التي ألقاها، أوضح وزير الصحة العامة د. جميل جبق أن الوزارة تهدف من خلال حملات التوعية المتتالية إلى تعريف المجتمع بالمخاطر الصحية المحدقة به، فلعلّ المواطنين يتفادون تفاقم أمراضهم وما تتسبب به من أوجاع وكلفة، وتعقيدات أخرى.
وقد كانت في الإحتفال كلمات اخرى قيّمة لكل من الدكتور اكرم اشتي والدكتور مالك محمد والدكتورة باولا عطا الله ومسؤولي الشركة الطبية المذكورة التي تسوّق لأدوية جديدة فعالة جداً لعلاج مرض السكري.
وبهذه المناسبة كان لي لقاءات سريعة مع كل الأصدقاء المُشاركين في هذه الحملة ومنهم معالي الوزير الصديق د جميل جبق وبعض الأصدقاء في مكتبه. وبصفتي طبيب ناشط و"مُتخصّص بأمراض القلب والشرايين عند المرضى المُصابين بمرض السكري" أدعو جميع الإعلاميّين والناشطين في هذه المجالات للمُشاركة ودعم هذه الحملة الوطنية بكل
الإمكانيّات المُمكنة وهي حملة سَتستّمر فعاليّاتها لفترة شهر وتتضمّن نشاطات وفاعليات هادفة لتوعية المجتمع حول هذا المرض الخطير وتأثيره على القلب. وتأتي أهمية هذا النشاط من مُنطلق صُحي- علمي وإقتصادي مُتقدّم خاصةً وأنّ كِلفة علاج هذه الأمراض مُرتفعة جداً في كل دول العالم ولأن مرض السّكري والبدانة هُما مرضان من اكثر الأمراض إنتشاراً حالياً. وهما من اهم التحدّيات التي تواجهها البشرية في الوقت الحاضر وفي السنوات القادمة.
وتُشير الإحصاءات العالمية أنّ عدد المُصابين بمرض السكري سيرتفع الى حوالي ٤٥٠ مليون مُصاب أو أكثر في كل أنحاء العالم في سنة ٢٠٣٠ وستكون الحُصة الأكبر من هذه الزيادة من نصيب الدول المُتقدّمة نتيجة إنتشار البدانة و"نمط الحياة الغير صحي" المُعتَمِد على تناول الوجبات السّريعة والخمول والجلوس لساعات طويلة على شاشات التلفاز او وسائل التواصل الإجتماعي او الألعاب الألكترونية. وأيضاً بسبب عدم إهتمام بلادنا بهكذا نظام صحّي سليم لأن اولويات شعوبنا ومواطنينا اصبحت في مكان آخر بسبب الأوضاع الإقتصادية والمالية والإجتماعية والمعيشية التي يجتازها لبنان. وأيضاً بسبب عدم إهتمام بلادنا بتشجيع الرياضة لأن مشاكلنا السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية أكثر من أن تُحصى أو تُعد مما يجعل تشجيع الرياضة او القيام بها من آخر اولويّات مُجتمعاتنا. لكن نصيب الدُول النامية من هذه الزيادة ليس بالقليل لأن هذا "النمط الغير صحي للحياة" مُنتشر كثيراً ايضاً في لبنان ومعظم الدول العربية -خاصة في دول الخليج العربي-ممّا يستدعي حالة إستنفار عالمية ووطنية لمواجهة مرضي السكري والبدانة لأنهما سيكونان حقاً مرضا العصر في العشرين سنة القادمة. وستكون فاتورة علاجهما كبيرة جداً - وهي هكذا اصلاً حالياً- وهذا ما يُحتّم علينا القيام بخطوات سريعة لمنع إنتشارهما. ويُصيب السكري حالياً حوالي ١٥ الى ٢٠ بالمئة من الشعب اللبناني وهنا الخطورة. وتُشير الدراسات ان حوالي ٧٠ بالمئة من مرضى السكري يَتوّفون بسبب امراض القلب والشرايين.
ولذلك سوف اوافيكم على مدى عدّة ايام بعدّة مقالات تُسلط الضوء على علاقة السكري بأمراض القلب: خطورته، إنتشاره، الأسباب البيولوجية والسريرية لتفاقم حالة مرض القلب والشرايين عند المُصابين بالسكري ولماذا يُشّكل السكري العدو الأول للقلب؟ وما هي العلاجات الأفضل في عام ٢٠١٩ على ضوء ظهور ادوية جديدة وفعالة جداً للسكري تحمي وقد تَقي حتى من امراض القلب وتحدّ منها بعكس ما كان سائد منذ زمن طويل. حيث ان مُعظم الأدية التي كانت تُستعمل كانت إما من دون فائدة على مرض القلب وإما مُضرّة جداً وخطيرة على القلب.وهذا ما شكّل ثورة كبيرة في علاج مرض السكري لا نزال نشهد اهم فصولها منذ حوالي ٥ سنوات. لأنّنا اصبح لدينا أدوية للسكري قد تمنع حدوث مرض القلب. الموضوع مُمتع ومُشوّق وتوقّعوا عدّة مقالات عنه في الأيام القادمة.