مقالات مختارة >مقالات مختارة
آفة المخدّرات وحبوب الهلوسة ما زالت تغزو مدينة صيدا
آفة المخدّرات وحبوب الهلوسة ما زالت تغزو مدينة صيدا ‎الاثنين 10 10 2016 12:07
آفة المخدّرات وحبوب الهلوسة ما زالت تغزو مدينة صيدا
أنواع مختلفة من المخدّرات

ثريا حسن زعيتر

لم يعد خافياً على أحد في مدينة صيدا مدى استفحال انتشار آفة المخدّرات بكل أنواعها وحبوب الهلوسة، وخاصة في المدينة القديمة وأزقّتها، حيث دفع العديد من المدمنين حياتهم ثمناً لها دون أي اهتمام، حتى باتت هذه الآفة تشكّل خطراً على حياة المواطنين وأصبح الكثير منهم يخافون الدخول إلى الحارات والأحياء ليلاً وأحياناً نهاراً، حيث لا رادع يمنع هذه الفئة من الشباب من افتعال مشاكل إنْ كان داخل المنازل أو في الشوارع، ناهيك عن أنّ البعض بات يسرق أغراضه الخاصة من منزله، وذلك جرّاء العوز والحاجة لتأمين ثمن المخدّرات، التي تتزامن مع البطالة وانعدام فرص العمل لدى المتعاطين، علماً بأنّ هذه الآفة لم تعد تقتصر في انتشارها في المجتمع الفقير إنّما أيضاً في كافة الصعد الاجتماعية وبين الطبقة الراقية وصولاً إلى طلاب المدارس.

في الأيام الأخيرة نلاحظ أنّ الجهات الرسمية والفاعليات المدينة، بدأت تقوم بحملة للتوعية من خطورة هذه الآفة بعد وفاة أكثر من شخص جرّاء تعاطي المخدّرات، مما دقَّ ناقوس الخطر في صيدا، لكن هل هناك إمكانيات لتعقّب مروّجي المخدّرات وتوقيفهم نهائيا وليس بإطلاق سراحهم بكفالات مالية ومعالجة المدمنين لأنهم ضحايا وهم مرضى وبحاجة للاعتناء والعلاج، خاصة أن هناك دراسات أُعدّت من قِبل مكتب مكافحة المخدّرات تُظهِر أرقاما خيالية عن عدد المتعاطين وهي تزداد كل أسبوع، رغم أنّ المكتب الإقليمي لمكافحة المخدّرات في الجنوب تمكّن من الإيقاع بأحد أبرز وأخطر تجّار ومروّجي المخدرات (موفق. ع) من سكان صيدا القديمة في عملية أمنية نوعية للمكتب الإقليمي لمكافحة المخدّرات في الجنوب بإمرة الرائد هيثم سويد وبعد عملية رصد ومتابعة دقيقة حيث يعتبر صيداً ثميناً كونه من المطلوبين الخطرين والبارزين المتورّطين في ترويج المخدّرات والإتجار بها، ويشتبه بأنّه مَنْ قام بتزويد أحد الشبان بالمخدّرات، الذي عُثِر عليه مؤخّرا جثة هامدة في أحد أحياء صيدا القديمة، وتبيّن حينها أنّ سبب الوفاة جرعة زائدة من مادة مخدِّرة.
تجربة... وندم
جلس الشاب (م- ق) (31 عاماً) على كرسيه في باب السراي داخل صيدا القديمة، وهو ينظر إلى السماء متحسّرا ونادما، على السنين التي ذهبت من حياته هدرا، وفي عينيه حسرة وعتاب على الزمن الغادر، وقال: كنت في أول شبابي منذ 10 سنوات وبدأت أوّل مرّة أجرّب المخدرات مع أصحابي، فقد شاهدت بعضهم يأخذون الحبوب، فأخذت حبة وجربتها وكنا نفرح وكأننا أنجزنا مهمة في حياتنا، وللأسف لم نكن نعلم بأننا نذهب إلى الهاوية والموت، فتعلّق جسمي بها وأصبح يطلب المخدرات بكل أنواعها، ولا اقدر أن أعيش بدونها وهناك أشخاص كثر من صيدا القديمة يتعاطون وخاصة في «باب السراي» والمقاهي وأحياء أخرى، ويكون التعاطي علناً في الليل وأحياناً في النهار.
وأضاف: لقد جرّبت جميع أنواع المخدرات وحبوب الهلوسة، إلا أنني لم أجرّب الإبر، ولا أريد أن أتعاطاها لأنني أعرف أشخاصا توفوا من جرّاء تعاطي الإبر وهي تقرّب الموت لذلك ابتعدت عنها، وحبوب الهلوسة «الترامال» تُباع في الصيدليات في مرطبان بداخله 101 حبة وسعره 6 آلاف ليرة لبنانية ونأخذ ورقة من الطبيب كي نشتريها، للأسف فأنا اشتغل وأصرف معاشي على المخدرات وأيام لا اشتغل أتدين من أهلي وأصحابي ومثلي الكثير من الشباب وهذا فعلا محزن.. أريد أن أتخلص من المخدرات التي تعشش داخل جسمي وأن أعيش مثل باقي الناس ولكن كيف؟ للأسف الدولة إذا أخذتنا لا تعالجنا بل تضعنا في السجن.
تحذير... وخوف
أمام هذا الواقع المخيف، اشتعلت المواقع التواصل الاجتماعية في المدينة، وبدأت التوعية من كارثة قد تلحق بتلاميذ في المدارس، إذ تباع أنواع من المخدرات بشكل جديد ومؤذٍ جداً في المدارس... ويُعرف هذا النوع بإسم «الفراولة السريعة» ويوجد أيضاً نوع من الحلوى الكريستالية تتداول بين الأطفال تشبه الحلوى التي تُعرف بفرقعتها بالفم وإصدارها أصوات طقطقة يفرح بها الأولاد.. ورائحتها مثل الفراولة تنتشر بين الأولاد في ملاعب المدرسة.. يمضغها الأولاد ظنا منهم أنها حلوى ثم ينقلون إلى المستشفيات بعد أكلها في حالة مفجعة.. وتأتي أيضاً بطعم الشوكولا أو زبدة الفستق أو الكولا أو الكرز أو العنب او البرتقال.. فنطلب من الأهل أن يمنعوا أولادهم عن أن يقبلوا أي حلوى من الغرباء ولا من أصدقائهم (الذين قد يكونون اخذوها بدورهم من شخص ما) وخاصة تلك التي تنطبق عليها هذه المواصفات وأن يبلغوا الإداريين والمسوؤلين المعنيين فورا إذا حصل ذلك..
 

 
حبوب مخدِّرة برائحة الفراولة   وفاة بسبب جرعة زائدة من المخدّرات في صيدا
     
تعليقات