بأقلامهم >بأقلامهم
بطاقة المعلم حل منطقي لإنقاذ التعليم في المدارس الرسمية
بطاقة المعلم حل منطقي لإنقاذ التعليم في المدارس الرسمية ‎الأحد 12 02 2023 18:19 لينا وهب
بطاقة المعلم حل منطقي لإنقاذ التعليم في المدارس الرسمية


قدّمت إحدى معلمات المدارس الرسمية على البطاقة التمويلية منذ انطلاقتها منذ أكثر من عام، لعل ذلك يخفف العبء عن كاهل أسرتها وخصوصا أن مرتب زوجها بالليرة اللبنانية يكاد لا يكفي الضروريات من المأكل والملبس وإيجار البيت والتنقلات اليومية، ذهابا وإيابا من وإلى العمل. فكان الرد بأنها تتلقى مساعدة اجتماعية من الدولة فلا يحق لك بالبطاقة التمويلية بإشارة إلى الحوافز التي تعطى إلى معلمات المدارس الرسمية والتي تبلغ قيمتها ما يقارب الـ٩٠$ أقصاه، وهو مبلغ زهيد يكفي لشراء الحليب والحافضات لرضيعتها والفوط النسائية إن كان هناك بحبوحة وتبقى منه شيئًا، وكذلك الأمر بالنسبة لمرتبها الشهري، والذي تقبضه متأخرًا غالبّا فلقد تآكلت قدرته الشرائية أمام انهيار سعر صرف الليرة وجنون ارتفاع سعر صرف الدولار وأصبح بالكاد يكفي كمصروف جيب وبدل للمواصلات.

تسهب تلك المعلّمة  عن ضائقتها المالية لموقعنا وتخبّرنا عن قلقها من أن تحتاج هي أو أحد أولادها الصغار طبيبًا لا قدر الله وهي لا تملك لا ثمن الفحصية التي أصبح أقلها كثير أو ثمن الدواء الذي أصبح يفوق قدرتها المالية على الشراء وتتساءل عن حال باقي المعلمات والأساتذة وموظفو قطاع التعليم الرسمي وكيف يمكنهم الصمود في ظل الكارثة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد. وتبدي فائق قلقها على التلاميذ الذين حرموا من التعليم نتيجة التعسف المعيشي الذي يعيشه كل من المعلّم الذي يتقاضى أجرا أقل من زهيد والتلميذ الذي لا يملك القدرة المالية لارتياد المدارس الخاصة وينتظر بصبر وحرقة العودة إلى المقاعد الدراسية.
في هذا السياق تثني المعلمة على تضامن الروابط التعليمية والتربوية للمطالبة بحقوقهم وتشيد بعملهم وتناشد وزارة التربية والحكومة إلى النظر بعين الرحمة والعدل في موضوع مستحقات ورواتب وحوافز وبدلات النقل والاستشفاء للمواطنين.

انطلاقا مما سردته تلك المعلّمة قد يكون الحلّ المستهلم من البطاقة التمويلية هو بطاقة المعلّم أي بطاقة على غرار البطاقة التمويلية ولكن خاصة بالمعلمين والمعلمات والموظفين والعاملين في المدارس الرسمية سواء أكانوا في الملاك أم متعاقدين أم مستعان بهم. لتكون هذه البطاقة كحل إضافي إلى التعديلات التي تم التحدث عنها مؤخرا بالنسبة إلى بدل الإنتاجية والمواصلات وبدل الساعة التعليمية والرواتب المعدلة مؤخرًا على أن يكون في هذه البطاقة ميزة إضافية عن البطاقة التمويلية تسمح لمستحقيها بتلقي حسومات على الاستشفاء والأدوية والمواد الغذائية والبنزين في مراكز معينة تستطيع أن تتفق مع الدولة بهذا الشأن. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تتفق وزارة التربية ما إن وافقت الحكومة مع المصارف لإصدار هكذا بطاقات وتحويل الرواتب والمستحقات إليها والدفع عبرها وبذلك تحريك للعجلة الإقتصادية من أكثر من منظور إن تمت دراسة هذا الحل بشكل يستفيد منه الجميع ويكفل إنقاذ العام الدراسي في المدارس الرسمية.
فالحلول موجودة ليست بالصعبة أقلها قد يتمثل ببطاقة المعلّم

المصدر : جنوبيات