بأقلامهم >بأقلامهم
الطيب عبد الرحيم... من القلة المفتقدين الباقين
الطيب عبد الرحيم... من القلة المفتقدين الباقين ‎السبت 18 03 2023 14:51 سعيد أحمد
الطيب عبد الرحيم... من القلة المفتقدين الباقين

جنوبيات

في قِلتهم وثُلتهم ما زاد وفاض عن تعبير ودلالة كَثرتهم، هم القابضون على جمر حمل راية عانقت سماء الشرق والغرب، فهتفت لها جبال وصداها أوزن بوديان، تلك الراية التي انطوى لها وانطوت تحت ظلها جمرة الدم الساخن، وحبات عرق مدملة بالوجع والقهر ويعلوها كما الدم بهجة الإيمان ولذة الأمل المحمول على رؤية نصر حقيقي يلجم من خلاله وثن ورجس الإحتلال وآثاره ومخلفاته، هم تلك القلة المؤمنة والراسخة برسوخ أقلام لتاريخ مجبول بهممهم وعلياء نفسهم ووعيهم، هو منهم ولهم ومعهم فكان من الكتبة الذين صاغوا في مفترقات الطريق والمسيرة صفحات من تاريخ يبث معانيه في وجه الحداثة ماض وحاضر ومستقبل، هو الطيب بن عبد الرحيم سيد شعراء الثوار في عصره وحامل امتداد الفكرة المعمدة بالدم إلى ما بعده ولمن خلفه، فخلفه في وجده ووجدانه الطيب سيد القلب نقاءا وابداع، سيد الموقف في أقلام المواقف واللحظات القاسية والمربكة والمرتبكة، فكان من القلة المؤمنين والحالمين الحاملين، من القلة المُفتقدين والباقين، من القلة الذين ما حادوا عن وصل الدرب بحلم الاستقلال ونشوة الحرية الممتدة إلى ما بعد الخلود كخلودهم، هو الذي تنادي لإسمه مواقف الارتباك والوقوع في عنق اللحظة احتياج وافتقاد، وتزحف بنا اللحظات في ذكرى رحيل قامتك وجسدك ايها الطيب وما يلف بالحال من حال يغيب عنه البياض إلا في ذلك الأمل الشديد كشدة الإيمان بأن النصر آت، وتنغمر المواقف مع مسلسل الأحداث الدامي بشلال الدم وارتقاء قوافل متسارعة من الشهداء، نفتقدك مع كل انبهار في اللحظة لكل موقف واجب أن يكون أو كلمة بلسم تتعطش في صحراء فقدها لأن تبث ما بها من مودة ورحمة كنت تجيد فن بثها واطلاقها..

الم ينطق الأثير في صوتك الهتاف في بشائر انتصارات فتح بهدير العاصفة وتألقها عند تتويجها وتربعها لريادتها؟؟
الا تشتاق ذرات الهواء لصدى صوتك وتلاطم موجات العصف والتآمر المتلاحقة تعصف بنا فتزلزل جذور الإنتماء والولاء؟ 
اين صوتك يا ابا العبد وكل ما بنا بنا؟ اين إنعكاس خطوك وخطوتك وخطاك وعزتك في فضاء هذا الملوث بكل أشكال ذابحنا وذباحنا في الصبح والمساء ؟؟..
هل تكل الكلمات ام تثكل الملكات في عهد من ارتضى زمنا للعبيد وكنت ممن رفضوا إلا أن يكونوا سادة للدرب وطهارة الطريق حرية وتحقيقا للمصير ..
اعذرنا انك نجوت من لوثة اللحظة ولكننا إلى نجاة السبيل حتما واصلون .. واصلون .......

المصدر : جنوبيات