تعودُ سوريا للعبِ دورها عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، الأمر الذي سيعيد تشكيل المشهد في المنطقة، فلا يمكن أن يستوي المشهد عمّا كان عليه في السّابق، وكلُّ المعطيات تشيرُ إلى تسارع في وتيرة الإقبال العربيّ باتّجاه دمشق.

يؤكد عضو المجلس الشعب السوري خالد العبود في حديث خاص "بجنوبيات" أنَّ ما حصل على مستوى المنطقة كان كبيرًا على الصّعيد العربيّ والإقليميّ والدّولي، فنحن نعتقدُ انُ كان يُبيَّتُ سيناريو جديد للدّول العربيّة، وقضيّتها الأساس فلسطين، والعدوان على سوريا كان لهُ علاقة جذريّة بالعنوان العربيِّ الفلسطينيّ، وبعد أخذ سوريا لدورها العربي واسقاط مشروع العدوان عليها، يعني ذلك اسقاط صفقة القرن، لذلك فصمود سوريا وصعود سوريا من جديد، يعيد القضية الفلسطينية إلى مركزها الأساس، وهذا الذي جعل الكثير من الدول العربيّة تعود للعنوان الفلسطيني المركزي.

عندما نتحدّثُ عن عودة سوريا، نستطيع أن نجزم أن المشهد قد نضج تماما وفق عضو مجلس الشّعب السوري، وهذا سيترافقُ مع استحقاقات عديدة منها ما يتعلّق بلبنان واليمن الذين سيتغيّر المشهد بهما، ففي لبنان سينعكس المشهد المُتبدل للقوى المركزية التي كانت سوريا جزءًا مركزيًّا منها، أو عناوين اقتصادية أخرى، وثمة مجموعة من العناوين العالقة في المنطقة التي سيتمّ حلحلتها في الإقليم، وفق ما يتابعُ العبود.

يتابعُ: صمود سوريا كان مبنيًّا على مقومات صمودها والرُّؤية الاقتصادية والعقل الاقتصادي والسياسي والأمني الذي دار المعركة مع العدوان، عطفًا على صمودِ السُّوريين، وهذا ما أكّد عليه الرّئيس الأسد سابقا من خلال كلامه عن الخُطّة الكاملة والمُتكاملة لمواجهة أيّ عدوان.

يختمُ عضو مجلس الشّعب السوري حديثه مع موقعنا بالتّاكيد على هزيمة المشروع الأميركي الصهيوني، وصعود دور سوريا التعافي، وهذا ما سيتبدّلُ على الخارطة الدّولية، فعدوان الرّبيع العربي سقط وسقطت معه مشاريع الكيان الصهيوني، لصالح جُملة عناوين، وكيانُ الاحتلال في مأزق تاريخي كبير، وفكرة وجود هذا الكيان سقطت نظريًّا وعمليًّا، ونحن أمام سنوات راسخة أساسية عميقة ستضع المنطقة والدول العربية في مكان آخر مختلف تمامًا، مما كان يتطلع لهُ كل من حاك المؤامرات لسوريا والمنطقة.