الأحد 31 كانون الأول 2023 09:34 ص

"لا أمل من دون عمل"!


* جنوبيات

القصّة ليست سنة رحلت وسنة جديدة قادمة في أكثر من علامة استفهام. والرّواية ليست مجرّد أمنيات وتمنّيات، وحلم ليلة عجائبيّة. النقطة الأساسيّة تكمن في قوله تعالى:

 "إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم".
آية كريمة رائعة في معناها وعمق كنهها، وتشكّل منارة تهدي البشر إلى حسن التصرّف ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ. 
فالأمل في الله وليس في(2024)، والعيب فينا وليس في (2023).
كما لن يتغيّر شيء في سنة (2024) إن لم نتغيّر نحن، لأنّ الإشكاليّة ليست في رأس السّنة، الإشكاليّة تكمن في رأس البشر.
 فإن لم نغيّر ما بأنفسنا من خنوع وخضوع واستكانة ومهانة، فلن تتغيّر أمورنا نحو الأفضل.
 وإذا لم نسعَ لتغيير نهج حياتنا ومسلكنا المتمثّل بالاستسلام للواقع، فلن نستطيع أن نغيّر مجرى الأحداث الدراماتيكيّة. 
وإذا لم نعمل على تغيير وجوه السّاسة، فإنّنا سنبقى غرقى في مستنقع السّياسة الفاسد والنتن والمقرف بكلّ أبعاده. 

فيا ربّ الكون، يا سميع يا مجيب، ردّنا إليك ردًّا جميلًا، وألهمنا حسن التّصرّف، وأبدل حالنا إلى أحسن حال. 
اللهمّ قرّبنا إليك قرب المحبّ لا قرب المتذلّل بلا عمل ومن دون أمل. 
اللهمّ وبفضل جودك وجّهنا إلى دروب الخير واجعل السّنة القادمة سنة خير واطمئنان وأمن وأمان واستقرار وراحة بال. 
وعليه،
فلا أمل من دون عمل، ولا حلول من دون الحسّ بالمسؤوليّة الكاملة على كلّ الصّعد والمستويات. ولا نوم على حرير من دون الجهد والكفاح من أجل التغيير. 
ونختم بقول الباري عزّ وجل:
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
صدق الله العظيم 
 

المصدر :جنوبيات