أسئلة كثيرة تُطرح عن السّرّ في اختصاص القرابة إن لجهة الأمّ، أو لجهة الأب، وإن للجهتين معًا.

وعليه، ما السّرّ في اختصاص القرابة من جهة الأمّ بحرف "الخاء"، مثل (خال وخالة)؟ وما السّرّ في اختصاص القرابة من جهة الأب بحرف "العين"، مثل (عمّ وعمّة)؟ وما السّرّ بأنّ حرف "الجيم" هو مشترك بينهما، مثل (الجدّ والجدّة)؟

إنّ الإجابة على هذه الأسئلة تبرز في رمزيّة الحرف ودلالته بالنسبة للوالدين. 
فالخاء في "الخال" و"الخالة" هي خاء الخدّ لأنّ الأمّ هي الخدّ (بمعنى الشقّ في الأرض الذي يوضع فيه الولد كالبذرة في الحرث، ومنه الأخدود). وكذا كلّ قرابة من ناحيتها "خال وخالة".
والعين في "العمّ" و"العمّة" هي عين العرق الذي منه ينزع الولد لأبيه (لعلّه نزعة عرق). وكذا كلّ قرابة من ناحيته "عمّ وعمّة".
أمّا الجيم في "الجدّ" و"الجدّة" فهي جيم الجذر لأنّهما جذر مشترك للوالدين.

ومن منطلق "ترميز الروابط" نجد باختصار:
 أنّ "ج": جذر.
و"ع": عرق. 
و"خ": خدّ.

إنّها اللغة العربيّة أيّها السّادة، لغة "كتاب الله" وما أجملها من لغة، وما أعذبها من كلام، وما أروعها من مفردات.
فلنحافظ عليها في وحدتنا التّرابيّة، وكرامتنا العنفوانيّة، وفي تنشئتنا الوطنيّة.