الاثنين 12 شباط 2024 19:53 م |
مؤتمر "الإسلام والأخوة الإنسانية" يختتم 3 أيام من الحوار |
* جنوبيات
اختتمت مساء أمس أعمال مؤتمر "الإسلام والأخوة الإنسانية" الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالتعاون والشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام "PLURIEL"، على مدى ثلاثة أيام بحضور ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش.
وتناول المؤتمر مواضيع جوهرية تتعلق بالأخوة الإنسانية، من خلال 12 ندوة بحثية و5 محاضرات، تركزت على التحديات الجيوسياسية لوثيقة الأخوة الإنسانية، وإشكالية فهمها، وارتباطها بحقوق الأقليات، والأصول والتداعيات اللاهوتية للأخوة الإنسانية، وتجارب وتحليلات في سياقات وطنية مختلفة، التحديات الحوارية في وثيقة الأخوة الإنسانية.
واعتبر المشاركون أن المؤتمر قد ساهم في هدم الجدران بين المؤسسات البحثية في العالمين العربي والغربي، من خلال توفير منصة للحوار وتبادل الأفكار حول قضايا مهمة، مثل الأخوة الإنسانية والسلام. وشكر الدكتور العلي كل من دعم المؤتمر ورسالته، وخص بالذكر والتقدير معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح والتعايش، ولكل من قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ونيافة الكاردينال ميجيل أيوسو، ومجلس حكماء المسلمين، ولكلّ مَن دعّم المؤتمرَ ورسالتَه. نشكرُ أيضًا شركاءَنا في وزارةِ التسامح والتعايش، على الدعم الذي قدَّموه لنا في هذا المؤتمر، والشكرُ موصول لكافة الباحثين والخبراء والأكاديميين من مختلف المؤسسات الأكاديمية، الذين شاركوا في فعاليات المؤتمر، وأثْرَوا بأفكارهم العلميةِ جلساتِ النقاشِ والحوار البنّاء، التي جسدت فعلًا قيمَ الأخُوّة الإنسانيةِ والتعاون البنّاءفكارهمأ.
كما تقدَّم بالشكر إلى فريقِ المنصةِ الجامعية لدراسة الإسلام ومنسّقها العام الأستاذ الدكتور ميشيل يونس .
مناقشات اليوم الثالث بدوره شدد ستيفانو لوقا، عضو برنامج الدراسة اللاهوتية بين المقاطعات لورنتيانوم، البندقية، على أهمية إعادة التفكير في اللاهوت المسيحي والإسلامي في ضوء وثيقة الأخُوّة الإنسانية، فيما تناول رومان لوج، الأستاذ بالجامعة الكاثوليكية، ليون، بفرنسا في مداخلته قراءة “وثيقة الأخُوّة الإنسانية” في ضوء ما حدث في بداية العلاقة بين المسيحيين والمسلمين. مشيراً إلى ما سماه أُخوّة عقلانية، يمكن أن تتحقق بالحوار. أما عبدالعزيز راجل، عضو كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء المغربية فتطرق إلى قصة النبيّ يوسف، عليه السلام، في القرآن الكريم، كمدخل للأخُوّة الإنسانية حيث تُبرز القصة في شق منها، المقتضيات الأساسية للأخُوّة الإنسانية، والتي جسدها النبي يوسف، عليه السلام، فعليّاً في تصرفاته وعلاقاته مع محيطه الاجتماعي.
من جانبه قدم إيمانويل بيساني، معهد الدراسات الشرقية الدومنيكان، مصر وفرنسا، تجربة في الأخُوّة، مشيراً إلى أنه من خلال متابعة حياة كريستيان دي شيرجي وتعاليمه، نحصل على مثال نظري وعملي للأخُوّة المنفتحة بين المسيحيين والمسلمين. وفي محور “تجارب وتحليلات في سياقات وطنية مختلفة” بيَّن باترس بوردير، من جامعة مونتريال، كندا في مداخلة له المبادرات الرسمية الجديدة للحوار الكاثوليكي الإسلامي في كندا بعد توقيع وثيقة الأخُوّة الإنسانية، والتي تهدف إلى تعزيز الحوار بين المجتمعات الكاثوليكية والمسلمة المحلية في جميع أنحاء كندا، ورصد ونقد وتفكيك التغطية الإعلامية للسلوكيات المتطرفة.
من جانبه شدد إبراهيم جمعة، من جامعة الأزهر على أهمية دور الدين والحوارات بين الأديان في دراسة العلاقات الدولية وصنع السلام. إلى ذلك استعرضت جانواردي سكورور، جامعة خيرون الإندونيسية الحالة الإندونيسية في استقبال وثيقة الأخُوّة الإنسانية من خلال أهم الفاعلين في المشهد التديُّني الإندونيسي، وكذلك تفاعل المجتمع الإندونيسي مع مفهوم الأخُوّة الإنسانية، كما تناول سيدومير نيستوروفيتش، كلية الإدارة العليا، بفرنسا تجربة سنغافورة مشيراً إلى أنها بلد متعدد الثقافات والأعراق والأديان، وأن أساس الاستقرار السياسي هناك هو الوئام والأخُوّة بين جميع الأديان.
واستعرض أنطونيو كوتشينيلو، من جامعة القلب المقدس، إيطاليا، وضع الإسلام والمسلمين في المدارس الحكومية الإيطالية في ضوء وثيقة أبوظبي، وذلك من خلال إلقاء الضوء على التنوع الثقافي والديني في المدارس الإيطالية كنموذج التعليم المتعدد الثقافات. من جانبه قال بنيامين لاتوش، جامعة ليون، فرنسا في مداخلة حول الحوار بين الأديان لتحقيق الأخُوّة بين الأديان، إن الحوار بين الأديان هو الوسيلة المثلى نحو الأخُوّة، وركز على دراسة حالة بعثة أو إرسالية “إسمريا “Ismérie، وهي جمعية أسسها الكاثوليك العلمانيون في عام 2020 ومقرها فرنسا، وتتمثل مهمتها في الحوار مع المسلمين، والعمل من أجل معرفة أفضل عن الإسلام. إلى ذلك أكد وسيم سلمان، معهد الدراسات العربية والإسلامية، روما، أن الإمام أحمد الطيب يتمتع بموقع بارز على الساحة العالمية، وذلك بفضل مواقفه الإنسانية ووثيقة “الأخُوّة الإنسانية”، كما أن البابا فرنسيس يشدد على الروابط العميقة للصداقة التي تجمعه بفضيلة شيخ الأزهر في رسالته عن الأخُوّة والصداقة الاجتماعية”.. وركز على فهم مفهوم الأخُوّة في فكر الإمام الطيب، وذلك من خلال تجديد الفكر الديني، وتبنِّي المنهج المنفتح في فهم النصوص الدينية؛ ما يسمح بالحوار، والحرية الدينية ومكافحة التعصب. من جانبها ركزت ريتا فرج، من مركز المسبار على مناقشة حالة يواكيم مبارك، المفكر اللبناني المتخصص في العلوم الإسلامية، الذي شارك في تشكيل لجنة فرعية حول الإسلام بتوجيه من الفاتيكان، وكانت له تعليقات وتعقيبات على وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني. وكان مهتماً بأصالة الإسلام الإبراهيمية، ودعا إلى الاعتراف الكامل بمكانة الإسلام في العالم الديني الإبراهيمي. بدورها تناولت آسيا شكريب، جامعة الأمير عبدالقادر، الجزائر تحليلاً فكرياً لمشروع “الأخُوّة الإنسانية”، وشدد عل تقاطع الوثيقة مع الأخُوّة الفِطرية بين جميع البشر، والتركيز على القيم الإنسانية المشتركة، وأهمية وضع الإنسان كهدف نهائي وتعزيز الأخُوّة الإنسانية كهدف في حد ذاته، مشيرة إلى أن مشروع هانس كينج المسمّى “الأخلاق العالمية” يتكامل مع وثيقة “الأخُوّة الإنسانية”، وذلك في الاهتمام بالقيم المشتركة وتعزيز التعايش السلمي بين الأديان.
تعاون بين "تريندز" والمنصة الجامعية لدراسة الإسلام المصدر :وكالات |