الاثنين 4 آذار 2024 16:16 م

هيثم زعيتر لـ"الجديد": اجتماع الفصائل الفلسطينية أكد مرجعية "مُنظّمة التحرير" كمُمثّل شرعي وحيد نُريد وقفاً كاملاً لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا وإعادة إعمار قطاع غزّة


* جنوبيات

أكد عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر أنّ "الفصائل الفلسطينية توافقت خلال اجتماعاتها على مدى يومين في موسكو على 10 نقاط، وذلك بحضور الفصائل الفلسطينية الـ14، وأبرز هذه النقاط التوافق على أنّ "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" هي السقف الجامع للفصائل، بما في ذلك حركتَيْ "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بمعنى أنّه لن يكون لدى البعض البحث عن إطار بديل للمُنظّمة، بوصفها مُمثّلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، بعدما فشلت كل المُراهنات سابقاً، والثوابت والاتفاقيات التي تعقدها المُنظّمة يتم الالتزام بها، هذه هي أبرز النقاط الإيجابية لنتائج الاجتماع".
وقال في حوار على شاشة قناة "الجديد" مع الإعلامية ريف عقيل، ضمن برنامج "صحف"، يوم السبت في 2 آذار/مارس 2024، للحديث عن "تطوّرات ما يجري في فلسطين ولبنان، ونتائج اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو": "تلتقي الفصائل الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المُتواصل، والذي نتج عنه أكثر من 31 ألف شهيد و9 آلاف مفقود، وأكثر من 71 ألف جريح، عشرات آلاف المدارس والمُستشفيات والمساكن والمساجد والكنائس المُدمّرة، هناك حرب إبادة جماعية، لأهلنا في قطاع غزّة، واعتداءات مُتواصلة في الضفّة الغربية، بما فيها القدس، من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي اعتقل أكثر من 7170 أسيراً في الضفّة الغربية، مُنذ عملية "طوفان الأقصى" - أي ما يفوق عدد الأسرى الذين كانوا في السجون الإسرائيلية".
واعتبر أنّ "موسكو تُريد أن تُؤكد أنّها قادرة على جمع الفصائل الفلسطينية، وأنْ تنطلق بهذه الورقة للبحث عن إقرار الحقوق الفلسطينية، خاصة أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخوض بعد أقل من 15 يوماً انتخابات رئاسية، وهو مرتاح، خلافاً للرئيس جو بايدن، الذي يخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية في ظل تخبّط وتنازع ومُنافسة من الرئيس السابق دونالد ترامب، صاحب "صفقة القرن"، التي ما زلنا نُعاني تردّداتها، رغم الرفض الفلسطيني لتلك الصفقة، قبل أنْ يُعلن عنها، وهو ما كان رفضه الرئيس محمود عباس".
واعتبر زعيتر أنّ "هناك استفاقة مُتأخّرة للرئيس بايدن، لمُحاكاة القضية الفلسطينية، للبحث عن تحقيق بعض النقاط التي كان قد وعد بها في خطابه، خلال رحلته الانتخابية السابقة، هناك 217 يوماً تفصلنا عن معركة استحقاق الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المُقبل، والرئيس بايدن مُضطر لتقديم العديد من الإيجابيات لصالح القضية الفلسطينية، لأنّه يخسر الصوت الفلسطيني واللبناني والعربي، ها هو في ولاية ميشيغان يواجه بتصويت حوالى 16% بأنّه "غير مُلتزم"، وهو رقم غير مسبوق، بالنسبة للحرب "الديمقراطي" في الولاية، التي يُتوقع أنْ تكون "بيضة القبان" في السباق الرئاسي، فقد استفاق مُتأخّراً، رغم الجرائم كافة التي تُرتكب في قطاع غزّة، وهناك قطيعة بين بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مُنذ تشكيل الأخير حكومته، قبل أكثر من عام وشهرين، لكن اضطر بايدن بعد أحداث غزّة والعدوان الإسرائيلي على القطاع، أنْ يزور الكيان الإسرائيلي، ويُؤكد التزامه بدعم نتنياهو".
ورأى أنّ "نتنياهو لا ينصاع الآن لبايدن، رغم أنّ الإدارة الأميركية بإمكانها الضغط، فهي تُقدّم المُساعدات، وهناك 3.6 مليارات دولار أميركي، قدّمتها مُؤخّراً كدعم عسكري للكيان الإسرائيلي، وجسرٍ جويٍّ دائمٍ للطائرات والأسلحة والعتاد، وكل ما يلزم، لكن نتنياهو يُريد أنْ يكون العلم الأميركي شريكاً في هذه الحرب، ليتوسّع أكثر، ليس فقط في قطاع غزّة وحسب، بل أيضاً في الضفّة الغربية والقدس، هو يُريد الآن تكريس الدولة اليهودية، بعدما تمَّ إعلان "قانون القومية"، في تموز/يوليو 2018، بايدن يتحدّث الآن عن مُساعدات إنسانية لقطاع غزّة، جاء ذلك بعد المجزرة الإسرائيلية الجديدة، التي ذهب ضحيتها 118 شهيداً كانوا ينتظرون، ليس الخروج من قطاع غزّة، ولا الأمان في منازلهم، بل الطحين، قصفهم العدو الإسرائيلي، وارتكب مجزرة جديدة، تُضاف إلى مجازره، هذا الأمر الذي حرّك بايدن، لأنّه بات يخشى من الصوت العربي والإسلامي في الولايات المُتّحدة الأميركية، ويخشى خسارة الانتخابات جرّاء تلك الأسباب والنتائج".
وأوضح أنّ "بايدن تحدث عن أنّه لا يريد أنْ يُنفّذ ما قام به ترامب، لكن في الشكل العملاني هو يُنفّذ ما تحدّث عنه ترامب في "صفقة القرن"، وها هو يُوقف دعم وكالة "الأونروا"، ويدعو العديد من الدول إلى وقف هذا الدعم، فهو يُريد تسجيل النقاط، ونتوقّع أنْ تكون خلال شهري نيسان/إبريل وأيار/مايو المُقبلين، لتسجيلها في بورصة الانتخابات الرئاسية، وأوّل هذه النقاط الحديث عن تهدئة في قطاع غزّة، لكن ليس إنهاءً للحرب، هو حدّد يوم الإثنين، ولكن نتنياهو وجّه له رسالة بأنّه هو الذي يُحدّد وليس بايدن، علماً بأنّ رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو وبّخ سابقاً وزير الخارجية الأميركي، عندما أعلن أنّه يتدخّل في أمور داخلية".
وأشار إلى أنّ "بايدن يُريد الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن الدولة التي يتحدّث عنها هي ليست الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، التي أُقرت في الأُمم المُتّحدة، ما يُريده هو أنْ يُحقّق إنجازاً بالتطبيع بين المملكة العربية السعودية والكيان الإسرائيلي، لتسجيل هذه النقطة كإيجابية في سجله، لكن المملكة العربية السعودية كان لديها قرارٌ واضحٌ وصريحٌ من خلال موقف خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، أنّه لن يتم إلا وفق التزام الحقوق الفلسطينية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما أُقرّت في الأُمم المُتّحدة، وفق مُبادرة السلام العربية".
وأكد أنّ "نتنياهو هو الذي يُحدّد التهدئة، التي لا يلتزم بها، ولا يتم عقابه على الجرائم والقضايا المرفوعة ضدّه، سواء عبر "محكمة العدل الدولية" أو "المحكمة الجنائية الدولية، الحديث الآن عن 134 أسيراً، والعدد في الدفعة الأولى كان 40 أسيراً، مُقابل 400 أسير فلسطيني، هذا الرقم فيه استخفاف كبير، كنّا سابقاً نتحدّث عن تبييض سجون الاحتلال الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين، والذي كان يتجاوز 5 آلاف أسير، اليوم هناك أكثر من 10 آلاف أسير، فمَنْ يضمن تنفيذ هذه الاتفاقات، خاصة أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي تسعى بشكل دائم إلى نكث العهود، وعدم الالتزام بها، وهناك أكثر من 80 أسيراً ممَّنْ أُفرِجَ عنهم في "صفقة شاليط" في العام 2011، أعاد الاحتلال اعتقالهم".
وختم زعيتر بالقول: "نحن نُريد وقفاً كاملاً لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا، وإعادة إعمار قطاع غزّة، وعودة الأهالي إلى الأماكن التي اضطروا للنزوح منها، هناك أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزّة نزحوا من الشمال إلى الجنوب، نتنياهو لا يزال يُهدّد ويُلوّح بمُغامرة جديدة باقتحام رفح، وهناك المجزرة إذا ما استمرَّ في عدوانه، لتحسين شروطه في الانتخابات لإعادة تشكيل حكومة جديدة، بعدما بدأ يشعر بأنّ هناك تحسّناً في صورته، رغم الإجماع الإسرائيلي بأنّ نتنياهو هو مُجرم حرب، هذا في وقت يسعى اليمين المُتطرّف إلى الاستئثار بالقرار الإسرائيلي".

المصدر :جنوبيات