![]() |
الجمعة 26 نيسان 2024 10:23 ص |
هل بخَّرت قنابل إسرائيل الحرارية جثث غزة وحوَّلتها إلى رماد؟ |
* جنوبيات
قبل شهور، طرح أحد مستخدمي موقع «كورا» -وهو منصة لطرح الأسئلة والتواصل مع الأشخاص- سؤالا عن أسباب عدم استخدام «القنابل الحرارية» -التي تعرف أيضا بـ«القنابل الفراغية»- في معركة الأنفاق بقطاع غزة.
فقد قال الناطق باسم الدفاع المدني بغزة الرائد «محمود بصل» في تصريحات لقناة «الجزيرة» عن ضحايا المقبرة الجماعية التي عثر عليها بمجمع ناصر الطبي، إن بعض الجثث تبخرت وتحولت إلى رماد، وهو سيناريو يبدو غير مستبعد في ظل وجود وقائع تاريخية لمشاهد مماثلة كان سببها استخدام القنابل الحرارية أو الفراغية.
وحتى يصل «بوستول» إلى تلك النتيجة، قدم شرحا وافيا لماهية القنابل الحرارية، وكيف يؤدي استخدامها مع أماكن يحتمي فيها السكان، إلى المصير الذي أشار إليه الناطق باسم الدفاع المدني بغزة.
ويتابع: «تحترق سحابة المواد القابلة للاحتراق بأكملها بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى درجات حرارة وضغط عال جدا في الحجم الذي تشغله، ويمكن أن تكون درجات الحرارة عالية جدا لتصل إلى 2500 درجة مئوية، ويمكن أن يكون الضغط كبيرا جدا في الهواء الطلق، ليصل إلى 400 إلى 500 كيلو باسكال لكل بوصة مربعة، وأعلى بكثير إذا ضُبطت الذخيرة في مكان محدود». ويواصل أن «النتيجة الثانية للسحابة المشتعلة هي استهلاك المواد المشتعلة للأكسجين الموجود في مكان التفجير، وهذا يعني أن الهواء المتبقي في الغالب يتكون من النيتروجين ومنتجات الاحتراق من الجزيئات الموجودة في السحابة، ولمنتجات الاحتراق تأثيرات مميتة إضافية، ولكنها لا علاقة لها بالضحايا الموجودين في الأجزاء الأكثر كثافة من السحابة، حيث يُقتلون على الفور بسبب درجات الحرارة والضغوط المرتفعة، وإذا ظلت جثث الضحايا محاصرة في المكان الذي قُتلوا فيه بسبب السحابة المتفجرة، فلن يكون هناك أي أكسجين تقريبا مما يتسبب بمزيد من تدهور بقايا الجثث». ويصل بوستول بعد هذه المقدمة الشارحة إلى ما حدث بملجأ الغارات الجوية في هامبورغ بألمانيا في يوليو/تموز 1943، ويرى أنه ربما هو السيناريو الأقرب لما يحدث في غزة. ويقول: «مات من كان بداخل الملجأ في البداية بسبب التسمم بأول أكسيد الكربون، ثم أدت الحرارة الناتجة عن تفجير القنابل إلى تسخين الملجأ لدرجات حرارة عالية، وساهم أول أكسيد الكربون مع الحرارة الشديدة في جفاف الجثث، وعندما أُخرجت هذه الجثث من الملجأ تفككت، لأنه بمجرد تعرضها للهواء تسببت التأثيرات الإضافية للأكسدة في جعل بقايا الجثث هشة لتنهار سريعا وتتحول إلى رماد».
وصف تؤيده دراسة علمية وأشارت الباحثة في العلاقات الدولية بجامعة «رويال هولواي» بلندن «ميشيل بنتلي» هي الأخرى، إلى التأثير نفسه الذي ذكرة الناطق باسم الدفاع المدني بغزة، وذلك في ثنايا انتقادها لما قالت إنه استخدام روسي للقنابل الحرارية في الحرب بأوكرانيا، خلال مقال نشرته بموقع «ذا كونفرسيشن». وبعد أن ذكرت في أغلب مقالها وقائع قالت إنها تاريخية لاستخدام روسيا لهذا السلاح، أشارت في فقرة لا تتعدى السطرين إلى استخدام الولايات المتحدة لهذا السلاح في فيتنام وضد تنظيم القاعدة في أفغانستان، وهو ما يعيدنا إلى الرواية التي ذكرها الضابط العراقي عن معركة مطار بغداد عام 2003.
من إزالة الألغام إلى استهداف الأنفاق
فتح تحقيق دولي وقال إن «القنابل الهيدروجينية هي السلاح الوحيد المعروف بقدرته على تحويل الجسم البشري إلى رماد بشكل مباشر، وذلك لأن هذه القنابل تطلق طاقة تعادل طاقه الشمس».
وأوضح أن «هذه القنابل لم تُستخدم ضد البشر حتى الآن، وإن استُخدمت فستكون حربا عالمية تؤدي لفناء البشرية». وطالب بضرورة فتح تحقيق دولي لتقديم وصف دقيق لنوعية السلاح المستخدم والذي أدى إلى الوصف الذي ذكره الناطق باسم الدفاع المدني بغزة. المصدر :جنوبيات |