كتبت صحيفة "النهار":
مع أن الوقائع الميدانية العلنية في الجنوب لم تخرج عن سياق شنّ الغارات الإسرائيلية المتلاحقة في مقابل تكثيف "حزب الله" قصفه الصاروخي خصوصاً في اتجاه حيفا، برزت في الساعات الأخيرة مؤشرات لافتة إلى اقتراب "المعركة الكبرى" في جنوب الليطاني، الأمر الذي سينحو بالحرب نحو المرحلة التي قد تكون الأشد ضراوة لأن على نتائجها سترتسم معالم الواقع الاستراتيجي في لبنان والمنطقة. فمع تعمّد إسرائيل تعميم صورة لجنودها يرفعون علماً إسرائيلياً في مارون الراس قبل أن ينسحبوا من المكان، بدا بمثابة مؤشر إلى تكرار محاولات التوغل الإسرائيلي والتحفز لمعركة كبيرة لن يكون متوقعاً بعد الآن عدم نشوبها.
ولعلّ ما يعزز الانطباعات المتشائمة في هذا السياق أن أوساطاً دبلوماسية معنية أبلغت إلى "النهار" أن ثمة انقطاعاً مخيفاً للمبادرات الدبلوماسية التي تتصل بمنع اتساع الحرب في لبنان منذ أن ظهرت واشنطن بمظهر التسليم الكلي لإسرائيل في حملتها العسكرية على "حزب الله"، كما لو أن حلول الشهر الأخير قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية شكل المؤشر الأقسى للبنان لجهة تركه لمصيره في ظل هذه الحرب. وإذ لم تستبعد نشوب المعركة الأعنف قريباً في جنوب الليطاني، لفتت إلى أن التحرك الفرنسي وحده لن يفضي إلى أي ردع للاحتدام الحربي ولو انعقد مؤتمر الدعم الدولي للبنان بمبادرة من فرنسا لأن المؤتمر سيخصص للمساعدات الإنسانية، فيما لا يبدو أن ثمة أي مبادرة دبلوماسية فعالة سترى النور قبل نهاية تشرين الأول (أكتوبر) موعد هذا الموتمر.
وشكّل كلام مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس أمام البرلمان الأوروبي نموذجاً حياً حيال المناخ الخارجي المستسلم لمسار تدحرج الحرب إذ قال إن "الوضع في لبنان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم"، مشددًا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومشيرًا إلى أن "حوالى 20% من اللبنانيين أجبروا على النزوح وفقًا للأرقام المتاحة". واعتبر بوريل أن "الجيش اللبناني لا يمكنه أن يكون قوة موازية لـ"حزب الله" ولا أن يضمن سلامة أراضي البلاد".
قاسم مجدداً
وفي المقابل، أكد "حزب الله" على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم مواصلة القتال جنوباً، حتى التوصُل إلى قرار بوقف النار. وأعلن في إطلالة ثانية له بعد اغتيال السيد حسن نصرالله "أن "حزب الله" وحركة "أمل" على قلب واحد في السراء والضراء ونحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري، أنت الأكبر بنظر الأمين العام واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل "حزب الله". وأيّد "الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار"، معلنا أنه "قبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا". وقال: "هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولاً ونحن لن نصرخ. سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو". وأضاف: "ليس لدينا موقع شاغر، كل المواقع مملوءة و"حزب الله" يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه. كل ما كان لدى القادة الذين استشهدوا توجد نسخ منه لدى مساعديهم وبدلائهم، لا خوف من المتابعة التي تجري بانتظام بحمد الله". وأكد "أننا سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن ذلك في حينه".
وفي المقابل تباهى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بأننا قضينا على حسن نصرالله وخلف نصرالله" من دون أن يسمي السيد هاشم صفي الدين. وزعم أن "حزب الله" أضعف مما كان عليه قبل سنوات عدة ودعا اللبنانيين إلى أن "يحرروا بلدهم من "حزب الله" وعليكم عدم السماح لوكلاء إيران بتدمير مستقبلكم".
مارون الراس
وبالتزامن مع هذه المواقف، كشفت "اليونيفيل" عصراً أن الجنود الإسرائيليين انسحبوا من الحديقة على أطراف بلدة مارون الراس بعد لقطة مستفزة تظهر رفع العلم على منزل مدمر. وكان وزير الطاقة الإسرائيلي زعم أن الجيش الإسرائيلي احتل منطقة مارون الراس ودمّر المنازل التي أطلق منها "حزب الله" صواريخ باتجاه إسرائيل. وفي المقابل، أعلن "حزب الله" التصدّي لقوّة إسرائيلية حاولت التقدّم باتجاه منطقة اللبونة الحدودية مدعومة بجرافات وآليات. وفي وقت لاحق أوضح المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي أنه "لا يمكننا التحقق من الوضع الحالي على الأرض في منطقة مارون الراس"، لافتاً إلى أن "الوضع لا يزال غير واضح وغير آمن".
وأشار تيننتي إلى أن "ما نعرفه هو أن القوات الإسرائيلية غادرت المنطقة القريبة من الموقع الإيرلندي، حيث كانت متواجدة بالأمس"، موضحاً أنهم " كانوا في منطقة مارون الراس، لكننا لم نؤكد بعد ما إذا كانوا قد انسحبوا، وينطبق الأمر نفسه على منطقة اللبونة". ولفت إلى أن منطقة الناقورة تشهد قصفاً عنيفاً من البحر.
وجدّد الطيران الاسرائيلي شن غارات عنيفة على منطقة الضاحية الجنوبية كما شنّ جولة جديدة من الغارات على عدد من الأماكن والبلدات في قضاء صور حيث سقط ثلاثة شهداء في بلدة عيتيت وعلى مدينة النبطية وبلدة الخيام. وبقاعاً، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة الخضر حيث سقط خمسة شهداء.
وفيما أعلن "حزب الله" قصف مدينة حيفا والكريوت بصلية صاروخية كبيرة، أشار الجيش الإسرائيلي الى إطلاق نحو 105 صواريخ من لبنان باتجاه خليج حيفا على دفعتين. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنّ "قوات لواء غولاني تسيطر على مجمع تابع لعناصر "حزب الله" في جنوب لبنان وتدمر داخله وسائل قتالية".
ونشر "حزب الله" فيديو بعنوان "366 يوماً" يؤكد من خلاله استمراره في اسناد غزة بعد مرور عام على طوفان الأقصى. وأشار إلى أنه " نفذ 3194 عملية ضد مواقع وأهداف إسرائيلية منذ 8 أكتوبر الماضي حتى اليوم". وتابع: "عملياتنا أدت إلى إخلاء 100 مستوطنة ونزوح أكثر من 300 ألف إسرائيلي".
وأصدرت وزارة الصحة اللبنانية حصيلة الشهداء والجرحى خلال الـ24 ساعة الماضية حيث تم تسجيل 36 شهيداً و150 جريحاً ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء الاحداث إلى 2119 شهيداً و10019 جريحاً.
الجمهورية: نتنياهو يرفض وقف النار وواشنطن تحرّض على “الحزب”
كتبت صحيفة "الجمهورية": اتضح من مسار العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان، أن لا إمكانية لاتفاق قريب على وقف لاطلاق النار، إذ انّ المواجهات مستمرة بضراوة على الجبهة الجنوبية، بحيث انّ رجال المقاومة يصدّون كل المحاولات الإسرائيلية لاجتياح المنطقة الحدودية ويردّونها على أعقابها، فيما تستمر إسرائيل في اجتياحها الجوي لسماء لبنان قاصفة الضاحية الجنوبية والكثير من المدن والبلدات والقرى في الجنوب والبقاع، موقعة المجازر ومسوية منازل ومباني بالأرض ومخلّفة دماراً كبيراً في الممتلكات.
وفي غضون ذلك، أبلغت أوساط رسمية واسعة الاطلاع إلى «الجمهورية»، انّ الوقائع المتوافرة لديها تفيد بأنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «لو أُعطي لبن العصفور الآن لن يوقف إطلاق النار، خصوصاً انّه لم يحقق بعد اي إنجاز استراتيجي، وبالتالي سيستمر في المعركة لمحاولة تحقيق أهدافه». وشدّدت الاوساط على «أنّ الكلمة الفصل هي حالياً للميدان الذي وحده يستطيع إلزام نتنياهو بالتراجع والقبول بوقف النار من خلال إنجازات المقاومة».
وإلى ذلك، تحدثت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، عن رسائل وجّهتها الولايات المتحدة أخيراً إلى المرجعيات الرسمية اللبنانية، تناشد فيها لبنان إعلان الالتزام الواضح بالقرار 1701 والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، أي نشر الجيش اللبناني وحده مع قوات «اليونيفيل» في منطقة جنوب الليطاني وتسليم الأمن على الأراضي اللبنانية إلى القوى الشرعية وحدها. ومطلوب من «حزب الله» التزام هذا الموقف جدّياً وعملياً، وفي أقرب وقت ممكن قبل فوات الأوان، لأنّ لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب ما لم يتحقق هذا الهدف، ومن مصلحة لبنان توفير الوقت والخسائر وتجنّب العواقب التي تنتظره في هذا المجال.
وتخوفت المصادر من إمعان إسرائيل في المغامرة، مستفيدة من تغطية أميركية محتملة لعملياتها ضدّ «حزب الله»، وربما إيران، بالتزامن مع زيارة وزير دفاعها يؤاف غالانت للعاصمة الأميركية، المقرّرة اليوم.
الموقف الاميركي
واتضح أمس التشجيع الاميركي لإسرائيل على الاستمرار في الحرب، حيث اعلنت وزارة الخارجية الاميركية أنّها «تأمل في رؤية حل ديبلوماسي للنزاع في الجنوب»، مؤكّدة «حق إسرائيل في استهداف بنية «حزب الله» التحتية». وأشارت إلى أنّ «حزب الله لا يزال يرفض تطبيق القرار 1701، والذي ينص على انسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني». وقالت إنّ «على اللبنانيين أن يتمكنوا من كسر قبضة «حزب الله» على مقدرات بلدهم». وذكرت انّ واشنطن «تجري نقاشات مع حلفائها في المنطقة للبحث في سبل التطبيق الكامل للقرار 1701».
ولاحقاً، اعلن البيت الأبيض، أننا «نواصل إجراء مناقشات مع إسرائيل في شأن ردّها على الهجوم الإيراني»، مؤكّداً «اننا نسعى للتوصل لوقف لإطلاق النار لتمكين النازحين من العودة على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية». وأكّد «أننا ملتزمون بأمن إسرائيل، والرئيس الاميركي جو بايدن بحث أمس (الثلاثاء) مع الرئيس الإسرائيلي الحاجة إلى السلام في المنطقة»، لافتاً الى أنّ «العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى».
وفي سياق متصل، يستقبل المستشار الألماني، أولاف شولتس، السبت المقبل في برلين، الرئيسين الأميركي والفرنسي، جو بايدن وإيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، للبحث في التصعيد السائد في الشرق ألأوسط، والحرب الروسية- الأوكرانية، بحسب ما أفاد مصدر حكومي ألماني.
واشنطن ونتنياهو
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم انّ «إدارة الرئيس جو بايدن أصبحت غير واثقة مما تقوله حكومة إسرائيل عن خططها العسكرية والدبلوماسية»، مشدّدين على انّ «إدارة بايدن لا تعارض ردّ إسرائيل على الهجوم الإيراني لكنها تريد أن يكون مدروساً».
وشدّد مسؤول اميركي على انّ «ثقتنا في الإسرائيليين منخفضة للغاية في الوقت الراهن ولسبب وجيه»، موضحاً انّ «إدارة بايدن فوجئت مرّات عدة بالعمليات العسكرية أو الاستخبارية الإسرائيلية». واضاف: «لم يتمّ التشاور مع واشنطن أحياناً أو تمّ إخطارها قبل تنفيذ العمليات بقليل».
ولاحقاً، اعلن البيت الأبيض، أننا «نواصل إجراء مناقشات مع إسرائيل في شأن ردّها على الهجوم الإيراني»، مؤكّداً «اننا نسعى للتوصل لوقف لإطلاق النار لتمكين النازحين من العودة على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية». وأكّد «أننا ملتزمون بأمن إسرائيل، والرئيس الاميركي جو بايدن بحث أمس (الثلاثاء) مع الرئيس الإسرائيلي الحاجة إلى السلام في المنطقة»، لافتاً الى أنّ «العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى».
تحذير مزدوج
وفي هذه الاثناء، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من «أننا على حافة حرب واسعة في لبنان، وحان الوقت لوقفها ويجب احترام سيادة وسلامة أراضي كل الدول».
وفي موقف أممي، أضاف الى التحدّيات القائمة تجاه رفض اي عمل عسكري إسرائيلي في اتجاه الاراضي اللبنانية المزيد منها، باعتباره خروجاً على مضمون القرارات الدولية، كما بالنسبة الى عمليات عناصر «حزب الله» في نطاق عملها، اصرّ كل من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت ورئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو على إصدار بيان مشترك في ذكرى الثامن من تشرين الأول 2024، اكّدا فيه على عدم «تجاهل مصير نداءاتهما المتكرّرة لضبط النفس، وحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والعودة إلى وقف الأعمال العدائية، والانخراط في عملية سياسية مستندة إلى تنفيذ القرار 1701».
وبعد التذكير بمرور عام على حرب «الإلهاء والإسناد» وتبادل إطلاق النار بصورة شبه يوميّة عبر الخط الأزرق، منذ أن بدأ «حزب الله» بإطلاق صواريخ نحو مزارع شبعا، في انتهاك لوقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن 1701 (2006). عام فَقَد فيه الكثير من البشر أرواحهم واقتلع آخرون من ديارهم ودُمّرت حياتهم، بينما لا يزال المدنيون على جانبي الخط الأزرق يتوقون إلى الأمن والاستقرار. واعتبرا «أن كلّ صاروخ أو قذيفة تُطلق، أو قنبلة تُلقى، أو غارة برية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) كما تُباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة من أجل ضمان الأمن الدائم للمدنيين على جانبي الخط الأزرق. مما لا شك فيه أنّ زيادة حدّة العنف والتدمير لن تحل القضايا الجوهرية ولن تجلب الأمن لأي طرف على المدى الطويل».
إصرار أممي
وقالت مصادر أممية لـ«الجمهورية» انّ للنداء المشترك أهمية بالغة في ظل الفشل في ترتيب اي وقف للنار، وانّ هذا الموقف يترجم حرص المجتمع الدولي على الأمن والسلام في لبنان وضرورة حماية مهمّة «اليونيفيل» لتقوم بمهماتها باحترام مَن تعهّد بتسهيلها من كل الأطراف اللبنانيين والإسرائيليين.
ولفتت المصادر الى انّ الامم المتحدة ما زالت تدعم تنفيذ مضمون البيان الاميركي – الفرنسي المشترك المدعوم دولياً واممياً، ليرى النور توصلاً الى وقف للنار يعيد النازحين الى جانبي الحدود وضمان احترام سيادة لبنان ووحدته.
بوريل
وفي السياق، اكّد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، امس أنّ «الوضع في لبنان يزداد سوءًا يومًا بعد يوم»، مشدّدًا على «ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار». وأوضح بوريل أمام البرلمان الأوروبي، أنّ «الوصول إلى وقف لإطلاق النار يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية»، مشيرًا إلى أنّ «نحو 20% من اللبنانيين أُجبروا على النزوح وفقًا للأرقام المتاحة». واعتبر أنّ «الجيش اللبناني لا يمكنه أن يكون قوة موازية لحزب الله ولا أن يضمن سلامة أراضي البلاد».
الموقف الاسرائيلي
وفي خضم استمرار العدوان، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، انّه «اغتلنا أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، كما قضينا على وريث وريث نصرالله». واعتبر انّ «حزب الله صار أضعف الآن مما كان عليه منذ سنوات طويلة»، مضيفاً: «هناك طريق أفضل للبنان، ولا تتركوا حزب الله يدمّر دولتكم». واعتبر انّ «حزب الله حوّل لبنان مستودعاً للأسلحة والذخيرة وقاعدة عسكرية أمامية لإيران».
وتوجّه إلى اللبنانيين قائلاً: «حرّروا بلادكم من حزب الله. فإسرائيل لا تستهدف بلدكم بل إيران».
من جانبها أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أنّه «رغم إعلان نتنياهو اغتيال هاشم صفي الدين، فإنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تؤكّد ذلك».
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: «ربما تمّ القضاء على خليفة نصرالله». واعتبر أنّ «حزب الله أصبح منظمة بلا قيادة»، لافتاً إلى أنّه «تمّت تصفية نصرالله ولم يعد هناك أحد يتخذ قرارات في حزب الله». وأضاف: «حزب الله مكسور ويفتقر إلى قدرات الأوامر والسيطرة ولا يملك قدرات نارية كبيرة». وأشار إلى أنّه «عندما ينقشع الدخان عن سماء لبنان ستدرك إيران أنّها خسرت كنزها الثمين».
موقف «حزب الله»
وفي المقابل، شدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة، على أنّ «الاجتماع الكبير من قبل الكيان الصهيوني ومعه أميركا هو للضغط علينا من أجل أن نخشى ونخاف ونحن لن نخشى ولن نخاف». واعتبر أنّ «طوفان الأقصى هو حدث استثنائي وبداية تغيير وجه الشرق الأوسط».
وأكّد قاسم أنّ «لبنان كان مستهدفاً ونتنياهو أعلن مراراً أنّه يريد الشرق الأوسط الجديد». وقال: «حرب العدو علينا لن تمسّ إرادتنا وتصميمنا على المواجهة.. يمكن لنتنياهو أن يقول إنّه يريد الحرب ولكن ليس في امكانه أن يحقق اهدافه منها»، مشيراً إلى أنّ «نتنياهو يقول إنّه سيعيد مستوطني الشمال ونقول له إننا سنهجّر أضعافهم». وشدّد على أنّ «هذه الحرب هي حرب من يصرخ اولاً، ونحن أهل الميدان ولن نصرخ بل ستسمعون صراخ العدو».
وقال قاسم: «لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر (رئيس مجلس النواب) نبيه بري. أنت الأكبر بنظر الأمين العام والأخ الأكبر بنظر كل حزب الله»، مضيفًا «نؤيّد الحراك السياسي لبري تحت عنوان وقف إطلاق النار»، وشدّد على أنّ «لا محل لأي نقاش قبل وقف إطلاق النار». وأعلن «أننا سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن ذلك في حينه». واكّد أنّ «القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وتخطينا الضربات». وأعلن قاسم أنّ المواجهة البرية في الجنوب، مشدّداً على «أننا نريد أن يحصل الالتحام وسنكبّد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة وستتزلزل الأرض بإذن الله تحت أقدامه»، موضحاً أنّ هذه الخسائر قد تكون مقدّمة لإنهاء الحرب». وقال: «نحن أهل الصمود، لا يفكرن أحد أننا سنغادر مواقعنا وبنادقنا، وستسقط إسرائيل».
«اللقاء الديمقراطي»
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي في ظل الضغوط والتحدّيات التي تواجهها مبادرة بري ـ ميقاتي ـ جنبلاط، واصل نواب «اللقاء الديمقراطي» جولاتهم وزار النائبان مروان حمادة وراجي السعد موفدين من الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، لإطلاعه على حصيلة المشاورات التي أطلقها الحزب مشدّداً على ضرورة العمل من أجل «وقف الحرب وفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان» وهي خطوة تبدأ بـ«انتخاب رئيس للجمهورية وممارسة ضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان».
وعلمت «الجمهورية» أنّ الجولة لم تنته بعد، وستشمل بقية المراجع الروحية لتكوين رأي عام شامل يضمن الغطاء الشامل الذي يحتاجه القرار بالسعي إلى رئيس توافقي. وقد لقي الوفد تجاوباً لدى الراعي واستعداده لكل ما يمكن القيام به واضعاً امكاناته في هذا الاتجاه الوطني لحماية جميع اللبنانيين من دون استثناء».
كتلة «الاعتدال»
وفي إطار تحركها ضمن الخطة التي وضعتها، واصلت كتلة «الاعتدال الوطني» جولتها على الكتل النيابية، والتقى وفد منها ضمّ النواب احمد الخير وسجيع عطية ومحمد سليمان أمس كتلة «اللقاء الوطني» في مكتب النائب ميشال المر والتي تضمّ اليه النواب طوني فرنجية وفريد الخازن ووليم طوق.
وقال النائب الخير لـ«الجمهورية»، انّ «الاجتماع مع كتلة «اللقاء الوطني» جاء في إطار جولة «كتلة الاعتدال» على مختلف الكتل النيابية والتي تهدف إلى التشاور في الملف الرئاسي في ضوء المستجدات الراهنة والعدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث انّ هناك ضرورة للاتفاق على انتخاب رئيس لجمهورية تحت مبدأ الرئيس التوافقي في ضوء المبادرة التي اطلقها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، ونحن خلال لقاءاتنا نتطلّع على أجواء الكتل النيابية وطروحاتها حول الأسماء وغيرها، لكي نعمل لاحقاً على تكوين قواسم مشتركة وتقاطع على أسمين او ثلاثة أسماء تمهيداً للإتفاق على انتخاب احدها رئيساً».
وأضاف: «الاجتماع مع كتلة اللقاء الوطني كان إيجابياً وقد بحثنا في الاستحقاق الرئاسي وتحدث الزملاء بلغة العقل والمنطق حول الواقع الذي يعيشه البلد، وأكّدوا انّ مرشحهم هو رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، لكنهم مع ذلك سلّطوا الضوء على نقطة أساسية وهي أنّهم لن يقفوا في وجه اي مسار توافقي، بل يحضرون جلسة الانتخاب، وسيكونون شركاء في إدارة التسوية التي ستنتج انتخاب الرئيس».
الديار: قاسم: لن نستجدي حلاً وستسمعون صراخ العدو قريباً...
مواقف لافتة لجنبلاط... ماذا في الكواليس ؟
كتبت صحيفة "الديار": في انتظار الترجمة العملية لكلام نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وما اذا كان يتحدث عن وقف النار في لبنان فقط ام باستمرار ربط المسار مع غزة، والى حين يقول الرئيس بري كلمته، بعدما لفحت البيان الثلاثي مواقف وزير خارجية ايران عباس عرقجي، بقيت المعارضة على مواقفها توازيا مع حركة اللقاءات والاتصالات الشكلية الهادفة الى انجاز الاستحقاق الرئاسي.
فالاحداث المتلاحقة منذ الاجتماع الثلاثي، بينت عن انقلاب المشهد راسا على عقب، في ظل خلط الاوراق الذي حصل بعد زيارة وزير الخارجية الايرانية الى لبنان، وما تمخضت عنه من نتائج، على اكثر من صعيد، داخلي وخارجي، اعادت معها الامور الى مربعها الاول، في الملفين المطروحين، رئاسة الجمهورية ووقف اطلاق نار على قاعدة تنفيذ القرار 1701.
رئاسة الجمهورية
وفي هذا الاطار يبدو ان اولى نتائج الزيارة الايرانية، التي اعادت «شدشدة» الجبهة اللبنانية، والتي تجلت في كلمة نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، كان اضعاف اللقاء الثلاثي الذي عقد في عين التينة وضم تحالف بري-ميقاتي-جنبلاط، والتي لم يتجرأ اي من الاطراف المسيحية حضوره، اذ بدا واضحا ان «النصائح» التي وصلت الى المختارة، والتقطتها «انتينات» البيك، دفعت «بابي تيمور»، الى «التكويع» مغيرا اتجاهه، متحدثا لاول مرة عن القرار 1559، والاستراتيجية الدفاعية وسلاح حزب الله، مهاجما طهران معتبرا انها المعرقل لكل الحلول، كاشفا عن اتصالات يجريها لتامين «هنغارات» و»بيوت جاهزة» لايواء النازحين، وتفكيك تلك القنبلة الموقوتة، في ظل الحرب التي ستطول وتتوسع.
هذه المواقف دفعت للتساؤل عما بقي من الاتفاق الثلاثي، وما اذا كان رئيس مجلس النواب موافقا عليها، وكذلك موقف السراي، اذ يبدو من الوهلة الاولى ان كلام قاسم جاء ردا على البيك، خصوصا ان الاخير لمس عدم تجاوب مسيحي واضح مع الدعوة الى انتخاب رئيس توافقي، من ضمن الاسماء المطروحة، والذي دفع سليمان فرنجية الى التاكيد انه لا زال مرشح الثنائي.
وفي هذا الاطار تؤكد اوساط دبلوماسية ان ثمة انقساما في الراي داخل الادارة الاميركية، حول اسم الرئيس ومواصفاته، قد لا تحسم قبل حسم هوية ساكن البيت الابيض الجديد، الامر الذي انعكس خلافا اميركيا – فرنسيا ترجمة مواجهة بين نتانياهو وماكرون، انتهت الى تحديد زيارة لوزير خارجية فرنسا الى تل ابيب، استبقها بموقف حمل فيه حزب الله مسؤولية توسيع الحرب.
بين الـ1701 و1559
اما في ما خص وقف اطلاق النار فمن الواضح وفقا للمواقف المعلنة ان الامور ذاهبة الى مزيد من التصعيد والى اتساع رقعة الحرب، وسط مخاوف بيك المختارة من وصول الدبابات الاسرائيلية الى بيروت، اذ تشير مصادر اميركية، الى ان القرار 1701 لم يعد مطروحا، الا بكونه جزءا مكملا للقرار 1559، مع كل ما يعنيه ذلك من خلط للاوراق الفلسطينية والسورية، على الساحة اللبنانية، وتداعيات ذلك، حيث يتزايد التاييد في كواليس القرار الاميركي، لفكرة اقامة «بيروت كبرى» منزوعة السلاح، تحت حماية الشرعية اللبنانية.
وتكشف مصادر دبلوماسية متابعة، ان واشنطن باتت اكثر تشددا في الوقت الراهن، وهي غير متحمسة لاي وقف لاطلاق النار في الوقت الحاضر، خصوصا انها تحاول الاستثمار في التصعيد السياسي لجهة «تفاوضها» غير المباشر مع طهران.
زيارة غالانت الى واشنطن
تحت هذا العنوان تتوقف المصادر عند زيارة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الى واشنطن، حيث على جدول اعماله بند وحيد، كيفية التعامل مع طهران، وحدود المواجهة معها، في ظل الانقسام الاميركي الكبير والواضح حول تلك المسالة، اذ تؤكد المصادر ان المعنيين في الادارة الديمقراطية يملكون «الجزرة» الجاهزة لتقديمها لنتانياهو، في ظل التواصل المستمر مع طهران، وعدم حسم الخيارات معها، والتي يبدو انها معلقة لما بعد الخامس من تشرين الثاني، وهما ساحة لبنان وسوريا، وسط الترجيحات بانه في حال لم نشهد ضربة اسرائيلية كبيرة لايران، فان تل ابيب ستقوم بعملية استفزاز كبيرة عبر محاولة اغتيال مسؤول ايراني كبير.
اما الملف الثاني، الذي يتوقع ان يبحثه غالانت، فهو تسريع امدادات السلاح لتل ابيب، في ظل الجسر الجوي المفتوح، حيث تنظم عشرات الرحلات الجوية لطائرات النقل العسكرية الضخمة، حاملة مئات القنابل الصاروخية الخارقة للتحصينات من عيارات مختلفة، في ظل التفويض الممدد للجيش الاسرائيلي بالاستمرار في عمليته ضد حزب الله، وصولا الى تغيير الواقع السياسي في الداخل اللبناني.
فهل تنتهي الزيارة الى مقايضة تقوم على معادلة بيروت ودمشق مقابل التخلي عن ضرب طهران جديا؟
كلمة الشيخ قاسم
غير ان تضارب المعلومات حول مصير القيادات العسكرية والقيادية في حزب الله، في ظل سياسة الصمت الاعلامي التي يتبعها، لم يحل دون ظهور نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في رسالة ثانية وجهها لجمهور المقاومة اولا، وللداخل والخارج ثانيا، عكست بوضوح انتصارات المقاومة في المواجهة البرية مع العدو الاسرائيلي، حيث أكد على مواصلة القتال جنوبا، حتى توصُل لبنان الرسمي الى استصدار قرار بوقف النار. وتوجه في خطاب الى النازحين قائلا «نحن ثابتون وسننتصر إن شاء الله وأنتم بنزوحكم تدفعون ثمنا مشابها للثمن الذي تدفعه المقاومة». وأعلن ان «حزب الله» وحركة «أمل» على قلب واحد في السراء والضراء ومن يتوقع غير هذا من أبناء السيد موسى الصدر». وقال :»نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري أنت الأكبر بنظر الأمين العام واعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل «حزب الله». وأيد «الحراك السياسي الذي يقوده بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار»، معلنا انه «قبل وقف إطلاق النار أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا».
ولفت الى انه «إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا»، وقال «هذه الحرب هي حرب من يصرخ أولا ونحن لن نصرخ سنستمر وسنضحي وسنقدم وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو». وقال «ليس لدينا موقع شاغر كل المواقع مملوءة وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه. كل ما كان لدى القادة الذين استشهدوا توجد نسخ منه لدى مساعديهم وبدلائهم ،لا خوف من المتابعة التي تجري بانتظام بحمد الله». وأكد اننا «سننجز انتخاب الأمين العام وفق الآليات التنظيمية وسنعلن ذلك في حينه»، وقال :» عدوان على الضاحية والجنوب والبقاع والجبل مؤلم جدا ولكنه سلاح العدو أن يبطش بالمدنيين وهو يعتقد أنه سينتصر. وأعلن ان «الحل الوحيد بالنسبة إلينا هو المقاومة والصمود والتفاف أهلنا حولنا هذا هو خيارنا للنصر». وقال «سنهزم إسرائيل إن شاء الله ولن تحقق أهدافها».
تطورات الاعمال القتالية
وفيما تستمر الغارات واحزمة النار الجوية التي تقيمها اسرائيل في الجنوب والضاحية فالبقاع، على وقع الاستعدادات لدخول سلاح البحرية ساحة القتال، لا زالت العمليات البرية تتوالى في القطاع الشرقي دون أن يتمكن العدو من السيطرة على اي شبر شاطرة كاملة والاستقرار هنالك؛ في وقت زار فيه قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال كوريللا تل ابيب، لمراجعة الخطط العسكرية المعدة للجبهة اللبنانية، في وقت دفع الجيش الاسرائيلي بمزيد من الفرق العسكرية الى الحدود الشمالية، حيث تتركز على بعد 30 كيلومترا من الجولان.
تجدر الاشارة الى ان معلومات خلال الساعات الماضية، نقلا عن شهود عيان، افادوا ان القوات الروسية سحبت نقاطها العسكرية من «تل الحارة» في ريف درعا الشمالي، وهو اعلى تل على الحدود السورية – الاسرائيلية، حيث تم انزال العلم الروسي وسحب القوة المتواجدة في المكان باتجاه دمشق.ما طرح علامات استفهام، عما اذا كان ذلك مقدمة لفتح ثغرة امام تقدم القوات الاسرائيلية للالتفاف من جهة القنيطرة نحو لبنان، حيث ان الحشود الاسرائيلية الكبيرة تتواجد على بعد 30 كلم تقريبا من تلك النقطة.
الهجوم الأكبر
وكانت أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ «القصف العنيف الذي شنّه حزب الله على مدينة حيفا هو الأكبر منذ بدء الحرب»، إذا أطلق «حزب الله أكثر من 105 صواريخ، خلال نصف ساعة فقط.وقالت القناة «14» الإسرائيلية، إنّه وتزامناً مع كلمة نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أطلق حزب الله من لبنان أكثر من 100 صاروخ في اتجاه حيفا، الأمر الذي أدّى إلى دوي سلسلة من صفارات الإنذار في حيفا و»الكريوت» (أكبر تجمع للمستوطنين في شمالي فلسطين المحتلة) والمناطق المحيطة وسماع انفجارات.
من ناحيته، أعلن «جيش» الاحتلال الإسرائيلي عن أنّ نحو 105 صواريخ أطلقت من لبنان في اتجاه خليج حيفا على دفعتين، مضيفاً أنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية لم تستطيع اعتراض جميع الصواريخ.
وأدّت صواريخ المقاومة التي أطلقت من لبنان بوقوع أضرار كبيرة في مستوطنات عديدة ولا سيما في «كريات موتسيكين»، و «كريات يام». من ناحيتها، أشارت «نجمة داوود الحمراء» إلى أن فرقها نقلت إلى المستشفى الإسرائيلية عددا من إلاصابات عقب القصف الصاروخي الأخير من لبنان على حيفا.
غارات
على الارض، وفور انهاء قاسم كلمته، شن الطيران الاسرائيلي غارة عنيفة على محيط منطقة حارة حريك -الرويس في الضاحية الجنوبية. وسمعت أصداء انفجاراتها في بيروت وجبل لبنان. واستهدفت الضاحية مرة اخرى بعد وقت قليل وطالت الغارة نقطة خلف المطار، اما جنوبا شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي جولة جديدة من الغارات على عدد من الأماكن والبلدات في قضاء صور. فشن غارة على طيرفلسيه واخرى بالقرب من مستشفى حيران. واستهدفت غارة وسط بلدة عدلون في الزهراني. واغار على مدينة النبطية. واستهدفت غارات بلدة الخيام. وسجلت غارة على بلدة الشهابية وثانية استهدفت مركز كشافة الرسالة في ياطر من دون وقوع اصابات. بقاعا، شن الطيران الاسرائيلي بعد الظهر غارة على بلدة الخضر.
جولة الاشتراكي
في السياسة، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، فيما عقد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقل وكتلة الاعتدال للتداول في المستجدات التي تمرّ فيها البلاد .
تحرك فرنسي جديد
في غضون ذلك والى حين اتضاح مسار العلاقات الفرنســية – الاسرائيلية، كشف زوار الايليزيه ان الرئيس ايمانويل ماكرون، يعتزم الدعوة الى اجتماع لاصدقاء لبــنان والدول المانحة لتامين مساعدات عاجلة ، تخفف من وطأة النزوح المتزايدة، وما قد يترتب عليها من تداعيات داخلية كارثية في غضون الايام القادمة، فضلا عن تامين دعم سريع للمؤسسات الامنية اللبنانية، لرفع جهوزيتها وامكاناتها متى اتخذ القرار باعادة احياء الـ 1701، مستدركين، ان نجاح الدعوة وما قد ينتج عن الاجتماع غير مضمونين، في ظل وقوف غالبية الدول العربية والاوروبية خلف الموقف الاميركي، المؤيد لتغيير جذري في الوضع اللبناني.
اللواء: حرب لبنان تدخل مرحلة «كسر العظم» بإشراف البنتاغون
نتنياهو محرضاً: بلدكم على طريق غزة.. والمقاومة ترد: مصير يافا سيكون كمصير المستوطنات
كتبت صحيفة "اللواء": بعد 7 أيام من اخفاقات جيش الاحتلال الاسرائيلي إحداث اي خرق عند المحاور القتالية، في الحافة الممتدة من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي، وتحديداً محاور الناقورة ومارون الراس، وبليدا وعيترون والعديسة وكفركلا طرأت على الموقف الميداني والسياسي تطورات بالغة الخطورة، وتؤشر الى مرحلة قاسية من التدمير الممنهج وفقاً «لعقيدة الضاحية» (التي تعني تدمير كل شيء يخدم المقاومة ولا يساعد العدوان)، فرئيس الكابنيت الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اعلن عزمه على تحويل لبنان الى غزة ثانية، طالباً من وزير دفاعه يوآف غالانت (المكروه منه) تأجيل سفره الى الولايات المتحدة الاميركية.
وعلى جبهة المقاومة، هددت المقاومة الاسلامية بتحويل يافا وخليج يافا وصفد وعكا الى مناطق شبيهة بوضعية المستعمرات الحدودية مثل كريات شمونة ومسكاف عام والمالكية وعرب العرامشة، وغيرها، والتي تشهد ضربات صاروخية لا تتوقف، بانتظار قرار قيادة المقاومة، التي اعلن نائب الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم انها متماسكة، وقادرة ولم تتأثر «بالضربات المؤلمة» التي تسببت بها الاغتيالات.
وسجلت حصيلة الاحداث (حسب تقرير لجنة الطوارئ رقم 13) 9400 اعتداء منذ بدء الحرب، (بينها 137 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الماضية)، واصبح مجموع الشهداء 2119 شهيداً و10019 جريحاً، وتم فتح 990 مركز استقبال للنازحين، الذين بلغ عدده 281700 نازح.
وسط هذه التطورات المعقدة، جدّد البنتاغون اعلانه عن دعم اسرائيل باستهدافها لحزب لله، لكنه زعم انه يرغب بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وكان نتنياهو اعلن اننا: قوضنا قدرات حزب لله وقضينا. على آلاف الإرهابيين، ومن بينهم نصر لله نفسه وبديل نصر لله وبديل البديل في إشارة إلى الأنباء المتزايدة على مقتل خليفة نصر لله الترجح هاشم صفي الدين.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت قد قال في وقت سابق إن هاشم صفي الدين الرجل الذي كان من المتوقع أن يحل محل نصر لله، ربما قضي عليه. ولم يتضح بعد من كان يقصد نتنياهو بقوله بديل البديل.
وشدد نتنياهو في كلمته على أن حزب لله أضعف اليوم مما كان عليه السنوات عديدة.
وحت شعب لبنان على استعادة بلده وإعادته إلى مسار السلام والازدهار واستغلال الفرصة التي لم تسنح له منذ عقود. وتابع «إذا لم تفعلوا ذلك، فسيواصل حزب لله محاولاته لمحاربة إسرائيل من مناطق مكتظة بالسكان على حسابكم، ولا يهمه إذا الجر لبنان إلى حرب أوسع نطاقا.. يعاني المسيحيون والدروز والمسلمون السنة والشيعة، جميعا بسبب حرب حزب لله الخاسرة مع إسرائيل.
الحزب يؤكد على التماسك والجهوزية
ولمناسبة مرور سنة على دخول حزب لله «حرب الاسناد» اعلن نائب الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم ان «مقاومينا على الجبهة متماسكين والادارة متماسكة».
واكد في كلمة متلفزة له: اثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان، فهؤلاء ابناء السيد نصر لله لا يمكن الا ان يكونوا كذلك..
وخاطب نتنياهو قائلاً: انه يريد اعلاة المستوطنين، ونقول له بأنه سيتهجر اضعاف هؤلاء الذين تتحدث عنهم.
واشار الى انه كلما طالت الحرب سيزداد مأزق «اسرائيل» ومحاولتكم فاشلة وبيئة المقاومة متماسكة، ونحن لدينا اشرف الناس واعظم الناس، واهل العزم والبأس..
واعلن قاسم تأييد حزب لله الحراك السياسي الذي يقوده الرئيس نبيه بري بعنوانه الأساس: وقف اطلاق النار.
التواصل مع الخماسية
رئاسياً، عاد التواصل السياسي بين المسؤولين الرسميين وسفراء اللجنة الخماسية العربية – الدولية، وزارت السفيرة الاميركية في بيروت ليزاجونسون رئيس مجلس النواب نبيه بري امس، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان. فيما اعلن البيت الأبيض الاميركي اننا نسعى إلى التوصل لوقف النار لتمكين النازحين من العودة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وفي الحراك الداخلي، قد اجتماع في مجلس النواب بين نواب من اللقاء التشاوري النيابي المستقل وكتلة الاعتدال للتداول في المستجدات الأخيرة التي تمرّ فيها البلاد.
حضر اللقاء: نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والنواب: أحمد خير، ابراهيم كنعان، محمد سليمان، نعمت افرام، آلان عون، سجيع عطية، ميشال ضاهر، سيمون ابي رميا، نبيل بدر وعبد العزيز الصمد.
وشدّد الفريقان على ضرورة وقف اطلاق النار فوراً ودعم الموقف الرسمي اللبناني في هذا الشأن، وعلى الحاجة لإنتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت. وقد تداول الفريقان في المسار الذي يوصل الى انجاز الاستحقاق الرئاسي واتفقا على تكثيف التنسيق في ما بينهما وسائر الكتل النيابية دون إستثناء وتعزيز التعاون لإرساء التوازن في المشهد السياسي والحؤول دون عزل أي مكون في الداخل اللبناني.
كما عقد اجتماع بين نواب اللقاء التشاوري النيابي المستقل ووفد كتلة تحالف التغيير ضمّ النائبين وضاح الصادق ومارك ضوّ وجرى التداول في مجريات الحرب وضرورة وقف اطلاق النار وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية ودراسة خطوات للوصول الى هذا الهدف من خلال اكثرية جامعة و موصوفة في مجلس النواب.
ومن بكركي، دعا الرئيس فؤاد السنيورة بعد لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع وفد من لجنة صياغة بيان الازهر الى انتخاب رئيس فوراً والشروع بتطبيق 1701.
درس اسماء المرشحين للرئاسة
رئاسياً، اعلن تكتل لبنان القوي انه قام بدرس مفصّل لاسماء المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، وابدى انفتاحاً علي الجميع، واعد بدوره لائحة بأسماء المرشحين المتداولين، وقرر التشاور بشأنها مع الكتل النيابية، واضافة من يلتزم منهم بحضور جلسات الانتخاب المزمع الدعوة اليها.
لكن الشيخ قاسم قال في ما يتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية: «قبل وقف اطلاق النار، فإن اي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا».
المساعدات
وفي اطار المساعدات الانسانية للبنان، تسلم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض، في القاعدة العسكرية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، شحنة مساعدات أدوية ومستلزمات طبية مقدمة من الدولة الفرنسية، في حضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية السيدة لولوة بنت راشد الخاطر والسفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني.
وللمناسبة، قال الوزير الأبيض فيها: «هذه الطائرة الثالثة التي تصل الى مطار رفيق الحريري الدولي. والجهد الذي نراه، هو جهد مشترك بين دولة قطر وفرنسا لإيصال المساعدات الى لبنان وهذا سوف يثمر سهولة أكثر وكمية أكبر من المساعدات التي ستصل الى لبنان».
من جهتها قالت الوزيرة القطرية: «هذا التعاون مع الجمهورية الفرنسية والتنسيق مع الاشقاء في لبنان، بما يتعلق بإرسال المساعدات الى لبنان، لا سيما المساعدات الطبية».
اضافت: «كما تفضل وزير الصحة، بأن هذه رسالة للمجتمع الدولي ككل بإن باب التعاون مفتوح مع الجمهورية اللبنانية من أجل دعم الاشقاء في لبنان، ولا سيما إننا نتحدث عن أكثر من مليون ومئتي ألف نازح».
بدوره أثنى السفير ماغرو على «التعاون مع دولة قطر لمساعدة لبنان»، مشيرا الى «ان هذا التعاون أيضا، هو رسالة الى المجتمع الدولي لمساعدة لبنان».
عودة النازحين السوريين
في مجال آخر، تحدثت مصادر المعلومات عن عودة ما لا يقل عن 250 الف نازح سوري الى بلادهم، تحت وطأة الهروب من القصف الاسرائيلي، وعدم بقاء مناطق آمنة في لبنان بعد هروبهم من الجنوب والبقاع.
ارض الميدان
على ارض الميدان، استمرت الغارات التدميرية نهار امس على الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب والبقاع وارتكاب مجزرة في بلدة الخضر البقاعية، وردت المقاومة بتنفيذ عمليات موذية ضد قوات الاحتلال.
وقصفت مدفعية المقاومة اكثر من 200 صاروخ باتجاه حيفا وخليج حيفا، في اعنق هجوم لحزب لله منذ عام.
وبراً يواجه جيش الاحتلال الاسرائيلي صعوبات قاسية لجهة التقدم براً، على الرغم من دفعه بتعزيزات اضافية الى الحافة الجنوبية، حيث يواجه بمقاومة لم تكن بحسابات قيادته..
وبعدها شنت الطائرات الاسرائيلية غارة عنيفة علي الضاحية الجنوبية، في منطقة الليلكي - الكفاءات.
وتحدثت معلومات عن لجوء جنود الاحتلال الى رفع العلم الاسرائيلي قرب «حديقة إيران» في مارون الراس، لكنهم ما لبثوا ان غادروا خشية استهدافهم بصاروخ كورنيت.
وليلاً صدر بيان عن المقاومة الاسلامية أكد فيه ما صدر عن نائب الأمين العام لحزب لله فضيلة الشيخ المجاهد نعيم قاسم حول جهوزية القوة الصاروخية لاستهداف كل مكان في فلسطين المحتلة تقرره قيادة المقاومة عبر منظومة القيادة والسيطرة التي عادت أقوى وأصلب مما كانت عليه.
• إن تمادي العدو الإسرائيلي في الإعتداء على أهلنا الشرفاء في كل بقاع لبنان الصامد، سيجعل من حيفا وغير حيفا بالنسبة لصواريخ المقاومة بمثابة كريات شمونة والمطلة وغيرها من المستوطنات الحدودية مع لبنان، وهذا ما شاهده العدو ومستوطنوه في حيفا ومحيطها اليوم الثلاثاء.
• إن المقاومة الإسلامية ترى وتسمع حيث لا يتوقع هذا العدو، ويدها قادرة أن تطال حيث تريد في فلسطين المحتلة، ونيرانها باتجاه العمق الصهيوني لن تقتصر على الصواريخ ولا المسيّرات الانقضاضية.
وكانت المقاومة الإسلامية رصدت قوة للعدو الإسرائيلي تسللت من خلف موقع القوات الدولية في اللبونة، و تعاملت المقاومة معها بالاسلحة المناسبة وحققت فيها اصابات مؤكدة بين قتيل و جريح، مما اجبر قوة العدو المتسللة إلى الإنسحاب خلف الجدار الحدودي من حيث تسللت.
وتحدث العدو الإسرائيلي عن إصابة 48 جنديًا إسرائيليًا خلال ال24 ساعة الماضية، منهم 30 جنديًا عند الحدود الشمالية مع لبنان و18 جنديًا في غزة.
كما اصابت لوابل الصواريخ الذي أُطلق على الكريوت من لبنان، لحقت أضرار بشبكة الكهرباء في ثلاثة مواقع في كريات يام وكريات موتسكين.
وليلاً، كرر افيخاي ادرعي الناطق الاسرائيلي وجه انذارات لسكان الضاحية الجنوبية (حارة حريك، والحدث)، متوعداً بتدمير مبانٍ على ساكنيها.
الأنباء: محاذير كبرى تهدّد المنطقة... لبنان في عزلة ولا حراك دولياً خارج إطار مصلحة إسرائيل
كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: الحالة اللبنانية السياسية والميدانية "خريفية" بإمتياز. العدو الإسرائيلي مستمر بمغامراته العسكرية، وعدوانه على لبنان يتوسّع يوماً بعد يوم. وحتى اللحظة، ما من شيء جدّي يمكن "الإسناد" إليه لوقف هذه الحرب الهمجية وإيجاد حل سياسي ينقذ لبنان وشعبه، علماً أن لبنان الرسمي يؤكد إلتزامه بتنفيذ القرار 1701 بكافة مندرجاته.
ميدانياً، يشتد قصف العدو الإسرائيلي المركّز ليلاً ونهاراً، كما نشهد محاولات متكررة للتوغل جنوباً، بالإضافة إلى التوسّع بحراً. وإلى أن تحسم أروقة السياسة الدولية مواقفها بما يقتضي لوقف الحرب في لبنان، وتكشف شكل رد العدو الإسرائيلي على إيران، ثمة محاذير كبرى من تمدد الصراع في المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه!
وفي سياق المواقف، لفت البيت الأبيض إلى أنه "رغم القتال فإننا نعمل مع إسرائيل ولبنان لتحديد عملية تعيدنا إلى مفاوضات وقف إطلاق النار". كما ذكرت الخارجية الأميركية أنها "تأمل رؤية حل دبلوماسي للنزاع في الجنوب"، مع تأكيدها على "حق إسرائيل في استهداف بنية حزب الله التحتية". وفي بيان، أعلنت أنها "تجري نقاشات مع حلفائها في المنطقة لبحث سبل التطبيق الكامل للقرار 1701".
أما فرنسا، فندّد وزير خارجيتها جان نويل بارو "بالاستفزاز" الصادر عن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، الذي هدّد بتدمير لبنان مثلما حصل في غزة إذا لم يتخلّص من حزب الله. وفي مقابلة مع "قناة فرانس 2 العامة"، إعتبر أن "الوضع في لبنان كارثي"، مشيراً الى أنه "إذا تم المضي قدماً بهذا الاستفزاز، فإنه سيجرّ لبنان، البلد الصديق لفرنسا، إلى الفوضى فيما يعاني من حالة ضعف كبيرة، وهذا من شأنه أن يضع إسرائيل أمام مشكلات أمنية أكبر من تلك التي سادت قبل العمليات العسكرية في لبنان".
من جهته، رفع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط الصوت، قائلاً: "كمواطن، أكتب لأقول حان وقت وقف إطلاق النار"، محذّراً من أن تبتلعنا دوامة العنف إذا لم يتم التحرّك.
وفي مقال لجنبلاط في صحيفة l'orient Today، حث جميع القوى السياسية في لبنان "على التوصّل إلى توافق فوري، والتوحّد، وإنتخاب رئيس وفاقي للجمهورية، وتشكيل حكومة، من أجل إنقاذ ما تبقى من هذا البلد الذي عانى الكثير من الحروب والإخفاقات والإنتهاكات"، مشيراً إلى أنه "لا بد من إعادة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بسرعة، وأن يتولى الجيش اللبناني دوره الشرعي". ووّجه جنبلاط الدعوة إلى كل الجهات بالتوقف عن إقحام لبنان والدول المجاورة في حروب بالوكالة لا تجلب سوى المعاناة والموت والدمار.
يأتي كلام جنبلاط بالتوازي مع مساعي يبذلها "التقدمي" و"كتلة اللقاء الديمقراطي" بالتواصل مع المرجعيات ومختلف القوى السياسية لخلق إطار مشترك يخلص إلى إنتخاب رئيس توافقي للجمهورية ووقف الحرب وتطبيق القرار 1701.
وفي هذا الإطار، زار النائبان مروان حمادة وراجي السعد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، موفدين من قبل الرئيس وليد جنبلاط والنائب جنبلاط.
ولفتت مصادر مطلعة لـ"الأنباء" إلى أن كل النقاط التي تدور وتنطلق من بيان الإجتماع الثلاثي طُرحت خلال اللقاء، بالإضافة إلى الخلاصات المتعلقة بالإنتخابات الرئاسية والقرارات الدولية وضرورة وقف إطلاق النار كأولوية، لوقف معاناة اللبنانيين وتقهقر الدولة، بالإضافة إلى أهمية دور جميع الفرقاء كلٌّ إنطلاقاً من مهامه وصلاحياته". وشددت المصادر على أن الأفضلية بالعودة إلى إتفاق الهدنة عام 1949 الذي يخلق توازناً بوجود منطقتين خاليتين من السلاح.
بالتوازي، الحدود الجنوبية مشتعلة، حيث يتصدّى الحزب لمحاولات التوغّل الإسرائيلية، وإطلاقه رشقات صاروخية على حيفا والمستوطنات الإسرائيلية ومناطق أخرى. كما ردّ نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على تصريحات العدو الإسرائيلي الأخيرة، معتبراً أن "طوفان الأقصى حدث استثنائي وبداية تغيير وجه الشرق الأوسط".
كلام قاسم أتى في كلمة مسجلة لمناسبة ذكرى انطلاق جبهة الإسناد لقطاع غزة، إذ أعلن عن تأييد الحزب للحراك السياسي الذي يقوم به رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري بعنوانه الأساس وهو وقف إطلاق النار، معتبراً أن لا مكان لأي نقاش قبل وقفه، و"إن تابع العدو حربه فالميدان يحسم"، على حد تعبيره.
وفي سياق متصل، يجمع المراقبون على أن الرد الإسرائيلي على إيران قادم لا محال، بحيث نوعية وحجم الرد وتوقيته وتقييم تداعياته محور النقاش الحالي بين الولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي. هذا وأجرى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وتم بحث آخر التطورات الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة لخفض التصعيد بالمنطقة وتداعياته بما يضمن أمنها واستقرارها.
وفي هذا الإطار، أشار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) ويليام بيرنز في مؤتمر للأمن القومي في ولاية جورجيا، إلى أن خطر التصعيد غير المقصود في الشرق الأوسط يلوح في الأفق باعتباره "خطراً حقيقياً للغاية"، على الرغم من أن الولايات المتحدة تحافظ على تقييمها بأن إيران وإسرائيل لا "تبحثان عن صراع شامل"، على حد تعبيره.
ولفت إلى أن "أعظم خطر للتصعيد يأتي من سوء التقدير"، مضيفاً: "أعتقد أننا جميعا ندرك تماماً عواقب أشكال مختلفة من الضربات والعواقب على سوق الطاقة والاقتصاد في العالم".
في المحصلة، يمكن القول أننا الى حد ما في عزلة دولية بغياب أي خطوات تنفيذية تفضي إلى كبح جماح العدوان الإسرائيلي المستمر وإنقاذ لبنان، فلا مؤشرات واضحة لحراك دولي أو دبلوماسي خارج نطاق المصالح الإسرائيلية الكبرى، بما ينصف لبنان ويجنبه المزيد من الخسائر في الأرواح والدمار، على الرغم من مواقف مقابلة متضامنة وداعية إلى وقف الحرب وتطبيق القرار 1701 والوقوف إلى جانب لبنان وشعبه إنسانياً.
الشرق الأوسط: جبهة جديدة إسرائيلية في جنوب لبنان... وقتال للقبض على المرتفعات
«الشرق الأوسط» ترسم خريطة المواجهات في القطاعين الشرقي والغربي
كتبت صحيفة "الشرق الأوسط": يفتتح الجيش الإسرائيلي منطقة عمليات جديدة بجنوب لبنان، تتركز في القطاع الغربي، بعد أسبوع على انطلاق العمليات البرّية التي اتخذت من القطاعين الشرقي والأوسط مسرحاً لها، من غير تحقيق تقدّم استراتيجي في منطقة باتت خالية من السكان، وتحوّلت إلى منطقة عسكرية بالكامل، وتتعرض لقصف مدفعي وجوي على مدار الساعة.
وخلافاً لتقديرات محلّلين حول القدرة على اختراق خط الدفاع الأول خلال أسبوع على أبعد تقدير، لم تُحرز القوات الإسرائيلية تقدماً استراتيجياً في داخل الأراضي اللبنانية، حسبما تقول مصادر أمنية، برغم محاولات توغل وقعت في منطقتي العديسة وكفركلا، وأخرى على محور يارون ومارون الراس، وعلى محور وسطي بينهما في بليدا، حيث تم تحقيق «اختراق محدود» على أطراف يارون ومارون الراس وبليدا، وهو اختراق مكّن القوات الإسرائيلية من نشر صور لها في أحياء لبنانية على حافة الحدود.
ويقول «حزب الله» إن وضع مقاتليه «ممتاز»، من دون الدخول في التفاصيل.
السيطرة على المرتفعات
وتقول مصادر في جنوب لبنان مواكبةً لتطورات المعارك الحدودية، إن محاولات التوغل الإسرائيلي في العديسة ويارون ومارون الراس وبليدا، «أراد منها الجيش الإسرائيلي السيطرة على المرتفعات الحدودية اللبنانية، بهدف منع مقاتلي الحزب من الإطلالة على الأراضي الواقعة في الضفة الثانية من الحدود ومراقبتها، واستهداف الجيش فيها»، لافتةً إلى أن المعركة على مدار تلك الأيام «شهدت محاولات حثيثة من هذا النوع، لكنها لم تنتهِ بها حسبما هو مخطط لها».
وأتاح قبض مقاتلي «حزب الله» على المرتفعات الحدودية، كشف المنطقة الواقعة أسفلها، ورصد التحركات الإسرائيلية، ومكّن المقاتلين على مدى الأشهر الـ5 الأولى للحرب من استهداف التحركات والتموضعات الإسرائيلية بالصواريخ الموجهة.
ويفسر تركز الاشتباكات في تلك المناطق الغرضَ الإسرائيلي من المعركة، حسبما تقول المصادر، إذ تقع يارون على حافة الحدود مباشرة، كذلك مارون الراس التي تتميز بموقع مرتفع عن القرى المحيطة بها، وتُطل مباشرة على منخفضات سهلية على الضفة الثانية من الحدود، كما تقع العديسة جغرافياً على مرتفع يطل على البساتين الإسرائيلية، بينما تقع كفركلا على مرتفع أعلى من مستعمرة المطلة في إصبع الجليل. ومثّلت تلك المرتفعات «مقتلاً» للتحركات الإسرائيلية أسفلها طوال فترة الحرب، حسبما تقول المصادر.
توغل على الحافة
خلال اليومين الماضيين أعلن «حزب الله» عن قصف تجمعات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، كان أحدها، الاثنين، في حديقة مارون الراس، المعروفة باسم «حديقة إيران»، الواقعة على الأطراف الشرقية للبلدة، والثاني أيضاً الاثنين، على مرتفع القلع في بلدة بليدا. كما أفاد، الأحد، باستهداف تدمع في خلة شعب شرق بلدة بليدا، فضلاً عن استهداف تجمّع آخر عند بوابة رميش، الواقعة إلى الغرب من يارون.
وقال مصدر أمني لبناني إن التوغلات الإسرائيلية «لا تزال عند الشريط الحدودي في 3 بلدات، ولم تتوغل إلى العمق»، لافتاً إلى أن القوات الإسرائيلية «توجد في المناطق الشرقية، وتحتمي بالمرتفعات بشكل لا تكون مكشوفة إلى مقاتلي الحزب في الداخل اللبناني»، في إشارة إلى وجودها عند حديقة إيران الواقعة في منخفض شرقي في مارون الراس، وتطل على السهول وراء الحدود، ووجودها عند الجهة الجنوبية الغربية من يارون، وهي منطقة منخفضة تفصلها عن وسط البلدة مرتفعات أيضاً، علماً بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية نشرت صورة لعلم إسرائيلي مرفوع فوق منشآت حديقة إيران التي تعرضت للتدمير.
وقال المصدر: «خلافاً لذلك، لم يسجّل توغل واستقرار داخل القرى الحدودية»، بدليل «أن المدرعات الإسرائيلية لا توجَد فيها»، لكنها وضعت الصور التي تنشر في إطار «العمليات الخاطفة التي ينفذها المشاة، بعد جولات قصف عنيفة، وبحماية المسيّرات التي ترافق القوات المتوغلة».
وكانت وسائل إعلام «حزب الله» نقلت عن ضابط ميداني حديثه عن رصدهم لتحرّك غير اعتيادي للقوات الإسرائيلية خلف موقع عسكري لقوات «اليونيفيل»، بخراج بلدة مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان، وأن «غرفة عمليات المقاومة طلبت التريث وعدم التعامل مع التحرك؛ حفاظاً على حياة جنود القوات الدولية»، وتحدث عن فشل القوات الإسرائيلية في التقدم نحو القرية.
وفي المقابل، تحدث الجيش الإسرائيلي عن سيطرة قوات «لواء غولاني» على مجمع تابع لعناصر «حزب الله» بجنوب لبنان، وتدمير وسائل قتالية داخله، من بينها «منصة صاروخية محملة وجاهزة للإطلاق نحو بلدات الشمال»، كما «تم العثور على بنى تحتية تحت الأرض؛ حُفَر اختباء، ومساحات مكوث واستعداد كانت تستخدمها العناصر».
القطاع الغربي
وبعد 8 أيام على بدء العملية البرية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عملية توغل من القطاع الغربي، وذلك غداةَ دعوته لإخلاء القرى الواقعة في المنطقة.
وقال الجيش في بيان: «بدأت قوات الفرقة 146 التي تضم قوات اللواء 2، واللواء 205 عملية برّية محدّدة الأهداف ومحدودة في القطاع الغربي لجنوب لبنان، ضد أهداف وبنى إرهابية لـ(حزب الله)، وذلك بعد عام كانت تهم بأنشطة دفاعية على الحدود الشمالية الغربية».
وتُعدّ الفرقة 146 فرقة الاحتياط الأولى التي تنخرط في القتال بجنوب لبنان، في إطار حملة «سهام الشمال»، حيث تعمل القوات برفقة قوات مدفعية وقوات إضافية لكشف بنى تحتية لـ«حزب الله» وتدميرها.
ولا تنظر المصادر الميدانية إلى عملية التوغل في القطاع الغربي على أنها أسهل من القطاع الشرقي أو الأوسط، «بالنظر إلى الاستحكامات والمناطق المفتوحة وغير المأهولة في المنطقة التي تعطي القوات المدافِعة فرصة للمناورة والتحرك أكثر».
وبثّت وسائل إعلام قريبة من الحزب، مشاهد لآليات عسكرية إسرائيلية تحترق في منطقة اللبونة الواقعة إلى الشرق من بلدة الناقورة في جنوب غرب لبنان. وقالت إن مقاتلي الحزب «رصدوا قوة للعدو الإسرائيلية تسلّلت من خلف موقع القوات الدولية في اللبونة، وتعاملت المقاومة معها بالأسلحة المناسبة، وحققت فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح، مما أجبر قوة العدو المتسلّلة على الانسحاب خلف الشريط الحدودي من حيث تسلّلت».