![]() |
السبت 8 شباط 2025 12:41 م |
صورة يظهر بها باسيل لأول مرة |
* جنوبيات على اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً التعوّد على الصورة الجديدة التي يظهر بها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. هي صورة الخاسر بعدما كان الرابح لأعوام عدة تخللتها 6 سنوات حكم خلالها الجمهورية بغطاء وإمضاء عمّه الرئيس ميشال عون، كما من خلال "عضلات" حزب الله خلال عهد الرئيس ميشال سليمان. صورة باسيل الجديدة تعكس بوضوح أن الرجل لم يحسب يوماً "خطة الرجعة"، لا مع الجنرال جوزاف عون ولا مع "القوات اللبنانية" ولا مع الثنائي الشيعي ولا مع النواب السنّة، فتراه اليوم معزولاً لا وزن له في حسابات العهد الجديد والحكومة الجديدة، وما قاله أمس في مؤتمره الصحفي ليس للدفاع عن المسيحيين بل عن نفسه.
ثانياً، إن تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة لم يكن بفضل "التيار الوطني"، فقد أتى قرار باسيل بتسمية نواف سلام بعد إعلان قوى المعارضة والتغييرين وكتلة وليد جنبلاط تأييد سلام، وما كان أمام باسيل سوى ركوب موجة سلام لضمان حصة في السلطة، إضافة إلى أنه كان من الصعب على باسيل السير بالرئيس نجيب ميقاتي بعد الحملة الشرسة التي شنّها عليه واتهامه بشتى أنواع الاتهامات المحقة وغير المحقة. يعاني باسيل من مشكلة مصداقية كبيرة بسبب تجربته في السلطة التي كانت الأكثر مرارة للبنانيين وللقوى السياسية الأخرى. وإذا كانت ذاكرة باسيل قصيرة، فإن الرأي العام اللبناني والمجتمع السياسي لم ينس بعد كل ارتكاباته. فعندما يتنفضّ باسيل ضد الإقصاء ويلعب دور الضحية، يتذكّر الجميع كيف أقصى تباعاً كل القوى السياسة الأخرى في عهد عمه ابتداءً من حزب الكتائب، ثم "القوات اللبنانية" وسائر قوى المعارضة، وتوّج سياسة الإقصاء بتهشيل الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" من الحياة السياسية. وعندما يعترض باسيل على وحدة المعايير والأحجام في توزيع الحقائب، يستذكر الجميع تنكّره لإتفاق معراب وسطوته على الوزارات والحقائب إمّا مباشرةً أو مواربةً، تحت حجّة حصة الرئيس التي انضمّت الى طاولة تكتله الخاصة. وعندما يستحلف باسيل الرئيس المكلّف بأنه لن يسقط الحكومة مع الثنائي، يتذكّر القاصي والداني نشوته عند إسقاط حكومة الرئيس الحريري من الرابية تحديداً قارئاً بيان الإستقالة بنفسه، محاطاً ومحضوناً من الثنائي. وعندما يزايد باسيل في غيرته على قدرة الحكومة الجديدة على القيام بالإصلاحات، يتذكّر اللبنانيون أنه أمضى عهداً بكامله يملك فيه رئاسة الجمهورية وثلثاً معطلاً بمفرده وكتلةً تناهز الثلاثين نائباً ولم يقم بأي إصلاح يذكر. وعندما يغالي باسيل في تأييده لرئيس الجمهورية ويضع كتلته بتصرّف العهد، يعود اللبنانيون بالذاكرة سريعاً إلى التاريخ القريب حيث وجّه باسيل للرئيس جوزف عون افظع الإتهامات والإنتقادات كخيانة الأمانة والفساد وغيرها من الإفتراءات والتشكيك بمؤهلاته. وعندما يتباكى باسيل على الوحدة والتضامن ويستشهد بمشهديات 14 شباط و23 شباط المقبلتين، يتذكّر الجميع التنكيل السياسي الذي عانى منه الرئيس الحريري من جرّائه والجرح الكبير الذي حمله الشهيد السيد حسن نصرالله جرّاء "الطعنة" التي تلقّاها منه. تكثر الأمثال وتتغيّر الظروف ويحاول باسيل التقلّب معها مع الفارق هذه المرّة أن القاسم المشترك والجامع لدى جميع من يسمعونه ويشاهدونه من اللبنانيين والسياسيين، هو رأيهم الموحّد بمدى مصداقيته. المصدر :وكالات |